هكذا اندمج الفن العراقي والفرنسي على “مسرح بيزانسون” !

بغداد – شهد مسرح المدينة في مدينة بيزانسون تجربة لافتة للتعاون الثقافي مع فرقة فضاء التمرين في بغداد، حيث قُدمت مسرحية “الأورستيا” للكاتب الإغريقي أسخيلوس والمخرجة الفرنسية سيلي بوت، والمخرج العراقي هيثم عبد الرزاق.

حيث أن اختيار هذا النص جاء لكونه ملائماً لما يدور في العراق الآن من صراع دموي على السلطة والحروب والكوارث وما تُخلفه من كوارث وقتل وانتقام.

المخرج العراقي هيثم عبد الرزاق تحدث لـ”العربية” قائلاً: “عندما نطبق الديمقراطية بطريقة سلبية توصل إلى نتائج سلبية في الوقت نفسه، ولهذا نلاحظ أن هناك كثيرا من المشاكل موجودة وخاصة في بلدنا العراق حول مفهوم الديمقراطية”.

المسرحية بأجزائها الثلاثة تركز على أن الديمقراطية هي الخلاص من الثأر والانتقام، حيث يقول بطلها: “الظلام يلد الظلام والكراهية تلد الكراهية والحرية تبدأ عندما ينتهي الجهل”.

بينما الممثل العراقي ميمون الخالدي بطل المسرحية فأكد على ضرورة أن يخرج المسرح العربي والعراقي من عزلته إلى الآخر، ويتحاور وينتج معه، بغض النظر على اللغة، لأن المسرح لغة عالمية.

وتابع : “أشعر بالسعادة عندما أعمل مع هؤلاء الممثلين الفرنسيين وسعادتي تكمن في أن الممثل العراقي طاقة كبيرة يمكن له أن يقف أمام أي ممثل في العالم”.

هذه الأفكار المشتركة بين المسرحين الفرنسي والعراقي، والتي قُدمت لنا بعد عدة أشهر من التمارين المستمرةِ بين العراق وفرنسا، أثمرت عن تقديم هذا العرض المسرحي الناجح الذي رافقته عوامل جمالية في الموسيقى المحلية العراقية والديكور والإضاءة الذي أضاف متعة مضافة للمشاهد.

من جهتها قالت المخرجة الفرنسية سيلي بوت: “أنا سعيدة وكنت واثقة من أننا سننجح، وكما لاحظت فإن المسرح مملوء طيلة أيام العرض وهذا التعاون بتجربة مسرحية للإغريقي أسخيلوس، وكأن العمل يتحدث عن يومنا هذا، وأنا سعيدة بهذا التعاون لأن الحضارة الإغريقية تأثرت بحضارة وادي الرافدين”.

يذكر أن الجمهورُ الفرنسي تفاعل مع أحداث المسرحية وصفق طويلاً لأداء الممثلين العراقيين لاحترافيتهم العالية كأمثال ميمون الخالدي وإقبال نعيم وسهى سالم وإياس خضير، ومن فرنسا فيولين شوارتز ومارك بيرمان وبعد هذا النجاح فإن المسرحية مرشحة للمشاركة في المهرجانات الدولية والعربية.

 

 

المصدر العربية.نت

Shares