دبلوماسي تركي يستبعد احتمال تأزم علاقات بلاده ببريطانيا بسبب سجن مواطن بريطاني

تركيا – استبعد الدبلوماسي التركي السابق أولوج أوز أولكر احتمال تأزم العلاقات التركية البريطانية نتيجة قيام القضاء التركي بالحكم على جندي سابق في الجيش البريطاني “جو روبنسون” بالسجن مدة 7 سنوات ونصف بعد اتهامه بالقتال مع وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.

. وقال أوز أولكر، في تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك” “لا أتوقع أن يؤثر حكم القضاء التركي بالسجن على المواطن البريطاني روبنسون على العلاقات التركية البريطانية، حيث من الممكن أن تنشط عناصر أي بلد بشكل فعال في بلد آخر، ولكن إذا خرجوا عن الطريق وتمادوا فمن الطبيعي أن يتم إلقاء القبض عليهم ومعاقبتهم”.

وأضاف “إذا كانت المحكمة التركية قد حكمت على روبنسون بالسجن دون وجود عريضة اتهام وأدلة تدينه فهذا يعتبر أمراً غير طبيعي، لذا ينبغي النظر بقرار المحكمة والأسس التي اتخذت قرارها بناء عليها، كما علينا بكافة الأحوال انتظار القرار النهائي للمحكمة التركية”.

وتابع “إن ظاهرة اعتقال مواطنين أجانب تحدث في أي بلد من بلدان العالم حيث تم اعتقال مواطنين أتراك في اليونان لصلتهم بمحاولة انقلاب تموز/يوليو ورجل الدين التركي فتح الله غولن، إلا أن السلطات اليونانية قد أفرجت عنهم فيما بعد، فهل كان على تركيا أن تشن حرباً على اليونان على خلفية ذلك؟ لكل بلد نظامه وأصوله وقوانينه الخاصة”.

وأشار أوز أولكر إلى “أن السلطات البريطانية كانت قد اتهمت عملاء استخبارات روس بمحاولة تسميم عميل الاستخبارات الروسي السابق سكرييال، كما تم طرد عشرات الدبلوماسيين على خلفية ذلك، إلا أن السلطات البريطانية لم تثبت حتى الآن تورط روسيا بحادثة تسميم سكربيال، وما هذه إلا خطوات سياسية قد اتخذت قبل اتخاذ المحكمة قرارها النهائي في القضية، حيث بدأت هذه التطورات بالحصول بين الدول في القرن الـ 21 وهي ممارسات خاطئة”.

وأضاف “لذا من غير المعقول أن تفرض بريطانيا عقوبات على تركيا أو تملي عليها شروطها بسبب اعتقال أحد مواطنيها في تركيا وفي حال قامت بذلك فهذا أمرٌ غير عقلاني”.

وأكد أوز أولكر، الذي عمل سابقا نائبا لمستشار الشؤون الأوروبية في الخارجية التركية، “تعتبر كل من القنصليتين الأمريكية والبريطانية في مدينة أضنة التركية مركزاً استخباراتياً بالنسبة لنا فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني في شرق وجنوب شرق تركيا حيث شهدت ذلك أثناء عملي في الخارجية التركية، لذا يحق للدولة التركية اعتقالهم في حال تجاوزوا حدودهم وتمادوا في نشاطهم”.

وكان القضاء التركي قد حكم قبل يومين على الجندي السابق في الجيش البريطاني جو روبنسون بالسجن 7 سنوات و6 أشهر بعد اتهامه بـ “العضوية في تنظيم إرهابي مسلح” بسبب قتاله مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

كما حكم القضاء التركي على خطيبة روبنسون الكردية ميرا روخان بالسجن لمدة سنة و10 أشهر و15 يوما مع وقف التنفيذ بتهمة نشر “الدعاية الإرهابية”.

ولم يحضر أيٌّ من روبنسون أو خطيبته جلسة المحاكمة، حيث قررت المحكمة استمرار الحظر الذي فرضته في وقت سابق على سفرهما إلى أن تحسم المحكمة قرارها.

اعتقلت سلطات الأمن التركية البريطاني برونسون وخطيبته بناحية ديديم في ولاية أيدين في إقليم بحر ايجة غرب تركيا عام 2015 أثناء قضائهما عطلة الصيف، إلا أنها أخلت سبيلهما شريطة عدم مغادرتهما تركيا.

Shares