ليبيا – أوضح عضو مجلس الدولة الإستشاري سعد بن شرادة بأن مسألة رفع الدعم عن المحروقات ليست فكرة وليدة بل كانت مطروحة للنقاش منذ نهاية التسعينيات ، مبيناً بأن الجهات التنفيذية اليوم فقدت سيطرتها على المنافذ وفقدت السيطرة على تهريب الوقود المدعوم والذي تجاوز قيمة الفاقد منه خلال سنة 2014 ما قيمته (مليار ونصف دينار ليبي) ما استوجب إعادة طرح الموضوع ومناقشته خصوصاً أن العالم لم يعد يقدم دعماً بهذا الشكل.
بن شرادة أرجع خلال إتصال هاتفي عبر برنامج المؤشر الذي يذاع على قناة ليبيا الأحرار عدم تنفيذ الفرارات المتعلقة برفع الدعم إلى تخوف السلطات التنفيذية المتعاقبة من القيام بهذه الخطوة خاصةً وأن الظروف المحيطة لم تكن مساعدة لإقراره ، مبيناً بأن هذه المخاوف غير مبررة لأن عدم القدرة على منع التهريب هو الخوف الحقيقي .
واكد عضو مجلس الدولة بأن مخاوف السلطات من رفع الدعم لازال قائماً حتى بعد البدء في الأصلاحات الأقتصادية ، موضحاً بأن حتى الرفع التدريجي الذي تم الأتفاق عليه من خلال لجنة الاصلاحات الاقتصادية المشكلة من مجلس الدولة والمجلس الرئاسي ومصرف ليبيا المركزي لم تضمن رفع الدعم في قرار الرئاسي الأخير بعد.
وبشأن آلية التعامل في هذا الملف قدم بن شرادة جملة من المقترحات بالخصوص من بينها البطاقة الذكية أو تقديم بدل مادي قبل رفع الدعم وقد تم الاتفاق بخصوص تقديم البدل في فترة تولي المؤتمر الوطني العام حسب قوله ، مبيناً بأن ما حدث الأن هو تبديل الأتفاق لرفع جزئي ،لكن عادت المشكلات التي تواجه الأتفاق للواجهة وتتمثل حسب قوله في الوقت الحالي في آلية مراقبة رفع الدعم والسيطرة عليه .
واستبعد تمكن الدولة في الوقت الحالي من رفع الدعم في ظل غياب دولة متكاملة بأجهزتها الرقابية والتنفيذية وهذا سيسهم في إنفلات الاسعار وعدم السيطرة عليها أو الالتزام بالتسعيرة.
وفيما يخص تفاوت اسعار الوقود في الجنوب عنه في المناطق الأخرى الأن وعن مدى فاعلية رفع الدعم ، خصوصا وأن الأهالي في الجنوب يتزودون بالوقود بأسعار لا علاقة لها بالسعر المدعوم ويضطرون لدفع مبالغ عالية تتجاوز الدينار والنصف للتر الواحد ، أكد بن شرادة أن السبب يتعلق بالمشاكل الأمنية وما يترتب عنها من تهريب وسيطرة على الوقود في الجنوب .
وإعتبر عضو مجلس الدولة في ختام حديثه أن رفع الدعم عن الوقود سيقلل من فرص تهريبه لانه لن يعود مربحاً ، مؤكداً على أن الجميع متفق على ضرورة رفع الدعم لكن الجميع يرى الموضوع من زوايا مختلفة وهذا أنعكس على شكل مخاوف من رفعه الأن وأنهم في أنتظار استقرار الاصلاحات النقدية حتى يتم البدء في رفع الدعم .