أمريكي يوصف بتأييده لنظرية ” سيبروفسكي ” فى طريقه ليكون مستشاراً لسلامة .. الدباشي يؤكد

ليبيا – نقل مندوب ليبيا السابق لدى الامم المتحدة إبراهيم الدباشي عن دبلوماسيين في مجلس الامن والامانة العامة للامم المتحدة وجود مساعٍ حثيثة تجري لتعيين جيفري فيلتمان كمستشار للمبعوث غسان سلامة يكون مسؤولاً عن الحوار الليبي.

وقال الدباشي مساء اليوم الثلاثاء عبر صفحته الرسمية على فيسبوك بأن فيلتمان كان الى وقت قريب وكيل الامين العام للشؤون السياسية، والمسؤول عن بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا، وتوجيه الممثلين الخاصين للامين العام فيها .

وأكد بأن فيلتمان كان قد نجح بالفعل في توجيه المبعوثين بما يخدم السياسات البريطانية والامريكية في المنطقة والتي قال إنها تقوم على استدامة الفوضى في ليبيا وتاجيل الحلول.

وأضاف : ” عودة السيد فيلتمان الى الملف الليبي وقبوله بالعمل تحت السيد سلامة يدل على ان هناك مخطط امريكي بريطاني ايطالي لابعاد شبح الانتخابات والتنكر لمبادئ الديمقراطية ” .

وبحسب الدباشي فأن الهدف من هذا التعيين هو العودة بليبيا الى نقطة الصفر من خلال تنظيم حوار بين ليبيين قال بأن من يسعون لتعيين فيلتمان سيختارونهم كيفما شاؤوا ليستمر الحوار لاطول فترة ممكنة بحجة تحقيق توافق يعرفون انه مستحيل.

وختم الدباشي قائلاً : ” لو تحقق تعيين السيد فلتمان في البعثة فإن دوره سيركز على وقف مساعي السيد سلامة التي بدأت تركز على أصل الداء وهو الجانب الامني من خلال تفعيل الاجهزة الامنية النظامية وكبح جماح المجموعات المسلحة في العاصمة ” .

من هو ؟

شغل جفري فيلتمان منصب مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الأدنى فى وزارة هيلاري كلينتون و قبلها كان سفيراً لبلاده في لبنان خلال الفترة ما بين 2004 و2008.

وخلال غزو العراق عام 2003 تطوع فلتمان للخدمة في مكتب سلطة الائتلاف المؤقت في أربيل من يناير حتى أبريل 2004 وبالإضافة لعمله هناك ، كانت مهتمه الأخيرة في القنصلية الأمريكية العامة في القدس، حيث عمل أولا كنائب منذ أغسطس 2001 حتى نوفمبر 2002) ثم كان الموظف الرئيسي منذ نوفمبر 2002 وحتى ديسمبر 2003 .

ولد فلتمان في غرينفيل بولاية أوهايو وهو يتحدث الفرنسية والمجرية و حصل على شهادة تخرجه في التاريخ والفنون الجميلة من جامعة ولاية بال في انديانا عام 1981 وحصل على الماجستير في القانون والدبلوماسية من كلية فلتشر للقانون عام 1983.

وفى تقرير نُشر مؤخراً بالانجليزية على موقع ” أورينتال فيو ” وُصف  فيلتمان بأنه أحد مُنظري خطة سيبروفسكي-بارنيت لتدمير الدول والمجتمعات في «الشرق الأوسط الكبير». هو فيلتمان نفسه الذي وصفه التقرير بأنه أشرف على الأسس الدبلوماسية لتدمير  ليبيا وسوريا سنة 2011.

وسمٌيت هذه الخطة بهذا الاسم لكونها هي النظرية التي حددها الأميرال سيبروفسكي في عام 2001 ونشرها نائبه توماس بارنت عام 2004 بوجوب تدمير كامل الشرق الأوسط الموسع .

علاقته بالإخوان

فى ديسمبر 2011 وجّه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، رسالة طمأنة إلى إسرائيل عبر كشفه عن تفاهمات توصل إليها مع القوى السياسية المصرية، ومن بينها حركة الإخوان المسلمين، تقضي باحترام اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب.

