صور | من غابات كثيفة إلى مقسمات عشوائية سكنية .. ماذا يحدث للغطاء النباتي جنوب وشرق طرابلس؟

ليبيا – صار من اللافت للمارين عبر الطريق الساحلي شرق طرابلس ومنطقة وادي الربيع جنوبي المدينة ما آل إليه وضع الغابات والغطاء النباتي على جانبي الطرق وحجم انحسار اللون الأخضر واختفاء الاشجار ليحل محلهم تجريف الأرضي وإنتشار المباني الأسمنتية فيها .

المنطقة من القره بوللي وصولاً إلى مدينة الخمس ، مساحات خضراء كانت ملاذاً يلجأ اليه المسافرين للراحة وتناول الطعام والتمدد على أراض زراعية وغابات تسر النظر وتوسع الأفق وتمد المنطقة بالهواء العليل والمنتجات الزراعية ، حيث الأشجار المعروفة محلياً بـاسم “السرول” والصنوبر كانت تملأ المنطقة وما هي الا سنوات قليلة حتى تغير بعدها المشهد ليصبح ذو لون رمادي باهت ، يحيط بالطريق من الجانبين الذي أضحى ضيقاً وممتداً وسط أبنية قبيحة الشكل أستغلت كمخازن ومحلات تجارية متراصة ، شغل بعضها ، وأقفل الآخر لكثرة عددها  .

كما أنه لا يمكن للمارة عبر الطريق بين منطقتي غنيمة والنقيزة إلا ملاحظة عدد كبير من الجرافات تعمل على تكسير المرتفعات على جانبي الطريق قاطعة معها الأشجار والنباتات الطبيعية وتحويل هذه الاراضي التي تحتاجها المواشي والنحل للغذا إلى مقسمات سكنية ومحلات تجارية “.

مشهد الاعتداء الجائر على البيئة والغابات إستفحل منذ سبعة سنوات في ظل غياب الشرطة الزراعية وعدم متابعة الغابات وأملاك الدولة مادفع عدد من ضعاف النفوس إلى استخراج حجج ملكية قديمة لتلك الاراضي لا تعرف صحتها من عدمها يستندون عليها في التصرف بالاراضي الزراعية وقطع أشجار الغابات مستعينين ف حالات كثيرة بقوة السلاح وبالمجموعات المسلحة التي لا تملك أمامها الجهات الشرطية الأخرى أي سبيل.

ومن جانبه حذر مكتب الإعلام بالجمعية الليبية لحماية الحياة البرية من خطورة الوضع، وأعتبر ما يحدث إعتداء يندرج في فى إطار الجرائم البشعة التى تتعرض لها البيئة والمتمثلة فى تدمير الغطاء النباتى، معتبراً أن ما يحصصل الآن تدميراً ممنهجاً للغابات والأراضي الزراعية بالقطع والحرق والإتلاف علناً، أمام مرأى ومسمع الجهات المختصة .

الجمعية الليبية لحماية البيئة أعربت عن أسفها لغياب جهاز حماية البيئة وحرس الغابات الذي يتقاضون رواتب من الدولة ، في ظل استمرار المواطنين في انتهاك اراضي الغابات دون الخوف من المساءلة والتوقف في التصرف التجاري واستغلال الغابات وفق المادة (9) من القانون رقم (47) لسنة 1971، والمتعلق بحماية الغابات والمراعي ، مؤكدةً على أن الغابات ملك لكل اللليبين ، ولا يمكن لأحد حرمانهم مما تقدمه لهم من مساحات خضراء وهواء نظيف .

وأوضحت الجمعية البيئية بأن استمرار هذه الاعمال دون رادع سيسبب في كوارث بيئية مستقبلاً سيدمر على اثره الغطاء النباتي ويسبب في التصحر ، وتابعت صحيفة المرصد صور لعدد من المناطق بصور الاقمار الصناعية في الفترة من 2010 إلى 2018 وتمثلت في 3 مناطق وهي تاجوراء والقره بوللي ووادي الربيع حيث أن اختفاء الغابات من هذه الصور خلال 7 سنوات ينبئ بأنه لو استمر الوضع على ما هو عليه ستختفي الغابات بشكل كامل في سنوات قليلة .

 

Shares