الكبير: عدم اليقين المستمر بشأن الأمن والسياسات النقدية يشكل عقبة أمام الانتعاش الاقتصادي

ليبيا – أكد محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير اليوم الجمعة أن التحديات الرئيسية التي تواجه ليبيا اليوم مدفوعة بالظروف السياسية والاقتصادية والأمنية السائدة في البلاد منذ عام 2013 بالإضافة إلى البيئة الخارجية التي تؤثر على أسعار النفط العالمية.

الكبير أوضح في حديثه لمجلة “غلوبال فاينانس الأمريكية” أن هذه الظروف مجتمعةً أدت إلى توليد تقلبات كبيرة في الاقتصاد الكلي وتضخيم التشوهات الهيكلية القائمة بالإضافة إلى عدم وجود يقين في السياسات.

وأضاف الكبير أن ليبيا تعتمد بشدة على قطاع الهيدروكربونات حيث أدى انهيار الإنتاج في عام 2013 بسبب حالات التوقف والقتال المدفوعة سياسياً وانخفاض أسعار النفط العالمية في عام 2014 إلى انخفاض الإيرادات الحكومية من 53.2 مليار دولار في عام 2012 إلى 4.6 مليار دولار في عام 2016.

وأوضح أن هذه الصدمات المزدوجة أدت إلى زيادات حادة في الميزانية وعجز ميزان المدفوعات في 2014 إلى 2017 مما يضع ضغوطاً هائلة على احتياطيات ليبيا الدولية وسعر الصرف الثابت.

وأشار المحافظ إلى أن الإنقسامات السياسية في البلاد أدت إلى تجزئة مؤسسات الدولة بما في ذلك السلطات المالية والنقدية وتبني سياسات ملائمة للتعامل مع هذه الصدمات.

الكبير لفت إلى أن جل الأسباب المذكورة أعلاه أثرت على مستويات معيشة المواطن الليبي حيث واجه الناس التضخم ونقصاً في السيولة وأزمة سيولة، مبيناً أن الانتعاش في عام 2017 في الأسعار كان له تأثير مالي إيجابي ومع ذلك لا يزال عدم اليقين المستمر بشأن الأمن ووضع السياسات يشكل عقبة أمام الانتعاش الاقتصادي.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته المجلة مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير:-

س/ بالنظر إلى المنطقة،ما هي همومك الرئيسية؟

ج/ ليبيا لديها حدود سهلة الاختراق ومؤسسات حكومية ضعيفة ولكنها في الوقت نفسه تقف في موقع استراتيجي وثري ونتيجة لذلك فإن البلاد حساسة للغاية للتطورات الاقتصادية والسياسية في أفريقيا والشرق الأوسط وإن نمو الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وانتشار شبكات التهريب بين ليبيا وجيرانها موضوع كبير وثمة شاغل آخر هو قدرة الجماعات العنيفة على استغلال عدم استقرار البلد لزيادة تقويض الأمن المحلي والإقليمي ويجب أن يكون لجيراننا في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط مصلحة مباشرة وأن يلعبوا دوراً أكثر أهمية في دعم عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.

أما في الوقت الحالي كانت الاستجابة غير كافية بالنظر إلى ضخامة التحديات التي نواجهها وفي حالات قليلة  أدى التدخل في شؤوننا الداخلية من جانب البلدان المجاورة إلى زيادة تفاقم الحالة وبشكل عام  نشعر بالقلق من ارتفاع التقلبات الجيوسياسية وانعدام الأمن في الشرق الأوسط حيث أنه يؤثر سلبًا على آفاق التكامل الاقتصادي وتدفقات الاستثمار.

س/ ما هو موقع ليبيا في الاقتصاد العالمي الآن؟ ما هي وجهات نظرك؟

ج/على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي واجهتها على مدى السنوات السبع الماضية فإن ليبيا تتمتع بإمكانيات قوية لتحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في المستقبلو إن الموارد الهيدروكربونية الشاسعة والمتخلفة في البلاد مقترنة بقربها من أسواق النفط والغاز توفر لها حافزًا كبيرًا لجذب رؤوس الأموال والخبرات الأجنبيةكما يجب أن تجعل احتياجات إعادة الإعمار بعد الصراع من ليبيا جاذبة للشركات الدولية العاملة في قطاعي البنية التحتية والبناء مع تنوع محدود في الماضي وضغوط تزايد عدد السكان حيث تحتاج البلاد إلى تحديث قطاعات الخدمات بما في ذلك الصحة والتعليم والنظام المصرفي.

ونظراً للازدهار النسبي ووفرة رأس المال يمكن للبلد مع الإطار السياسي المناسب أن يلعب دوراً رائداً في التكامل الاقتصادي بين شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ويمكن لليبيا أيضا أن تكون بمثابة بوابة لتدفق البضائع بين أوروبا وأفريقيا بدلاً من أن تكون ليبيا مصدراً لعدم الأمان لجيرانها فإن لديها كل الحافز لكي تصبح عضواً بنّاءً في المجتمع الدولي.

 

 

Shares