ليبيا – شهدت قناة التناصح الفضائية معركة ومشادة كلامية تخللتها ألفاظ قد ترقى إلى مستوى الإخلال بالحياء بين ضيفيها صلاح البكوش المقرب من رئيس مجلس الدولة الإستشاري السابق عبدالرحمن السويحلي وفتحي الفاضلي المحسوب على من ضمن مؤيدي المفتي الصادق الغرياني ومايسمى مجلس شورى ثوار بنغازي من خلال إستضافة أثارت الكثير من السخط عبر وسائل التواصل الإجتماعي لما تضمنته من إساءة لشريحة واسعة من الليبيين بوصفهم على الهواء بصفة متخلفين .
وفى حلقة تابعتها صحيفة المرصد من برنامج حوار المساء الذي يقدمه عبدالله الجعيدي أشاد فتحي الفاضلي من مقر إقامته الحالي فى ولاية شيكاغو الأمريكية بما إعتبرها مواقف وطنية ثابتة وراسخة لكل من رئيس المؤتمر العام نوري أبوسهمين ورئيس حكومته خليفة الغويل الذين قال بأنهما إختارا مشروع الوطن بدلاً عن المشروع الخارجي فى إشارة للسويحلي وبقية مؤيدي مشروع الوفاق معتبراً العقوبات الدولية الصادرة ضدهم بوصفهم معرقلين مجرد ” دنفنقي ” بينما يصمُت العالم تجاه مايراها الفاضلي جرائم مرتكبة من المشير خليفة حفتر والجيش مطالباً بعثة الأمم المتحدة بالرحيل عن ليبيا التي قال أن هناك ” ليبيين طبسولها لين ركبت على ظهورهم ” .
حديث إستفز البكوش الذي يرى فى نوري أبوسهمين خصماً للسويحلي منذ إختيار الأخير المسير فى طريق إتفاق الصخيرات وإستقطابه لأعضاء المؤتمر لكي يكونوا أعضاء فى مجلس الدولة الإستشاري حيث وجد أبوسهمين نفسه وحيداً مع قلة قليلة من الأعضاء بينما شن خليفة الغويل هجوم مسلح على مقر المؤتمر وطرد منه السويحلي إلى فندق المهاري الذي بقي فيه الاستشاري حتى اليوم .
وطالب البكوش الفاضلي بالتوقف عن محاولة منح صكوك الغُفران لبوسهمين والغويل الذين لا يتمتعان بأي قبول فى الشارع الليبي وقال بأن آخر إستبيانات للرأي فى المنطقة الغربية بينت وجود مانسبته 50% من السكان تؤيد حفتر معرباً عن رفضه لحديث نظيره فى الحلقة عن ضرورة أن تترك الأمم المتحدة الليبيين وشأنهم .
وأضاف : ” الليبيون هم الذين خرجوا فى الثمانينات للشوارع يهتفون – شنّقهم فى الميدان – وإحتلوا منازل بعضهم البعض وهم ذاتهم الذين يسرقون المال العام ، هل إذا خرجت الامم المتحدة يعني إن الليبيين سيتفقون ، لا ، لأن هناك صراع على من يتحكم فى موارد الدولة وفى هذا الصراع يمكن حدوث أي شيء وعلينا الإبتعاد عن الصورة الرومانسية التي تحاول تصوير الشعب على إنه شعب لطيف ونزيه ” .
