الدباشي: ننتظر موقف مجلس الأمن من الاحداث الجارية في طرابلس

ليبيا – أعرب سفير ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة ابراهيم الدباشي عن تخوفه من أن تشهد العاصمة طرابلس خلال الأيام القادمة حرب شاملة أكبر مما حدث ببنغازي ودرنة، مبدياً تمنياته من جميع الذين يحملون السلاح تحت أي مسمى بإدراك المسؤولية الكبيرة الواقعة على عاتقهم تجاه الارواح البريئة التي ستزهق.

الدباشي قال خلال مداخلة هاتفية له عبر برنامج “150 دقيقة” الذي يذاع على قناة “ليبيا روحها الوطن” أمس الإثنين وتابعته صحيفة المرصد إن من يستطيع إيقاف الحرب وحل المشكلة في ليبيا هم من يتصدرون المشهد السياسي لذلك عليهم التحلي بالمسؤولية.

وتابع قائلاً :” المسؤولية لا تقع على مجلس النواب فقط بل أيضاً على المجلس الرئاسي وبإعتماده الكامل على المجموعات المسلحة وسعيه لتعزيز قوتها وعدم الخوض في مساس نزع السلاح منهل على الاطلاق، واجراء الانتخابات بسبب عدم ضمان الوضع الامني يعني مجلس النواب ما من شك في أنه خرج تماماً واصبح غير فعال والمجتمع الدولي يتعامل معه اليوم على أنه غير موجود”.

وأكد ضرورة أن يركز الجميع على إيجاد حل سياسي، مبدياً آماله بأن لا تتحول هذه الاشتباكات إلى حرب شاملة تستفيد منها التحالفات وتنتهي بدمار المدينة وتشريد سكانها، مضيفاً في الحوار التالي:

 

س/ قراءتك الاولية لما جاء في إحاطة المبعوث الأممي غسان سلامة؟

ج/ في الحقيقة هو اجراء سنوي يتم على هامش اجتماعات الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال عقد مثل هذا الاجتماع في ليبيا وهذه السنة جرت به احاطة رئيس المجلس الرئاسي وكذلك المبعوث الشخصي للأمين العام بالتركيز على الاوضاع التي تجري في طرابلس.

وكما نلاحظ في السنة الماضية كان هناك اعتماد مخطط الامم المتحدة في ما يتعلق بالحل في ليبيا للأسف هذه الخطة تعرقلت والآن ثبت عدم فعالية دور الامم المتحدة نشاهد ما نشاهده الآن في طرابلس وللأسف حتى الآن ننتظر أن يكون هناك ابرام محدد من مجلس الأمن في ما يتعلق بالأوضاع الحالية.

ليس لدي علم اذا كان مجلس الأمن سيجتمع قريباً فيما يتعلق بإتخاذ اجراءات محددة تجاه الذين ينشرون الفوضى ويطلقون النار على المدنين في طرابلس لذلك سننتظر في الأيام القادمة لنرى لكن حتى الآن لا يبدو أن هناك تحرك فعال للأمم المتحدة بشأن الوضع القائم في طرابلس.

 

س/كيف يمكن أن نقرأ حديثه أو تخوفه من أن لا يمتد القتال لكنه في المقابل لا يعطي اقتراحات؟

ج/ للأسف استخدمت معاناة الشعب في زيادة المعاناة يعني أن القوى التي قدمت من ترهونة لطرابلس كانت قد قدمت مبرر لهجومها بأنها تلاحظ المعاناة وأنها تريد تخليص مدينة طرابلس من المجموعات المسلحة ولكن حقيقة الأمر هي هذا التراخي في اتخاذ ترتيبات أمنية محددة وعدم نزع سلاح المليشيات وعدم اخراجها من العاصمة والمدن الأخرى شجع كل المجموعات المسلحة بالهجوم على طرابلس اذا كانت في السابق بها واذا كانت في السابق فئة والتي لم تكن فئة تريد أيضا ان يكون لها موطئ قدم في طرابلس.

ومنذ حكومة عبد الرحيم الكيب كلمة الفصل واليد العليا هي للمجموعات المسلحة الموجودة في طرابلس وقد قالها بكل صراحة وأعلن أن هناك سلطة أعلى من الحكومة وما زالت هذه السلطة موجودة في طرابلس وهي السلطة الفعلية التي تسيطر على القرار السيادي لليبيا وعلى التصرف بأموال الدولة بطريقة غير مباشرة.

