نيويورك – يُعتبر الموز بديلاً طبيعياً للسكاكر، بحيث إنه يجعل مذاق أيّ طعام يُمزَج معه شبيهاً بالحلوى ولكن بنسختها الصحّية.
لذا فإنّ الموز هو الفاكهة الطازجة الأكثر تصديراً في العالم نظراً لمذاقه اللذيذ، وسهولة حمله واصطحابه إلى أيّ مكان، وكلفته التي تُلائم الجميع.
إختصاصية التغذية، ناتالي رايزو، من نيويورك، قالت إنه “وعلى رغم شعبية الموز التي يستحيل أن تتزعزع، فإنّ بعض الأشخاص يتفادون استهلاكه لاحتوائه على مستويات أعلى من الكربوهيدرات والسكر مقارنةً بأنواع عدة من الفاكهة.
لكن يجب عدم غضّ النظر عن حقيقة أنّ الجسم يحتاج إلى الكربوهيدرات التي تزوّده بالوقود، وعلى عكس الحلويات المصنّعة، فإنّ السكريات الطبيعية المتوافرة في الموز ترافقها مجموعة كبرى من الفيتامينات والمعادن. فضلاً عن أنّ الموز غنيّ أيضاً بالألياف التي تُبطئ هضم السكر وتضمن الشبع لوقت أطول”.
وعرضت في ما يلي أبرز منافع الموز الصحّية المُثبتة علمياً:
مصدر أساسي للبوتاسيوم والفيتامين B6
وفق “National Institute of Health”، فإنّ ثمرة واحدة متوسطة الحجم من الموز تحتوي على 422 ملغ من البوتاسيوم، أو نحو 12 في المئة من جرعة هذا المعدن الموصى بها يومياً. يحتاج الجسم إلى كمية مرتفعة من البوتاسيوم كي يتمكّن من إتمام وظائفه جيداً، خصوصاً الحفاظ على صحّة العضلات، وأداء الأعصاب، ونقل المغذيات إلى الخلايا وإخراج البقايا منها، وتنظيم معدل دقات القلب وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصوديوم في الجسم.
عدم الحصول على كمية كافية من البوتاسيوم يزيد خطر الإصابة بحِصى الكلى وضغط الدم العالي، جنباً إلى الشعور بالتعب أو حتى التعرّض لتشنّج العضلات. يُذكر أنّ الموز يحتوي أيضاً على نحو ثلث جرعة الفيتامين B6 الموصى بها يومياً، والمهمّة لنموّ الدماغ خلال الحمل وتفاعلات الإنزيم المشارِكة في الأيض.
يضمن الترطيب
قد يستغرب العديد من الأشخاص كيف يمكن لطعام صلب المساعدة على الترطيب، غير أنّ البوتاسيوم يلعب هنا دوراً في تنظيم توازن السوائل في الجسم، خصوصاً الإلكتروليت التي تتمّ خسارتها بعد التعرّق من التمارين الرياضية كالصوديوم، والماغنيزيوم، والكالسيوم وأيضاً البوتاسيوم. وبحسب “International Society of Sports Nutrition”، فإنّ الحركة المعتدلة إلى الشديدة الكثافة قد تسبّب تغيّرات خلوية صغيرة في البوتاسيوم، ويجب على الرياضيين استهلاك مصادر البوتاسيوم لمواجهة هذه الاختلالات.
مفيد للأمعاء
ثمرة متوسطة الحجم من الموز تحتوي على 3 غ من الألياف التي تضمن الشبع، أي نحو 10 في المئة من الاحتياجات اليومية لها. ناهيك عن أنّ الموز يزوّد الجسم بالبروبيوتك التي تساعد على نموّ البكتيريا الجيّدة في الأمعاء المعروفة بالبروبيوتك التي تحسّن الهضم، وتخفض مدة نزلات البرد، وتساعد حتى على خسارة الوزن.
