جبريل اوحيدة

وحيدة: بعد تمسك المجتمع الدولي بالسراج المشهد الليبي يتجه نحو المجهول

ليبيا – وصف عضو مجلس النواب جبريل وحيدة مؤتمر باليرمو بـ “العرس” الهادف لترسيخ ما سعى رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى ترسيخه في طرابلس ولتمرير مشروع المبعوث الأممي غسان سلامة فيما يتعلق بالمؤتمر الوطني الجامع، مؤكداً على أن باقي الحضور هم شهود فقط على هذا الحدث لا غير.

وحيدة قال خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج ” الملف” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” أمس الإثنين وتابعته صحيفة المرصد إن وفد مجلس النواب يمثل جزء من الأطراف، مبدياً عدم تأييده لحضور الوفد لكن وجوده كان لتجنب وضعه خارج المشهد على الرغم من أن المجلس لن يجني أي نتائج من هذا المؤتمر.

وأشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية والترتيبات الأمنية هي الأجندة التي سيتناولها الحوار بالكامل في مؤتمر باليرمو، مضيفاً :”هناك شبهة في هذه الإصلاحات لماذا لم تأتي من البداية ولماذا أتت الآن، إذا كانت هناك أمور ممنهجة لأن تصل ليبيا إلى ما وصلت له فكل الليبيين الآن يعلمون أن حكومة السراج لا يمكن أن تأتي بخير لذلك هناك عدد كبير من أعضاء مجلس النواب والدولة يتفقون للمرة الأولى على ضرورة التوافق على تغيير الرئاسي”.

ولفت إلى أن البعثة الأممية والدول الداعمة للقضية الليبية لا ترغب لمشروع تغيير الرئاسي أن يمر ربما لأسباب وجيهة تتعلق بالمصالح ، مشيراً لوجود أقلية في مجلسي الدولة والنواب داعمين للسراج.

كما علق على إنسحاب النائب علي السعيدي من الاجتماع الأول المتعلق بالإصلاحات الاقتصادية قائلاً:”اولاً رغبة الليبيين وقناعتهم 99% هم مع ما يراه المشير حفتر وكذلك جزء كبير من أعضاء مجلس النواب ما يسمو بالتيار الوطني لهم وجهة نظر أعتقد أنه لن يتجاوزها أحد لأنها قوة على الأرض ولا أعتقد أياً كان يستطيع تجاوز الرؤيا والسعيدي ربما له وجهة نظر من انسحابه”.

وأرجع سبب وجود المستشار صالح والوفد المرافق له في باليرمو إلى أنه بإعتبارهم طرف من الأطراف الليبية لن يفوتهم هذا المحفل، معتقداً أن أجندة المؤتمر واضحة ومعدة مسبقاً فيما يخص ملفي الاقتصاد والأمن من خلال بصمات حكومة السراج للبقاء في المرحلة الانتقالية.

النائب وحيدة يرى أن ما يتعلق بالمرحلة الدائمة فهناك أجندة أخرى تطبخ في مطابخ أخرى غير ليبيا تريد ربما الخروج بمسودة دستور لإجراء الانتخابات، مبيناً أن المشهد الليبي يتجه نحو المجهول وسلامة لن يغامر بليبيا بهذه الكيفية ولن يتم إجراء انتخابات بحسب ما ذكر في مطلع العام القادم.

وجدد تأكيده على إتفاق جل أعضاء مجلسي النواب والدولة على تغيير المجلس الرئاسي على الرغم من وجود  طرف في مجلس الدولة يمثله المشري وعدد بسيط يعمل مع السراج لا يريدون هذا الإنجاز أن يتم، مبدياً أسفه إزاء وقوف المجتمع الدولي مع من هم في طرابلس.

وأضاف :”مراحل قضية ليبيا بدأت بانقسام سياسي حاد منذ 2011 والآن التيار الذي كان يزايد في ليبيا هو من ينسق مع المجتمع الدولي ويرى أن طرابلس هي العاصمة ويريدها ان تستقر وفقاً لرؤيتهم، إيطاليا عندما رأت أنها ستخرج من المشهد من قبل فرنسا تصارعت واختطفت نفس الملف ولم تزيد عليه وربما إيطاليا تجاوزت حدودها وترى أن ليبيا من حقها تاريخياً ولديها الحق أن تكون وصية على البلاد”.

عضو مجلس النواب إعتبر أن ما جعل صوت سلامة مسموع ومرتفع هو ممارسات مجلسي النواب والدولة والنخب السياسية لأنه لم يكن الهاجس الوطني هو هاجسهم بل كانت هناك المصالح الجهوية والشخصية هي المسيطرة عليهم، لافتاً إلى أن كل من يطفوا على السطح في ليبيا يرى مصلحته ومصلحة منطقته فقط مغيبين الرؤيا الوطنية فلو كان لليبيين حكمة سياسية لما وصلت البلاد لما هي عليه الآن.

Shares