لماذا لا يجب على الرجال العيش في المدن الملوثة؟

الولايات المتحدة – حذرت دراسة جديدة من أن تلوث الهواء والتعرض لمستويات عالية من الجسيمات الصادرة عن محطات توليد الطاقة، يزيدان من مخاطر الإصابة بسرطان الفم لدى الرجال بأكثر من 40%.

وعلى الرغم من أن عوامل الخطر المعروفة تشمل التدخين وشرب الكحول ومضغ “اللبان”، إلا أن التعرض للمعادن الثقيلة والانبعاثات النباتية الكيميائية، يؤدي إلى تطور المرض الخطير.

ويقول فريق البحث في معهد Quest Diagnostics Nichols بولاية كاليفورنيا، إن النتائج التي توصل إليها تعتبر الأولى من نوعها في مجال الربط بين جسيمات الهواء الملوثة وسرطان الفم، ويمكن أن تكون المستويات المرتفعة من الأوزون، المكون الرئيسي للضباب الدخاني في المناطق الحضرية، العامل الأساسي للإصابة بالمرض.

ودرس الباحثون قواعد بيانات نوعية الهواء والسرطان والصحة والتأمين. وقاموا بتحليل مستويات الملوثات المختلفة، بما في ذلك أول أكسيد الكربون وأول أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين، وكذلك الأوزون وثاني أكسيد الكبريت، وذلك في عام 2009 ضمن 66 محطة مراقبة في تايوان.

وفحص الباحثون السجلات الصحية لأكثر من 482 ألف رجل في سن الأربعين أو أكثر، والذين حضروا خدمات صحية وقائية تتعلق بالإقلاع عن التدخين بين عامي 2012 و2013.

وخلال تلك الفترة، تم إجراء أكثر من 1600 تشخيص للسرطان الفموي.

وفي حين أن التدخين ومضغ اللبان كانا من عوامل الخطر التي يمكن تحديدها، وجد الباحثون مستويات عالية من PM2.5، وهي جسيمات صغيرة تأتي من مصادر مختلفة بما في ذلك محطات توليد الطاقة وأنظمة العادم والطائرات وحرائق الغابات والعواصف الترابية.

وبسبب صغر حجمها، تظل جسيمات PM2.5 في الهواء لفترة أطول من بقاء الجسميات الثقيلة، ما يزيد من خطر استنشاقها. كما يمكن أن تغوص في الرئتين، ويحتمل أن تدخل نظام الدورة الدموية.

وأظهرت الدراسات أن التعرض للجسيمات الدقيقة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض الرئة والقلب، وكذلك سوء الأمراض المزمنة بما في ذلك الربو والتهاب الشعب الهوائية.

ويُقاس تركيز تلوث الهواء بالميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء (m3). وتبين الدراسة أن الرجال الذين يعيشون في المناطق التي بلغت فيها مستويات التلوث 40 ميكروغرام/m3، لديهم خطر أعلى بنسبة 43% للإصابة بسرطان الفم، مقارنة مع الرجال الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات تلوث بلغت حوالي 27 ميكروغرام/ m3.

ووجد الباحثون أيضا وجود ارتباط كبير عندما كانت مستويات الأوزون أعلى من 30.97 جزء في المليار.

ويشير الباحثون إلى أنه لا يمكن إثبات سبب الإصابة فعليا، لأن الدراسة عبارة عن عملية رصد، كما أن هناك بعض القيود التي يجب أخذها في الاعتبار، مثل عدم وجود بيانات حول كمية PM2.5 التي تدخل الفم، أو طول فترة التعرض للملوث.

وتوضح الدراسة أن مكونات PM2.5 تشمل عوامل مسببة للسرطان معروفة، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، التي تتواجد في رواسب الفحم والأتربة، وترتبط بسرطانات المثانة والكبد والجلد والمعدة.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 7 ملايين شخص يموتون في جميع أنحاء العالم سنويا، بسبب التعرض لمثل هذا التلوث، وأن معظم الوفيات تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ولا سيما في إفريقيا وآسيا.

يذكر أنه في الوقت الحالي، ارتفع عدد حالات الإصابة بسرطان الفم ووفياته الجديدة في العديد من البلدان، خاصة في جنوب شرق آسيا.

 

المصدر: ديلي ميل

Shares