البكوش رفقة السويحلي بعد الإفراج عنه إثر خطفه بطرابلس فى مارس 2017
ولم يفت مذيع التناصح عبدالله الجعيدي أن يستدرك نفسه ويعبّر عن إستيائه من النسبة التي ذكرها البكوش حول تأييد المشير حفتر فى المنطقة الغربية معتبراً إياها نسبة مزعجة ففاجئه البكوش أن من قام بالإستبيان هو المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي أحد أهم المراكز البحثية فى الولايات المتحدة الأمريكية معتبراً إن إستدراك وتشكيك المذيع فى حديثه عن النّسب لا يعبّر إلا عن أيدولوجية وتوجه القناة .
https://www.youtube.com/watch?v=ihUgKz-jV3M&feature=youtu.be
الجعيدي عاد وسأل عن سبب وجود هذه النسبة المزعجة المؤيدة لحفتر فى غرب ليبيا فأجاب البكوش بأن ما وصفها بالعقلية العربية المتخلفة لا تؤمن إلا بنظرية الرجل العسكري القوي وقال : ” أُخرج للمقاهي وإستمع الناس ماذا تقول ، أنا أتعرض لمضايقات يومية فى الشارع من أنصار حفتر بطرابلس وكذلك من جيراني وبعض أقاربي وأصدقائي القدامى . علينا التوقف عن محاولة الحديث للناس عن أن خروج الأمم المتحدة يعني إن كل شيء سيكون على مايرام مع هذا الشعب الذي قاتل بعضه البعض سابقاً لأجل الوالي العثماني ، هذه مجرد رومانسية زائفة ” .
الفاضلي رد مستنكراً وصف كامل الليبيين بالمتخلفين وأكد بأن من بينهم أبطال ومخترعين ونُخب وكذلك ” نُكب ” ومثقفين متقلبين يتنططون من مبدأ لمبدأ ويضللون الناس وهؤلاء لايجب إحترامهم فى إشارة منه للبكوش الذي دعاه لقبول رومانسيته مثلما يقبل برومانسية المبعوث غسان سلامة متهماً إياه بتعمد إهانة الليبين عبر ” فضائية التناصح المباركة ” التي قال إن من لا يتفق مع خطها عليه أن لايخرج من خلالها وبأنه ليبي ووالدته وجدته ليبية ولا يقبل الأهانة .
البكوش رد بأن الفاضلي ليس له أي وظيفة إلا الكلام والكلام دون تقديم أي حلول وبأنه لم يهن الليبيين بل أنه قال فقط بأن تأييد حفتر مرده العقلية العربية المتخلفة وأضاف :” السيد الفاضلي لم ينتبه لحديثي لأنه كان يرتب أفكاره ونظرياته الرافضة لكل شيء فهو يقول لا للاتفاق السياسي ولا للأمم المتحدة ولايقدم أي حل ، هكذا هو ومن على شاكلته يعارضون فقط وهم منبوذون من الشعب اللييي وانا أتحدى الفاضلي أن يأتي إلى ليبيا لتسويق هذا الكلان الذي يتحدث به ولا يمت للمنطق بصلة ” .
وتابع البكوش مهاجماً الفاضلي : ” إذهب واسأل الشعب الليبي عن بوسهمين والغويل وستأتيك الاجابة ، أين تعيشون أنتم ، هل تعيشون على كوكب المرّيخ ؟ ثم تتهمني أنني أشتم جدتك وأمك ، كيف وأنا أيضاً أمي وجدتي ليبيات مثل أمك وجدتك ومثلك وربما أحسن منك ، هذه قلة أدب ” .
وكشف المستشار السابق للسويحلي من داخل قناة التناصح عن تلقيه تهديدات من فريقها عبر موقع فيسبوك وإعتبر إن الحلقة تدار بطريقة معينة لأن القناة مؤدلجة وتعبّر عن ما أسماه ” حزب الشيخ الصادق الغرياني ” مثلما تعبّر قناة ليبيا بانوراما عن حزب العدالة والبناء وإن لافرق بين القناتين .
وفى ختام الحلقة التي أضطر المذيع لإنهائها عندما وصل الحديث للتطرق إلى الغرياني رد الفاضلي بأن على البكوش التوقف عن مهاجمة الشعب والرومانسية وعدم إستخدام ألفاظ غير طيبة لكي لا يتلقى مثلها فيما هم صلاح البكوش بازالة لاقط الصوت من ملابسه ومغادرة الأستوديو .
المرصد – متابعات