سلامة يدرك جيداً أن المبررات التي طرحت للشروع في الحرب من جديد هي من الممكن أن تشجع الجميع على الاستمرار بها  والجميع يريد أن يكون في مركز القرار.

 

س/هل ترى أن الوضع فعلياً هو سياسي أم عسكري؟

ج/ للأسف الوضع سياسي وليس عسكري الحقيقة نحن نريد من العسكرين أن يكون لهم دور في أمن البلاد ولكن قبل أن يفرد أي تشكيل من التشكيلات المسلحة بإتخاذ القرار والإدعاء بأنه يلبي رغبات الشعب عليهم اولاً يتحدوا فهناك جيش قائم في الشرق لم يلتحق به اعداد كبيرة من المنطقة الغربية.

ففي حال كانت هناك رغبة وطنية حقيقية لأي عسكري يريد أن يساعد الشعب الليبي عليه السعي بكل ما يستطيع بتوحيد القوات المسلحة من أجل انضمام كل أفراد القوات المسلحة وضباطها للجيش بحيث يكون هناك جيش موحد وعندها يستطيع الشعب أن يخول الجيش بما يمكن القيام به.

أعتقد أن وجود فصيل سكري ومهني ومتخصص ومتخرج من الكليات العسكرية وإدعائه بتمثيل الجيش وانه قوة نظامية يلبي مطالب الشعب هذا أمر غير مقبول وخاصة أن الامر يتعلق بطرابلس لذلك على العسكريين التحلي بالمسؤولية فيما يتعلق بهذا الامر لأنهم يتحملون المسؤولية من أي اشتباكات تتم داخل العاصمة بغض النظر عن المررات.

 

س/ هل تلاحظ هذا الصمت الغربي وعدم تدخل المجتمع المدني ومتابعته لما يجري فقد؟

ج/ المجتمع الدولي هو القوى الكبرى بالدرجة الاولى ومنها دول دائمة العضوية في الأمم المتحدة في مجلس الأمن وهذه الدول هناك خلافات كبيرة جداً بينها فنحن نلاحظ أن السفير الروسي في الأيام الماضية التقى بسفراء الدول الغربية في ليبيا وحذرهم بكل وضوح بأن بلاده لن تسمح بتكرار ما جرى في سوريا وقال بكل وضوح انها لن تسمح بأي تدخل اجنبي لصالح طرف ضد طرف اخر لكن للأسف هذا الكلام عام ما يعني انه لا يمكن ان تكون هناك قوى أجنبية تتدخل بطرف حتى القوى التي من الممكن أن تهدد المدنين ويمكن أن تهاجم طرابلس.

ومن المؤكد أن هذا الأمر قد يشجع بعض المجموعات المسلحة للإستمرار في العمل فهذا الانقسام داخل المجتمع الدولي وهو ما أوصلنا لهذا الأمر لو كان المجتمع الدولي يرحب في رأيهم ويوحد في قراره كان واضحا أنه سيتخذ اجراءات ضد كل من يهدد الاأمن والسلام في ليبيا أو في العاصمة عند ذلك نرى ايضا ان الوضع مختلف تماما.

ما اخشاه أن تشهد الايام القادمة حرب شاملة داخل طرابلس وربما أكبر مما حدث ببنغازي ودرنة لكن نأمل من جميع الذين يحملون السلاح تحت أي مسمى إدراك أن المسؤولية كبيرة وأن الارواح البريئة ستزهق في هذه الاسلحة التي تطلق بطريقة عشوائية على سكان المدينة.

 

س/ من يمكن له الآن أن يوقف هذه المجموعات المتناحرة داخل العاصمة؟

ج/قوات حفظ السلام لديها شروط لكي تتم اقرارها من مجلس الامن وهذه الشروط لم تتوفر في ليبيا تحت أي ظرف من الظروف لأن أحد هذه الشروط ان القوات عندما يتم اقرار قوة لحفظ السلام يجب الموافقة عليها من جميع الاطراف وفي الحالة الليبية اذا عرفنا انه في طرابلس فقط هناك 9 مجموعات مسلحة كبيرة وحوالي 5 مجموعات اخرى تريد الدخول لها أي هناك أكثر من 15 تشكيل مسلح موجود وهذه التشكيلات لا يمكن أن تقبل بتواجد قوات اجنبية تحت علم الأمم المتحدة أو أي علم آخر.

أعتقد أن من يستطيع إيقاف الحرب وحل المشكلة في ليبيا على الاقل هم من يتصدرون المشهد السياسي لذلك عليهم التحلي بالمسؤولية، مجلس النواب والدولة والرئاسي كلها تتصرف وكأنها مسؤولة اذاً فلتلتقي وتقرر شيء بشرط وجود جهة معينة تجمعهم لكي يتفقوا على نزع السلاح.

