مصادر الداخلية : باشاآغا يشعر بالغضب من “واقعة معيتيقة” بين قادة كتيبة ثوار طرابلس

ليبيا – أكد مصدر مسؤول رفيع من وزارة الداخلية فى طرابلس إنزعاج وزير داخلية الوفاق فتحي باشاآغا بشكل كبير من الأحداث التي شهدها مطار معيتيقة يوم أمس وماتلاها من وقائع فى ظل تقارير متواترة عن منع عناصر تابعة له من الدخول لأحد المشافي حيث جثث عناصر من كتيبة ثوار طرابلس لقوا حتفهم يوم أمس  .

مساء أمس الإثنين وصل عدد من قيادات كتيبة ثوار طرابلس إلى العاصمة قادمين من العاصمة التونسية تونس بعد أكثر من شهر من مغادرتهم لها فى ظروف غامضة وعلى رأسهم ” النقيب ” عبدالهادي عوينات الذي يُعتبر القائد الميداني الحقيقي للكتيبة وهو الذي قادها فى الحرب الأخيرة ضد اللواء السابع وقد تداولت حسابات على موقع فيسبوك صوراً لرتل سيارات مصفحة يخرج من المطار وتجمع لأفراد من الكتيبة بينهم آمرها هيثم التاجوري .

لاحقاً تداولت حسابات مقربة من الكتيبة بل وعدد من المقربين من قادتها نبأ مقتل عدد من الواصلين ومنهم شخص يدعى أسامة طيطش وآخر يسمى محمد النعمى ورابع تضارب الأنباء حول حقيقة مقتله يسمى محمد الخوجة وخامس هو عوينات الذي نعاه وأكد موته عاطف بالرقيق القيادي السابق بالكتيبة فيما أشارت تقارير إلى فرار جلال الورشفاني نحو الجبل الغربي .

عبدالهادي عوينات – يميناً فى حرب طرابلس الأخيرة – يساراً فى فجر ليبيا

وتضاربت الأنباء عن كيفية مقتل عوينات بين من قال أنه قُتل داخل المطار من قبل التاجوري أو مقربين منه فور خروجهم من الطائرة أو بأنه جرى نقله إلى منطقة عين زارة لإحدى مقرات حيث جرت تصفيته هناك ، روايات عدة فى غياب أي تعليق رسمي من الكتيبة أو الوزارة التي يتبعها الضحية أو حتى ذويه ، لكن مجملها يشير وبحسب مراقبين إلى أن خطة الترتيبات الأمنية وإخلاء المرافق السيادية كالمطار من المسلحين وتأمينها من قبل قوات نظامية لاتسير بشكل جيد .

يميناً وسام بن جامع مدير الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية – يساراً عبدالهادي عوينات – أرشيفية

روايات غامضة ومتضاربة تداولتها وسائل إعلام وصُحف وصفحات على وسائل التواصل الإجتماعي ، يقول هذا المصدر من وزارة الداخلية لـ المرصد وقد فضل عدم إعلان هويته لأسباب أمنية بأنها كانت كفيلة لإشعال غضب باشاآغا مما حدث وبأنه يعتزم ” كبح جماح ” هيثم التاجوري فى طرابلس بأي ثمن .

يؤكد ذات المصدر بأن باشاآغا على علاقة متوترة أصلاً بهيثم التاجوري الذي لم يلتقيه منذ تسلمه مهامه وزيراً للداخلية وبأنه يعتبره قد مارس تعديات على عمل مصارف وسط طرابلس خلال الفترة الماضية التي شهدت إنفراجة فى أزمة السيولة بل وحتى على تخصصات الوزارة وبأن كتابه الذي أصدره الفترة الماضية حول ضرورة الإبلاغ عن أي تعديات بالمصارف كان التاجوري هو المعني به كما أنه وبحسب ذات المصدر بات يعتبره عقبة أمام بسط نفوذه وإثبات وجوده فى العاصمة .

وفى إجتماع عقده مع مدير مديرية أمن طرابلس ، ومدير الإدارة العامة للأمن المركزي ومدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإجتماعات السابقة له مع قيادات الوزارة طيلة أسبوعين ماضيين ، يقول المصدر بأن باشاآغا ألمح لإنزعاجه فى إجتماعاته من حديث رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عن ” مليشيات طرابلس ” بطريقة توحي بإنسجامه معهم بينما يرفض إشراك أي مجموعات أخرى من خارج العاصمة بخطة الترتيبات الأمنية .

وفى 15 نوفمبر الجاري حاورت صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية السراج وسألته عن كيفية تفكيك ” ميليشيات طرابلس ” التي تقع في قلب عدم الاستقرار بليبيا وأجاب السراج :

سؤال وإجابة السراج حول المليشيات فى طرابلس
” المجتمع الدولي يبالغ في تقدير مشكلة الميليشيات وبشكل عام يمكن للجميع في طرابلس السفر والعمل ، هناك عنف والكثير جداً من المجرمين ، لكنهم ليسوا في غاية الخطورة ، في سبتمبر ساعدت الأمم المتحدة على تخفيف حدة التوتر بطرابلس ، واليوم هناك أمن أكبر، أنا شخصياً أتنقل فى العاصمة برفقة عدد قليل من المسلحين للحماية الشخصية ، كما هو الحال في أي بلد أوروبي “.

وفى الأثناء فأن باشاآغا قد إعتبر هذه التصريحات على مايبدوا تستراً وحفاظاً من السراج على بعض الكتائب المتنفذة فى العاصمة كونها تشكل يداً ضاربة له وبأن لارغبة جدية لديه فى تنفيذ الترتيبات الأمنية بشكلها الصحيح وهي التي تبدوا إلى حد ما بأنها لا تسير كما أرادت بعثة الأمم المتحدة لها أن تسير عقب إتفاق وقف إطلاق النار الموقع بمدينة الزاوية فى سبتمبر الماضي عقب شهر من الإشتباكات كما أنه يشعر بالخذلان حيال عدم تنفيذ السراج لبعض الوعود التي قدمها له عند ترشيحه لمنصبه وبأن هذا الترشيح كان وقتياً فقط وهدفه عند صدوره هو تحييد مصراتة من النزاع الدائر فى العاصمة.

ولم تتمكن صحيفة المرصد من الحصول على أي تعليق رسمي سواء من وزارة الداخلية نفسها أو من مكتب الوزير حول هذه الأنباء والتصريحات أو من مديرية الأمن أو من كتيبة ثوار طرابلس نفسها التي فضّل أحد قادتها الذين إتصلت به الصحيفة عدم الإدلاء بأي حديث كما لم يصدر أي تعليق من الناطق الرسمي باسمها عبدالرحمن المزوغي .

ومن هنا وإلى أن تتضح حقيقة ماحدث ومايحدث تبقى الصورة مشوشة ويستمر الجدل والقلق يخيم على سكان العاصمة حول حقيقة مايجري فى محيطهم وتستمر الأوضاع رهينة للمجهول ومفتوحة على كل الإحتمالات والتكهنات بما فى ذلك حول أسباب التوتر داخل كتيبة ثوار طرابلس ذاتها التي غادرها عدد من قيادتها إلى الخارج ووقع بين بيقيتهم ماوقع بالأمس ومستقبل علاقتها مع وزارة الداخلية التابعة لها .

المرصد – خاص 

 

Shares