بالصور | بعد تعرض أحد أطبائه لإطلاق النار.. غسان سلامة يزور مستشفى الجلاء للولادة في طرابلس

ليبيا – زار المبعوث الاممي إلى ليبيا غسان سلامة اليوم الثلاثاء مستشفى الجلاء للنساء والولادة في طرابلس بعد إعلان الاطباء في المستشفى تعليق العمل فيه إلى أجل غير مسمى بعد تعرض أحد الاستشاريين في المستشفى لإطلاق النار.

واستقبل سلامة فور وصوله بحسب المكتب الاعلامي بالمستشفى المدير العام للمستشفى ومدير العلاقات العامة ومدير إدارة الشئون الفنية والهندسية والمشرف الأداري بالمتخبر الطبي والمناوب الأداري ورئيسة قسم حديتي الولادة ومدير مكتب التفتيش.

وتأتي زيارة سلامة للمستشفى بعد إدانة البعثة الاممية إلى ليبيا الهجوم الذي شنته الميليشيات على مستشفى الجلاء للنساء والولادة في طرابلس، حيث أطلق المهاجمون النار على أحد الأطباء وهددوا سلامة وأمن الطاقم الطبي في المستشفى، ما أدى إلى توقف جميع الخدمات الطبية غير الطارئة لمدة ثلاثة أيام.

البعثة الاممية طالبت في بيانها الذي تلقت المرصد نسخة منه بضرورة أن تتوقف وعلى الفور أعمال العنف المستمرة ضد المرافق الطبية، بما في ذلك قصف المستشفيات وتفجيرها والاعتداء على العاملين في المجال الطبي وترهيبهم ونهب الأدوية والمعدات وسيارات الإسعاف والاشتباكات داخل المستشفيات.

البعثة أوضحت أن كل الاعمال المذكورة أعلاه تتم على أيدي أفراد المجموعات المسلحة وتمضي دون عقاب – حيث إن النظام الصحي في ليبيا يعاني أصلاً من نقص في الموارد ومن تحميله فوق طاقته، وهذه الاعتداءات تحصد أرواح المرضى الأبرياء والموظفين على حد سواء.

وأعربت البعثة عن تضامنها مع العاملين في مستشفى الجلاء والعاملين في المجال الطبي في جميع أنحاء ليبيا ، محذرة منفذي هذا الهجوم أن الاعتداءات على المرافق الطبية ومقدمي الرعاية الصحية محظور بموجب القانون الإنساني الدولي.

وطالبت البعثة في ختام بيانها بتقديم المسؤولين عن هذه الاعتداءات إلى العدالة لارتكابهم جرائم يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

هذا وقد أعلن الأطباء والاطقم الطبية المساعدة والإداريين بمستشفى الجلاء للنساء والولادة فى طرابلس ، الأحد ، التوقف عن العمل منذ يوم الأمس وقفل العيادات ووقف إستقبال الحالات الجديدة .

وجاء هذا الموقف تضامناً مع زميلهم الإستشاري د.محمد سلطان الذي تعرض لإطلاق نار أدى الى كسر على مستوى المشط والفخد في ساقه ، وأعتبر الأطباء هذه الوقفة مناسبة لتذكير الحكومة بالظروف السيئة التي يعانيها العاملين بقطاع الصحة والصعوبات اليومية التي يواجهونها في مقابل مواصلتهم للعمل .

وذكر مصدر في مستشفى الجلاء صرح لـ المرصد شرط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية ، بأن الإستشاري حاول التدخل لإيقاف بعض المسلحين الغاضبين بسبب وفاة نزيلة كانت تعرضت لمضاعفات خطيرة بعد إجراء عملية قيصرية لها من قبل أحد الطبيبات .

وكانت الطبيبة قد أخطأت بترك قطعة من الشاش الطبي المستخدم لتنظيف في جوف المريضة مما تسبب لها في تسمم وتعفن وإلتهابات أدت لوفاتها بعد فترة قصيرة من ولادتها لطفل سليم.

المسلحين التابعين لأحد المليشيات ، بحسب المصدر ،  أصروا على معرفة إسم الطبيبة المتسببة بالخطأ ، لكن الإستشاري سلطان حاول حمايتها ورفض إعطائهم إسمها وهم في هذه الحالة من الغضب مما دفع أحدهم لإطلاق النار عليه فأرداه مصاباً فى ساقه التي كادت أن تُبتر .