كان من الأولى أن تتم الترتيبات الأمنية التي تم الاتفاق عليها بالاتفاق السياسي لكن للأسف الامم المتحدة اختارت جنرال ايطالي للإشراف عليها وبدلاً من القيام بتنفيذ الاجراءات الامنية بدأ بالتحاور وتعزيز قيمة وقدرة المجموعات المسلحة واوحوا لحكومة السراج بالاعتماد على هذه المجموعات المسلحة حتى بعض الجنرالات الامريكيين في عهد اوباما اثار بوضوح أنهم سيتعاملون مع احدى هذه المجموعات المسلحة.

نحن لا نعرف ما هي هذه الترتيبات بإستثناء وقف اطلاق النار وايجاد قوات فاصلة بين المتصارعين وهذه القوات التي ستفصل بين المتحاربين هي ايضاً مليشيا مثل باقي المليشيات لا نعرف كيف يمكن أن يتم ذلك هناك كثير من الضعف في الترتيبات التي وضعت.

المسؤولية لا تقع على مجلس النواب فقط بل أيضاً على المجلس الرئاسي وبإعتماده الكامل على المجموعات المسلحة وسعيه لتعزيز قوتها وعدم الخوض في مساس نزع السلاح منهل على الاطلاق، واجراء الانتخابات بسبب عدم ضمان الوضع الامني يعني مجلس النواب ما من شك في انه للأسف خرج تماما واصبح غير فعال والمجتمع الدولي يتعامل معه اليوم على انه غير موجود.

قد تعد البعثة قائمة بالأشخاص التي تريد فرض عقوبات عليهم وليس بالضرورة ان يكون اقرارها من مجلس الأمن فنحن لاحظنا أن كل الجرائم وكل ما ارتكبه الجظران بقينا ننتظر عدة أشهر الى أن توافق بريطانيا على إدراجه بقائمة العقوبات ومن المتوقع في هذه الحالة أن توافق الدولة على ادراج العديد من المقترحات التي يقدمها سلامة ويتم الامر في لجنة العقوبات بالتوافق.

 

س/ لا يوجد أحد يحاول الضغط على المجموعات للتوقف عن هذا العبث؟

ج/  للأسف يبدوا ذلك وكأن العالم الآن يأس من الوضع الليبي ويريد لليبيين أن يستمروا في الاقتتال وبقي العالم يتفرج علينا ومن ثم الأمر في يد الليبيين على هؤلاء المتصدرين للمشهد بمجلس الامن أو مجلس الدولة أن يحددوا طريقة معينة وذات حل لو مؤقت من اجل إجراء أنتخابات بسرعة لإنهاء هذه المشاكل القائمة فيما يتعلق بالشرعية.

 

س/ هل يمكن أن تجد الانتخابات براحاً لها لأن تمضي في هذا الطريق؟

ج/ اذا اخذنا بالإعتبار الوضع الراهن يبدوا أن ذلك مستحيلاً ولكن في الواقع اذا صدقت النوايا خاصة نوايا المجتمع الدولي والليبيين المتصدرين للمشهد السيادي فذلك ليس مستحيلا، المفوضية من ناحية التقنية ربما اعدت كل شيء في الوقت الحالي بقي علينا الوضع الامني والاتفاق على نتائج الانتخابات واحترامها وهذا امر ممكن اذا استطاع الليبييون الجلوس مع بعضهم والاتفاق على انه لا حل غير الحل السياسي.

 

س/ قراءه أولية لما سيحدث في الأيام القادمة؟

ج/ في تصوري المجتمع الدولي سيبقى ضعيفاً في المرحلة القادمة ومن ثم تتواصل الإشتباكات وتحاول كل المجموعات بأن تدخل للعاصمة وان يكون لها مكان فيها، ربما البعض يعتقد أنه بأمكانه إجتياح العاصمة ويحتلها في ايام لكن أعتقد أن حرب المدن ليست كحرب المناطق المفتوحة ومن يتصور بإستطاعته إحتلال طرابلس في اسبوع قد يبقى 7 سنوات حتى يتمكن من احتلالها.

من الضروري أن يركز الجميع على ايجاد حل سياسي ونأمل أن لا تتحول هذه الاشتباكات الى حرب شاملة تستفيد منها التحالفات وتنتهي بدمار المدينة وتشريد سكانها.

 

Shares