العريبي : عبدالجليل عليه الخجل من نفسه وسحب منهج الفتنة بدل الإستعراض على الشاشات

ليبيا -قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة حاتم العريبي بأن حكومة الوفاق هي المسؤولة عن طبعة المنهج الدراسي 2018-2019 بما فيه من دروس مثيرة للجدل فى منهج اللغة الإنجليزية محملاً وزارة تعليم الوفاق مسؤولية هذا الجدل والإساءة الواردة فى الدرس المشار له .

وفى تصريح لصحيفة المرصد بوقت مبكر من صباح الجمعة قال العريبي بأنه ” لايمكن وضع الإساءة الواردة فى المنهج لمدينة بنغازي عاصمة الشرق الليبي ، ثاني أكبر مدن ليبيا فى إطار عفوي أو طبيعي بل أنها مقصودة وقد كتبتها أيادي مرتعشة وتحمل فى طياتها رائحة أيدولوجية قدم سكان المدينة لأجل القضاء عليها آلاف الأرواح والأطراف ” .

وأضاف مذكراً بأن الحكومة المؤقتة تكفلت بطباعة وتوزيع منهج 2015-2016 على كامل التراب الليبي بما فى ذلك طرابلس ومصراتة حيث معاقل حكومة الوفاق حين عجزت الأخيرة عن المهمة ، وذلك بتعليمات من رئيس الحكومة عبدالله الثني الذي أصر على تنفيذ هذه الخطوة وترك الخلافات السياسة جانباً لأجل إنجاح العملية التعلمية دون تمييز بين منطقة وأخرى مؤكداً بأن ذلك المنهج لم يتضمن أي إشارات سياسية أو جهوية أو مناطقية أو أيدولجية رغم ماكانت تمر به المنطقة الشرقية حينها من حرب ضروس على الإرهاب فى مختلف أرجائها .

وحمّل العريبي وزير تعليم الوفاق عثمان عبدالجليل كامل المسؤولية عن تبعات ماورد فى المنهج الذي طبعته ووزعته وزارته فى مختلف أنحاء ليبيا داعياً إياه إلى ” الخجل من نفسه ومراجعة المنهج بدل الإستعراض على الشاشات ” وسحب كتاب الفتنة من بقية المناطق مع ضرورة كشف ومحاسبة المسؤول عن ما ورد فيه من إساءة وتقديم إعتذار .

سحب الكتاب فى مناطق المؤقتة

وفى وقت سابق من الخميس أصدر وزير التعليم بالحكومة الليبية المؤقتة  د.فوزي بومريز قراره رقم 308 لسنة 2018 بشأن إيقاف تدريس موضوع فى مقرر دراسي مثير للجدل ويبث روح الفرقة بين المواطنين فى شرقي وغرب البلاد .

ونص القرار الذي تلقت صحيفة المرصد نسخة منه على إلغاء درس من منهج اللغة الإنجليزية للصف الثامن بعنوان ( Richard in libya ) ( ريتشارد فى ليبيا ) ويروي الدرس زيارة تشبيهية لمواطن أجنبي يقوم بجولة على الطريق البري بين طرابلس مروراً بمصراتة إلى بنغازي .

وتنص الفقرة الملغاة من المنهج نقلاً عن ريتشارد قوله : ” ذهبنا إلى مصراتة وإتجهنا إلى ميناء قصر حمد، مصراتة مشهورة بجامعتها الممتازة، أحببت المسجد الجميل بلونه الأبيض أحببت أيضا المطاعم والمقاهي والمحلات والتسوق في مصراتة “.

فقرة المنهج المثيرة للجدل

يضيف ريتشارد : ” يوم الإربعاء ذهبنا بدون توقف إلى بنغازي كانت رحلة طويلة ، أختي طفح بها الكيل وفي الصباح التالي تجولنا في الأسواق، كانت الجولة مملة للغاية والتسوق كان ممل أحببت شاهى بنغازى لأنه ثقيل ومرارته أكثر “.

وبينما أظهر ” ريتشارد ” بنغازي بكل هذا الملل والسوء وإختصرها فى أسواق مملة وشاهي ثقيل ومر ، تظهر طرابلس فى الدرس بشكل مختلف ويقول بأنه ذهب مع أسرته لمشاهدة مبارة كرة قدم فى المدينة الرياضية معبراً عن إستمتاع والده وشقيقاته بالمباراة وبأداء اللاعبين الذين لم تعجب والدته بهم كثيراً .

وأثار هذا الدرس جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي على مدار الأسبوعين الملاضيين وإعتبره عشرات المدرسين والنشطاء والمدونين من مختلف المناطق إمعاناً فى بث روح الفتنة والفرقة بين مدينتي بنغازي ومصراتة بشكل خاص وبين الشرق والغرب بشكل عام إضافة إلى زرع صورة نمطية لدى طالب بأن مدينته سيئة ومملة ولدى آخر بأن مدينته رائعة .

وذهب البعض إلى وضع الموضوع إطار يصب بخانة إفشاء الصرعات وتوظيف المناهج التعليمية لأهداف سياسية وتيارات بعينها تتهم بالتغلغل فى مؤسسات الدولة بطرابلس ، مطالبين بمحاسبة من قام بإعداد هذا المنهج بهذه الصيغة فى هذا الظرف الحساس ، فيما لم يصدر أي تعليق بعد من تعليم الوفاق فى طرابلس .

ردود فعل مستنكرة

سعد المسماري طبيب ومهتم بالشأن العام أشار الي أن ماورد فى هذا المنهج المدرسي يعزز الكراهية بين الليبيين ويعمل على تمزيق وجدان المجتمع ويهدد تماسك نسيجه لاعتمادهه على سطحية وقصر نظر من يديرها.

الكاتب والصحفي عيسى عبد القيوم أكد على أن الكتاب تضمن فقرة ترسخ لفكر جهوي ولقيم الكراهية ، ويعد ضمن المنهج الحكومي و طبع على نفقة الشعب وبختم حكومة السراج، التي كان يراد لها أن تكون حكومة للوفاق مؤكداً بأن الأمر غير مقبول .

وناشد عبدالقيوم أيضا حكومة السراج بإلغاء الكتاب حتى لا يعتبر ما ورد فيه  توجهاً لرئيس الرئاسي وحكومته وما وصفه بـ ” سربه الإعلامي والثقافي “.

إحدى معلمات اللغة الإنجليزية إعتبرت الأمر جريمة بحق مدينة بنغازي خصوصاً وأن الفقرة أظهرتها كمدينة مملة وبأن طريق الوصول لها ممل ايضاً ووضعت الفقرة بعد وصف المدن الأخرى بالجميلة والمرتبة وكأنها في مقارنة .

أما المدونة نهلة الأبيض ناشدت مسؤولي التعليم بإعادة النظر في الدرس وإعتبرته بأنه لا يتماشى مع المصالحة الوطنية التى  يسعى لها الجميع ، لانه أعطى انطباع غير مقبول عن المدينة في حين ميز ورفع من قيمة الأخرى ، معتبرة أنه من غير السليم أن يقع أي تربوي في هذا الخطأ لأن الكتاب سيُقرأ من الجميع .

الاستاذة مناني العربي قالت : ” أنا من طرابلس لكن ما وجدته في المنهج أثار حفيظتي ، بنغازي جميلة جداً وأهلها أصحاب واجب وهي جزء من هذا الوطن وكان عليهم ترسيخ صورة جميلة وحقيقية موجودة عنها وعشناها في بنغازي عوضاً عن رسم صورة سيئة ستبقى في ذاكرة الأجيال .

المرصد – خاص

 

 

Shares