حنان شلوف

شلوف : إنسحاب تركيا من مؤتمر باليرمو مؤشر على فشله

ليبيا – إعتبرت عضوة مجلس النواب المقاطعة حنان شلوف أن ليبيا أصبحت رهينة للمجتمع الدولي لذلك يجب العودة خطوة للخلف إلى الصخيرات، مشيرةً إلى أن مؤتمر باريس وباليرمو يلخصان ما جاء في الاتفاق السياسي من أن الإدارة الليبية ستكون إدارة دولية من خلال هذه المؤتمرات.

شلوف ذكرت خلال مداخلة هاتفية لها لبرنامج “حوار المساء” الذي يذاع على قناة “التناصح” أمس الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد أن المجتمع الدولي يصل لنتائج والمجتمع الليبي هو من ينفذ هذه النتائج أي أنه مأمور بشكل جديد من أشكال الاستعمار، مبديةً أسفها من المعاناة التي تسببها الصخيرات فالأطراف التي ليس لها امتدادات خارجية عزلت تماماً من المشهد السياسي سواء أكان لها أحقية المشروعية القانونية أو الشعبية و تم إخراجها من مشهد صنع القرار الليبي ليستحوذ عليه مجموعة من الذين ينتمون لانتماءات خارجية والذين يمثلون بعض الدول.

وترى أن المرحلة الحالية التي تشهدها ليبيا عبارة عن صراع دولي بدء من مؤتمر باريس الذي وصل لنتائج تتلخص في إجراء انتخابات بشهر ديسمبر 2018 لتقوم إيطاليا بدورها على إفشال هذه النتائج رغبةً منها بوضع رؤيتها الخاصة بالإضافة لوجود دول أخرى تعاكسها في الرؤيا بدليل انسحاب الجانب التركي من مؤتمر باليرمو، مؤكدةً ان المسألة ليست مصلحة المواطن وليبيا لكنها مصالح هذه الدول داخل ليبيا لذلك أصبح القرار الليبي صناعة خارجية.

وإستطردت حديثها قائلة :”بالنسبة لمسألة حضور حفتر وهل هو من أفشل هذا المؤتمر نحن رأينا كيف تسيطر فرنسا على حفتر ولكن ما أفشل قمة باريس كان الجانب الإيطالي ولم يكن الجانب الفرنسي ولا حفتر، أتفاق الصخيرات وبعد مرور سنة وعندما خرج علينا تقرير مجموعة الأزمات خرج بأنه ليست الأطراف الليبية أو عدم التزامها بتنفيذ اتفاق الصخيرات هو ما افشله لكن ارجعتها للدول الخارجية والدول التي حضرت وباركت اتفاق الصخيرات”.

كما علقت على ما وصفتها بـ” الزوبعة الإعلامية ” التي أثيرت حول حضور المشير حفتر للمؤتمر من عدمه معتقدةً أن المسألة الآن تجاوزت حفتر نفسه فهو ورقة ما بين فرنسا وروسيا  ومأمور بإعتباره طرف من أطراف اللعبة الدولية ككرت يتم استغلاله بشكل أو بآخر حسب تعبيرها.

وأضافت :”قد يكون للحضور الفرنسي إيعاز منهم بالحضور لأنه هناك تصريحات من البداية بعدم حضوره وقد يكون من هذا الجانب ولا ننسى تصريحه من داخل باليرمو أنه فقط حضر من أجل البرنامج الامني ولم يحضر لحضور المؤتمر لا زلت أكرر انسحاب الجانب التركي كل هذا يعطي مؤشرات لفشل مؤتمر باليرمو وليس كما صرحت إيطاليا بنجاح هذا المؤتمر”.

وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في مؤتمر باليرمو حول ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية تحت القيادة المدنية قالت إنه كان من المفترض أن يوضح السيسي من هي هذه القيادة المدنية لأنه عملياً حفتر تحت قيادة مدنية بالفعل وهي البرلمان، متسائلةً إن كان يقصد بالقيادة المدنية البرلمان أم المجلس الرئاسي الذي لا يعترف به مجلس النواب لهذه اللحظة بحسب قولها.

شلوف توقعت أن مستقبل مجلسي النواب والدولة بعد مؤتمر بالبرمو قد إنتهى حتى منذ قمة برازافيل لم يعد هناك وجود لهما، مبينةً أن المجلسين لديهم الرغبه بإطاحة السراج الذي يعتبر شخصية تم التوافق الدولي عليها بقرار من قرارات مجلس الأمن أي ان وجوده لم يتم بتوافق الدولة الليبية بل توافق دولي ولا سبيل لتغييره إلا من خلال قرار من مجلس الامن تتوافق عليه الدول على الرغم من إستحالة حدوث ذلك في ظل تنافس وصراع الدول.

وتابعت قائلة :”رأينا تزوير الإرادة الليبية بالصخيرات وكيف أن كوبلر وليون كانوا يوضحون بأن الشعب الليبي هو الذي يريد اتفاق الصخيرات أما الآن في باليرمو يوضحون و يريدون الحديث عن الإرادة الشعبية التي تم تغييبها في حقيقة الأمر هي وأدوات قياس الراي العام السليم داخل ليبيا، الآن الجميع يسوق لانتخابات كفرنسا وإيطاليا ونحن نريدها لكن الإشكالية الكبرى أن كل شخص أو كل اتجاه يريد الانتخابات وفق ما تحقق له مصالحه”.

ختاماً شددت شلوف على أن الجميع يرغب ويقف مع المصالحة لكن ليست المصالحة التي يتم عقدها في أروقة المخابرات. 

Shares