وكشف فيلتمان، في تصريحات خاصة أدلى بها حينها إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الإدارة الأميركية تجري حواراً مع «قادة حركة الإخوان المسلمين»، معتبراً أن «هذا جزء من البزنس السياسي الخاص بنا مع القاهرة».

فى أغسطس 2014 وعقب سقوط نظام الرئيس الاخواني المصري محمد مرسي قال قيادي بالإخوان المسلمين  إن الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشئون السياسة جيفري فيلتمان سعى لعقد اجتماع مع ممثلين لجماعة الإخوان المسلمين خلال زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي، لكنه فشل في ذلك.

وقال عمرو دراج العضو البارز في جماعة الإخوان والوزير في الحكومة السابقة لوكالة أنباء ‘الأناضول’ التركية: ‘هاتفني فيلتمان وقال لي إنه في مصر لدراسة الوضع والاستماع إلى وجهات نظر جميع الأطراف وقال إنه مهتم بسماع وجهة نظرنا’.

ووفقا لدراج، فإن فيلتمان سعى للاجتماع مع ممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية وهو تحالف مؤلف من أحزاب إسلامية تدعم الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف: ‘لكن الظروف حالت دون عقد الاجتماع’.

قبل ذلك وفى فترة حكم مرسي قال فيلتمان  ان الحوار مع “الاخوان المسلمين” في مصر مستمر منذ سنوات لكنه اشار الى ان الاتصال مع “السلفيين” يعتمد على ادائهم المقبل في البرلمان والتزامهم بالديمقراطية.

من مصر إلى اليمن والعراق وسوريا وليبيا وتونس ، دائماً ما يبرز إسم فيلتمان فى تقارير الصحافة العربية والدولية بوصفه عرّاباً لما باتت تعرف منذ 2011 بنظرية ” تمكين الإخوان المسلمين ” من مفاصل هذه الدول الرخوة كفصيل إسلامي  ” معتدل ” ‬يسعى إلى السلطة باستخدام الدين الأمر الذي سيمكّن هذا الفصيل من إحتواء التيارات الإسلامية الأكثر عنفاً وتطرفاً وهي النظرية التي يقول مراقبون بأنها أثبتت فشلها بامتياز وكانت عبارة عن مسمار إضافي فى نعش إستقرار هذه الدول .

هي وبحسب تقارير أخرى ومنها أمريكي ، ذات النظرية التي إنتهجتها إدارة أوباما فى عهد هيلاري كلينتون الملاحقة بفضيحة مقتل سفيرها ببنغازي يوم 11 سبتمبر 2012 على يد متطرفين كانت تعتقد بامكانية احتوائهم على يد تيارات أقل عنفاً منهم وهي النظرية ذاتها التي أوكلت الإدارة الامريكية الأمر فيها لدولة قطر بحكم علاقتها الحميمة مع جماعة الإخوان المسلمين .

وحتى بعد خروجها من الحكومة وخسارتها لانتخابات الامريكية الاخيرة مقابل فوز دونالد ترامب ، لازالت توصف هيلاري كلينتون بأنها والادارة الديمقراطية السابقة ذي نفوذ فى رسم السياسات نحو عدة ملفات خارجية بينها ليبيا عبر أشخاص لازالوا يعملون فى وزارة الخارجية وبعض السفارات بالخارج والامم المتحدة بل وحتى فى وكالة المخابرات المركزية و الشرطة الفيدرالية الأمر الذي تسبب فى كثير من المتاعب لترامب نفسه .

ومن هنا إلى أن تتحقق صحة المساعي التي كشف عنها الدباشي فأن الأمر يبقى مجرد ( أنباء عن ) إلا أن تحققها سيرسم بالتأكيد مساراً جديداً على خط عمل بعثة الامم المتحدة للدعم فى ليبيا ورئيسها غسان سلامة الذي باتت تُجمع عدة قوى وطنية ليبية بأنه بدأ يتلمس طريقه نحو علاج الداء بحسب الوصف الذي إستخدمه الدباشي متمثلاً فى ضرورة تقليم مخالب المجموعات المسلحة التي قال سلامة فى حوار صحفي له منتصف الاسبوع الجاري بأن عدد منتسبيها وصل إلى 200 ألف يتقاضى جميعهم رواتبهم من الحكومة ولا يخضعون لتعليماتها بل لتعليمات قادتهم .

المرصد – متابعات

Shares