فريق “نيويورك تايمز” يزور جبهة “الحرب الخفية” في الحديدة اليمنية

اليمن – زار فريق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية جبهة القتال في محيط ميناء الحديدة جنوب غربي اليمن كي يكشف عن تفاصيل “حرب خفية” دائرة هناك.

وأشار الصحفيون الذين قاموا بزيارة نادرة إلى منطقة القتال في الحديدة، في تقرير نشرته الصحيفة , أن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية أقامت في يونيو الماضي مستشفى ميدانيا مدارا من قبل الهلال الأحمر الإماراتي في منزل كبير بمديرية الدريهمي جنوبي الحديدة، مؤكدين أن هذا المستشفى يشهد حالة من “الفوضى الخلاقة الغريبة”، مع غياب أي قيود على الأسلحة والمخدرات.

وأفادت بأن مقاتلين شباب مسلحون ببنادق كلاشنيكوف يتجولون في غرفة العناية المركزة، في وقت يحاول فيه الأطباء إنقاذ حياة زملائهم المصابين، كما تتناول بعض الممرضات القات.

ولفتت الصحيفة إلى أن المستشفى مزود بالمعدات الحديثة من قبل الإمارات، لكنها لا تُستخدم بسبب غياب أطباء مؤهلين سواء من الإمارات أو من اليمن.

وذكرت الصحيفة أن هذا رمز لطريقة مشاركة الإمارات في الحرب الدائرة باليمن، موضحة أن العسكريين الإماراتيين المزودين بالأسلحة والمعدات المتطورة يعملون غالبا على ضمان أمن العاصمة المؤقتة عدن حيث يتواجد نحو خمسة آلاف من عناصر الجيش الإماراتي، فيما يصعب إيجاد جندي إماراتي أو سعودي عند جبهات القتال مع الحوثيين في المناطق الأخرى.

وأكدت “نيويورك تايمز” أن المقاتلين السودانيين، معظمهم من دارفور، يتولون حماية قواعد التحالف العربي على طريق ساحلي جنوب غربي البلاد، وجميع القتلى والمصابين الذين شاهدهم الصحفيون في المستشفى هم يمنيون.

وأفادت الصحيفة بأن التحالف يستقدم قوات إضافية إلى الحديدة وكثف غاراته على الميناء، تأكيدا للتقارير عن تحضيراته لشن هجوم جديد من أجل انتزاع المدينة من قبضة الحوثيين، فيما زرع عناصر “أنصار الله” ألغاما بكثافة عند جبهات القتال.

وأشارت الصحيفة إلى أن العمليات القتالية تدور بشكل متقطع حيث يتبادل الطرفان المتحاربان القصف فجرا ومساء عبر خط الجبهة التي تمتد من مطار المدينة إلى مفرق كيلو 16 الاستراتيجي.

وأما بخصوص الجبهة الثانية، فهي تقع على بعد 80 كلم جنوبي المدينة، حيث يحاول الطرفان قطع خطوط الإمداد لبعضهما البعض، وتعتبر الأمم المتحدة هذه الجبهة أخطر منطقة على المدنيين في اليمن، حيث غادر 500 ألف شخص على الأقل ديارهم فارين من القتال.

وزار الصحفيون مديرية خوخة القريبة من ميناء المخاء مؤكدين أنها تشهد أجواء من الحرب، حيث يتجول مسلحون للتحالف يتناولون القات وسط المدينة، وتتجه قوافل عسكرية باستمرار إلى الجبهة، وثمة في الأسواق جواسيس للحوثيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن المجاعة تشكل أكبر خطر على النازحين، حيث يضطر البعض إلى جمع زجاجات بين النفايات كي يحصل أطفالهم على الطعام.

وأوضحت الصحيفة أنها وصفت الحرب اليمنية بأنها خفية لأن وسائل الإعلام لا تستطيع تغطية تطورات الأحداث في موقع الحادث، ولا يعرف الأمريكيون شيئا عن واقع الوضع في هذا النزاع، على الرغم من تقديم بلادهم مساعدات للتحالف العربي.

المصدر: “نيويورك تايمز”

Shares