لحظة إسعاف الاستشاري محمد سلطان بعد تعرضه لإطلاق النار

 

إعتداءات متكررة

المصدر أكد تسجيل حالات أخرى من التعدي والتهديد طالت الأطقم الطبية والطبية المساعدة آخرها تهديد أحد المريضات للممرضات بإحضار ” كتيبة النواصي ” لها أذا لم يتم إدخالها قبل المرضى الآخرين ما دفع الاطباء إلى إخلاء العيادات خوفاً من تعرضهم للإعتداء .

وضع مزري

من جانب آخر يعاني المستشفي من الأهمال وتردي الأوضاع الخدمية، وعدم النظافة والتسيب والأزدحام وفق ما ذكر المصدر، برغم من تعاقد المستشفى مع شركة تسمى ” السرايا ” متخصصة في النظافة والإعاشة ، التي تم تكليفها بشكل مباشر من إدارة المستشفى حيث تم فرض الشركة على الادارة بالقوة دون توفر أدنى المتطلبات لإعاشة المرضى والعاملين .

وأضاف بان الشركة لا توفر مياه الشرب غالباً ، وتقدم أرغفة خبز وقطعة جبن وعلبة من التن وعصير لمجموعة من الأطباء معاً ، أما المكلفين بالنظافة من قبل الشركة فهم مجموعة صغيرة لا تتجاوز 10 أشخاص من جنسيات مختلفة أوكلت لهم مهمة تنظيف مبنى مكون من 6 طوابق ثلاث منها إيواء وثلاث أخرى إدارية بالإضافة لمبنى العيادات الخارجية المكون من طابقين مع مساحات أرضية تتجاوز الـ 6 آلاف متر مربع ، بإمكانيات بسيطة لا يمكن أن تفي بإشتراطات النظافة في مستشفى رئيس لتوليد نساء ويتواجد به أطفال ، يسهل تلقيهم للعدوى في عاصمة يقطنها 2 مليون نسمة.

وتابع بأن المباني تحتاج لصيانة عاجلة خصوصاً المصاعد ودورات المياه لأنها تالفة وتعرض حياة الكثيرين للخطر وقال : ” المباني لم تصين بشكل دوري منذ سنوات والمبنى الأداري متهالك وآيل للسقوط، والمخازن غير مطابقة للمواصفات ، وبرغم المناشدات لوزارة الصحة بحكومة الوفاق لكن لا حياة لمن تنادي ” .

إزدحام ومخزون قارب على النفاذ

مصدر أخر في مخازن المستشفى أكد أيضاً شرط كشف هويته لأسباب أمنية بأن مخزون الدواء في المستشفى أوشك على النفاذ دون أن تُسيل لهم ميزانية لتوفير النواقص حتى الأن ، بالرغم من زيارة وكيل وزارة الصحة للمستشفي منذ أكثر من أسبوعين  وإطلاعه على حجم المشكلات التي يعانيها من نقص في المواد والمعدات الأساسية التي يقوم عليها العمل اليومي .

يضاف إلى كل هذا وذلك الأزدحام الشديد بقسم التوليد على أعتبار أنه المستشفى الرئيسي وقد بات يُحمل في الغالب فوق قدارته بسبب توجه الناس من كل المناطق في العاصمة وخارجها اليه، كاشفاً على أن الوكيل وعد بمعالجة المختنقات خلال 24 ساعة ، لكن شيئاً من هذا لم يحدث حتى الأن.

المصدر أضاف بأنه في الوقت الذي تواجه فيه المستشفى مشاكل مع الشركات الموردة ، جهاز الأمداد الطبي لا يقدم شيء بسبب الصراعات القائمة على صفقات التوريد . معتبراً أن المريض يتحمل التكاليف مرتين الأولى من خلال خصومات الضمان والثانية من خلال أضطراره لتوفير كافة المستلزمات الأساسية من مواد تعقيم وأدوية لإجراء العمليات.

المرصد – خاص

جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة
جانب من أقسام المستشفى غير النظيفة

 

Shares