بقلم عيسى عبدالقيوم : مايحكم الكومبارس !

مقال رأي / عيسى عبدالقيوم

الممثل الجيد لبلده هو ذاك الذي تأتي مواقفه منسجمة مع نبض شعبه .. أما الفاشل فهو الذي يُوبخ مع كل موقف أو حركة تكشف عن تخبطه .. يقينا أنا أعني هنا المجلس الرئاسي أو بالأحرى  – بعد إنقسامه – أعني رئيسه الذي بات يجسد شخصية الكومبارس الذي لا دور له إلا الظهور الصامت فى المشهد تاركاً للممثل الرئيسي مساحة الحركة ليحدد مسار المسرحية.

بعيداً عن الحسابات الضيفة لنطرح السؤال القريب الذي يتطلبه الموقف مما جرى فى لبنان .. وهو : ما الفائدة والمصلحة من حضور المؤتمر المزمع عقده فى بيروت حتى تتحمل ليبيا كل هذه الاهانات؟!

أتصور فى ظل ما يجري فى ليبيا من أزمات خانقة وعدم حصول الرئاسي على الصفة القانونية التى تخوله بالتمثيل المحلي فضلاً عن الدولي أن تكون الاجابة القريبة “مجرد فشخرة وإستجمام” مدفوع الثمن من الخزانة العامة.

لأن المنطق السياسي كان يحتم الإعتذار فى محطتين .. الاولى كانت من الاول أي بمجرد وصول الدعوة تقديراً لظروف البلد وحالة التقشف التى وعد بها الرئاسي قبل أيام فى لقاء تونس ..وهذا الاعتذار كان الاقرب حتى لفهم ما يجري فى لبنان ذاته .. أما المحطة الثانية فكان موعدها بمجرد بروز الازمة كرد فعل قيمي عليها لا أنزيتأخر ذلك الى ما بعد وضع أسماء الوفد فى المطار مع المجرمين كممنوعين من الدخول.

الان يتطلب الموقف نقله لمسار آخر ( تأخر هو الآخر) وهو حملة المطالبة بالافراج الفوري عن هنيبال القذافي .. فمن جهة فإن عمره وقت إختفاء موسى الصدر كان 3 سنوات فهو غير مسئول يقيناً .. ومن جهة أخرى لإنقضاء مدة الحكم التى أصدرها القضاء اللبناني وهي 3 سنوات .

ولنتجاوز فى هذه الازمة كل خلافاتنا فالدول المحترمة مثل بريطانيا سعت لإستعادة مواطنيها (الارهابيين) من غوانتناموا فما بالك ببريء . وهنا لا أعتقد انه من المفيد التعويل على “الكومبارس” والأقرب هو أن تنطلق حملة إعلامية وحقوقية .. وأخرى ودبلوماسياً تبدأ من الاتصال بجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والتعويل على دول صديقة لها يد بيضاء فى لبنان مثل السعودية والإمارات .. ومحلياً نعول على دور مهم للجيش الوطني.

والمطلوب جذرياً البحث فوراً عن دولة ورئيس قوي عبر صناديق إنتخاب محمية من جيش لازلنا نراهن على انحيازه للخيار الوطني .

عيسى عبدالقيوم

14 يناير 2019

Shares