أفضل طعام قبل الرياضة
قبل الانخراط في أيّ حركة، من المهمّ التركيز على المأكولات التي تحتوي على السكريات الطبيعية (الكربوهيدرات) لاستمداد الطاقة، ولكنها لا تكون في الوقت ذاته قاسية جداً على المعدة. الخبر الجيّد أنّ هذين الشرطين ينطبقان حتماً على الموز، كما أنه يمكن وضعه بسهولة في الحقيبة المخصّصة للنادي. إشارة إلى أنّ العلماء وجدوا أنّ الموز يملك مركّبات فريدة من نوعها تستطيع تعزيز الأداء الرياضي.
وأيضاً للانتعاش بعدالتمارين الرياضية
من جهة أخرى، يمكن للموز أن يكون مفيداً عقب الانتهاء من النشاط البدني. وجدت دراسة أخيرة نُشرت في مجلّة “PLOS One” عام 2018 أنّ بعض المركّبات والكيماويات النباتية في الموز قد تلعب دوراً فعّالاً في خفض الالتهاب الناجم من التمرين، والذي يحفّز وجع العضلات، بعد فترة شديدة من تدريب التحمّل.
صديق للقلب
هناك فائدة أخرى للبوتاسيوم ترجع إلى أهمّيته للقلب! أظهرت الأبحاث أنّ تناول الكثير من هذا المعدن مرتبط بخفض مستويات ضغط الدم وأيضاً تقليص خطر السكتات. يعود هذا الفضل إلى قدرة البوتاسيوم على دعم عملية طرد الصوديوم الإضافي من الجسم بواسطة التبوّل والذي يشكّل ضغطاً كبيراً على القلب.
بديل للسكر في المخبوزات
لعلّ أفضل دافع لتناول الموز هو مذاقة الحلو طبيعياً وتركيبته الليّنة التي تجعله المكوّن المثالي في مخبوزات عدة. يجب عدم التردّد إذاً في استخدام الموز بدل السكر في الحلويات المناسبة.
السيطرة على الشهيّة
تناول الموز كجزء من النظام الغذائي المتوازن قد يساعد على قمع الشهيّة. في الواقع، إنه يحتوي على نوع من الألياف تُعرف بالنشويات المقاومة والتي قد تدفع الأشخاص إلى استهلاك سعرات حرارية أقلّ والتحكّم في شهيّتهم. وفي حين أنّ هذا الرابط يحتاج إلى دراسات إضافية لفهمه، فإنّ موزة متوسطة الحجم تحتوي فقط على نحو 100 كالوري وتكون مُرضية جداً لمحتواها العالي بالألياف، لذلك لا داعي للشعور بالذنب في حال إضافة ثمرة واحدة إلى الـ”Smoothie” الصباحي، أو ساندويش زبدة الفول السوداني…
الحفاظ على صحّة الكِليتين
وجدت دراسة سويدية شملت 61 ألف امرأة أنّ اللواتي استهلكن الكثير من الفاكهة والخضار، أي أكثر من 75 حصّة في الشهر أو نحو 3 حصص يومياً، تمتّعن بأدنى معدل لخطر الإصابة بسرطان الخلايا الكِلوية، والذي يُعتبر من أنواع سرطان الكِلى الأكثر شيوعاً. وعندما نظر الباحثون إلى الفاكهة تحديداً، تبيّن لهم أنّ الموز امتلك أعلى تأثير لغناه بمركّبات “Phenolics” التي تتميّز بخصائصها المضادة للأكسدة.
ووفق بحث آخر أجرته “Harvard School of Public Health” وشمل أكثر من 90 ألف امرأة، فإنّ اللواتي تناولن أكثر من 4,099 ملغ من البوتاسيوم يومياً انخفض لديهنّ خطر حِصى الكِلى بنسبة 35 في المئة مقارنةً بنظيراتهنّ اللواتي حصلن على أقلّ من 2,407 ملغ. يعود السبب إلى أنّ البوتاسيوم قد يساعد الجسم أيضاً على التخلّص من الكالسيوم الإضافي، والذي يُعتبر حجر البناء الأساسي لنوع حِصى الكِلى الأكثر شيوعاً.