الرياض – تتميز علاقات النجوم الذين لا تجمعهم الحرفة الواحدة في الأوساط الفنية المختلفة بأنها غالباً ما تكون أطول عمراً من غيرها لأنها بعيدة عن مفهوم المصالح الضيقة، كما تكون بعيدة عن الأضواء حيث لا تحظى باهتمام إعلامي، كما يتجنب في بعض الأحيان الفنانون الإشارة إليها أو الخوض فيها في لقاءاتهم.
ومن هذه الروابط المميزة العلاقة الإنسانية الطويلة التي جمعت فنان العرب محمد عبده بالراحل عبد الحسين عبد الرضا، الذي عاش الوسط الفني صدمة رحيله في مثل هذه الأيام من العام الماضي.
حيث أن دائماً ما يكون هناك في علاقات النجوم ببعضهم البعض أشخاص “مجهولون” يكونون مؤثرين في صناعة هذا الود، ويحرص هؤلاء على التواري عن الضجيج وإدارة المشهد من خلف الكواليس.
وفي هذا السياق تحديداً، يتم الآن تداول صورة تعود إلى السبعينيات تجمع النجمين محمد عبده وعبدالحسين عبدالرضا بصحبة شخص لا يعرفه جمهور الفن من الجيل الحالي ويرتدى الرجال الثلاثة لبس الإحرام في مكة المكرمة.
ويذكر أن هذا الشخص الثالث “المجهول” لدى العديد من الناس هو الباحث الموسيقي ورجل الأعمال الكويتي فاضل مقامس (1928 – 2009) المحب للفن والفنانين.
ولا يعرف الكثير من الناس أن مقامس، الذي كان يلقب بـ “ملك المرواس” كان له دور ريادي مهم في إثراء الحركة الفنية في الخليج ودعم كثير من الوجوه الصاعدة في الستينيات. وارتبط بعلاقات مميزة مع أبرز نجوم الغناء العرب مثل محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم ومحمد الموجي وبليغ حمدي وأبو بكر سالم ومحمد زويد.
وتعرف مقامس على الفنان محمد عبده في بدايته في مطلع الستينيات بعد أن التقاه لأول مرة في مجلس إحدى الشخصيات المهمة في الرياض، ومن ثم أصبح داعماً له إبان تسجيله لأعمال لصالح “إذاعة الكويت” وانفتاحه على عدد من الأسماء التي كانت تتصدر المشهد الفني هناك مثل يوسف المهنا وفائق عبدالجليل.
وذكر مقامس في لقاء تلفزيوني أن صداقته بالفنان محمد عبده بدأت من تلك الفترة كاشفاً أنه عندما كان يأتي محمد عبده إلى الكويت في منتصف الستينيات كان يقيم في منزله ويحجز له هو مواعيد لتسجيل أغنياته في الإذاعة. وذكر مقامس أنه جمع ذات مساء في مجلسه بالكويت محمد عبده مع محمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد زويد.
ويُشار إلى أن الثلاثي، محمد عبده وعبدالحسين عبدالرضا وفاضل مقامس، ظهر في صورة أخرى غير صورتهم في لبس الأحرام بمكة تعود إلى 24 فبراير/شباط عام 2000، ويظهر معهم فيها أيضاً الشاعر والإعلامي حمود البغيلي.
المصدر العربية.نت