بعد تكليفه بفض النزاع جنوب طرابلس.. الجحاوي: نرفض الاصلاحات الاقتصادية.. وحكومة الوفاق دعمت مليشيات احتكرت الاعتمادات

ليبيا – إعتبر آمر قوة مكافحة الارهاب مصراتة مختار الجحاو في بيان له اليوم الاثنين أن تحديد المشكلة في ليبيا بدقة ومعرفة أسبابها هو الطريق الأمثل للوصول إلى علاجها، مبيناً بأنه من الواجب عليه توصيف المشهد الراهن على أنه نتائج الأخطاء تراكمية سابقة.

الجحاوي الذي كلف من السراج للقدوم إلى طرابلس للفصل بين القوى المتنازعة جنوب المدينة أضاف في بيانه الذي تلقت المرصد نسخة منه بأنه لا يخفى على أحد أن ليبيا قبل فبراير كانت تحت حكم وصفه بـ” الفردي والسلطوي” ، معتبراً أنه وعلى امتداد عقود لم تُبنَ فيها مؤسسة واحدة بشكل استراتيجي حسب قوله.

وقال بأن الاعلان الدستوري الذي أعلن في أكتوبر 2011 لم يُنظم الحياة السياسية والقانونية في البلاد ، كما أن الدخول المبكر في انتخابات المؤتمر الوطني سنة 2012 أدى إلى وصول الأحزاب السياسية إلى السلطة دون قواعد دستورية حاكمة للعبة السياسية، مما ادى إلى انقسام حاد عصف بالحياة السياسية.

أمر قوة مكافحة الارهاب التابعة لحكومة الوفاق وصف أن عملية الكرامة التى إنطلقت لمحاربة الارهاب بـ” الانقلاب العسكري المتلفز من تونس” ، مبيناً بأنه جاء بعد هذا الاعلان انتخابات برلمانية انتجت برلمانا استقر في طبرق، وعلى إثر ذلك أطلقت عملية فجر ليبيا في طرابلس، وكلا العمليتين لم تنتجا إلا حكومات غير مهنية وليست بمستوى الإصلاحات السياسية التي تحتاجها المرحلة حسب قوله.

وتابع قائلا :”  في سنة 2014 رعت الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات بالمغرب الاتفاق السياسي، الذي ثبت سلطة البرلمان، وابقى على المؤتمر الوطني تحت مسمى المجلس الأعلى للدولة، وأنتج حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وعضوية آخرين، ووعد الليبيين بإصلاحات شاملة للبلاد في غضون سنة واحدة، قابلة للتمديد ستة اشهربعد اعتمادها كما نص الاتفاق وباشرت الحكومة عملها بدون مراقبة أي جسم تشريعي رقابي قانوني وعلى امتداد ثلاث سنوات لم تطبق أي فقرة أو جملة واحدة من الاتفاق الذي أنتجها فلا إصلاحات سياسية أو اقتصادية، ولا برامج للمصالحة الوطنية الشاملة، وكل ما نشاهده هو مصاريف باهضة على السفر أو التنقل، ونسمع عن بعض التوقيعات على اتفاقيات خارج البلاد لا يعلم الليبيون مغزاها أو مضمونها”.

وتابع قائلاً :” وما قامت به حكومة الوفاق هو دعم لمليشيات تغوّلت في العاصمة مع حفنة مقربة احتكرت الاعتمادات وتوريد السلع، وسيطرت على الأسعار مع نقص حاد في كافة المستلزمات الضرورية من الدواء والغذاء والطاقة، وللمزيد حول الوضع الراهن ينظر تقرير لجنة الخبراء في لمجلس الأمن لسنة 2018 “.

وبخصوص الوضع الراهن في طرابلس قال :” في نهاية أغسطس اندلعت اشتباكات دامية في طرابلس نتيجة تردي الأوضاع، تدخلت البعثة الأممية بنفوذها، وأقصت كل المساعي الوطنية لحل الاشكال ووضع اصلاحات مناسبة وفرضت حلاً مغلقاً مكوناً من عدة بنود، واعلنته في اجتماع الزاوية بتاريخ 9 سبتمبر 2018 وحصرت الحل في ترتيبات أمنية تختار البعثة من يُشرف عليها، ومن ينفذها”.

ويشأن الاصلاحات الاقتصادية المدعومة من البعثة قال :”  وأيضاً اعلنت عن إصلاحات اقتصادية اقتصرت على رفع رسوم ضريبية على مبيعات النقد الأجنبي، ورفع مخصصات ارباب الأسر، ومراجعة سياسة دعم المحروقات وهنا نسأل عن دور البعثة الأممية ومهمتها في ليبيا، هل هي لمساعدة الليبيين بالاستشارات الايجابية وجلب خبرات الشعوب التي عاشت تجارب وظروف مشابهة للوصول إلى حلول ناجحة أم انها لإطالة عمر الأزمة وزيادة تعقيدها، وجعلها تتفاقم حتى يصعب حلها؟ “.

وفي رسالة موجهة للمبعوث الاممي غسان سلامة أعرب الجحاوي عن إعتراضه الشديد على الإصلاحات التي شرعت البعثة مع حكومة الوفاق والمركزي في تنفيذها، معتبراً إياها من أسماء الأضداد في اللغة العربية وأنها ليس لها من إصلاح للوضع القائم إلا اسمها بهدف تمريرها على الليبيين الذين وضعوا ثقتهم في البعثة الاممية وفرحوا بعنوان الاصلاحات، ولم ينظروا إلى المحتوى من باب أعتقادهم أن الامم المتحدة لا تدعو إلا إلى الأعمال الجيدة.

واختتم الجحاوي بيانه المطول موجهاً حديثه للبعثة الاممية قائلاً :” عليه نامل منكم قراءة المشهد على أن المشكل سياسي قبل ان يكون اقتصادياً، وأيضاً فإن زيادة الضرائب والرسوم علامة على فشل الدول وليس نجاحها، وأن عملية الإصلاح يجب ان تكون شاملة لكافة مناحي الحياة.

Shares