جمارك الخمس لـ المرصد : المعلومات الأولية حول المخدرات المضبوطة تشير إلى أنها ” أقراص الزومبي “

ليبيا – أكد مصدر مسؤول من مكتب مكافحة جمارك ميناء الخمس البحري بأن المعلومات الأولية حول طبيعة شحن المخدرات المضبوطة ظهر اليوم فى الميناء تشير إلى أنها من مخدر ” فلاكا ” أو ما يعرف إصطلاحاً بـ ” حبوب الزومبي ” وذلك نسبة لما تسببه لمتعاطيها من أعراض تشبه وتأثيرات جسدية ونفسية تشبه التأثيرات الظاهرة على شخصيات ” أفلام زومبي ” الإفتراضية .

وكان مكتب مكافحة الجمرك برئاسة عقيد حسين بورقيقة قد تمكن الثلاثاء من ضبط كمية من المخدرات ، قال مصدر مسؤول من الميناء فى حديث لـ المرصد بأنها لم تصادفهم من قبل واصفاً إياها بالغريبة فيما تشير المعلومات المبدئة بأن جزء من الكمية عبارة عن مخدر ” إكستاسي ”  .

وأضاف المصدر بأن الكمية المضبوطة كانت موضوعة فى أكياس مخبأة داخل سيارة من نوع ” أوبل فكترا ”  قادمة ضمن مجموعة سيارات موردة من هولندا  فيما كانت الحبوب على شكل جماجم أو مطبوع عليها جماجم وشعارات أخرى .

وأكد ذات المصدر بأن الشحنة كانت مغلفة ومخبئة بإحكام فى الهيكل الداخلي للسيارة مشيراً إلى أن مكافحة الجمارك تحفظت عليها وأرسلت عينات منها إلى مركز الخبرة  لتحديد نوعها ومركباتها الكيميائية على وجه التحديد .

وكشف بأن العد المبدئي بيّن بأنها فى حدود 2000 حبة وبأن عملية العد والتفتيش داخل بقية أجزاء السيارة والسيارات الأخرى لازالت متواصلة متقدماً بالشكر لكل أعضاء الجمارك على فطنتهم ومجهوداتهم المتواصلة رغم العقبات داخل الميناء وخارجه .

وفى ذات السياق أعلنت تونس مطلع ديسمبر الماضي ضبطها كمية كبيرة من هذا المخدر قادمة على متن سفينة سياحية من ذات الوجهة ألا وهي هولندا ، وبمقارنة الصور التي أفرج عنها الأمن التونسي يتضح بأن شكل بعض هذه المخدرات متطابق مع التي جرى ضبطها اليوم فى الخمس .

وقالت تونس بأنها ضبطت كميات من هذا المخدر فى حوزة عناصر إرهابية فى غربي البلاد وصرحت بأن هذه العناصر كانت تتزورد بالمخدر عن طريق مهرب جزائري .

خلال الفترة الماضية كثفت التنظيمات الإرهابية من هجماتها فى مختلف أنحاء ليبيا  ، وفى غالبية الهجمات أظهرت لقطات المراقبة علامات من النشوة والضحك على وجوه المنفذين ما يشير إلى تعاطيهم مخدرات قبل عملياتهم وقد يكون من بينها مخدر ” الزومبي ” الذي يحول الإنسان لقاتل محترف .

وفى سنة 2015 وإبان سيطرة تنظيم داعش المتحالف مع ” شورى الثوار ” على مناطق واسعة من مدينة بنغازي ، ظهر عدد من إنتحاريو التنظيم فى كلمات مصورة قبل تنفيذ هجمات إستهدفت مواقع الجيش الليبي . وقد بدا واضحاً بأن بعضهم على غير وعيه وبأنه تحت تأثير مخدرات تمنحه الشجاعة لقتل نفسه والآخرين ، ومن المعروف أيضاً بأن تنظيمي داعش والقاعدة يعتمدون تجارة المخدرات كمصدر من مصادر تمويلهم المتعددة بالداخل والخارج .

https://youtu.be/I6fCwFbBLrE

ماهي حبوب الزومبي ؟

حبوب فلاكا او الفلاكا وبحسب بعض المراجع الموجودة على الإنترنت ، هي نوع من أنواع المخدرات التي يتعاطاها الفرد وتجعله مغيبًا عن الواقع تمامًا واسم هذه الحبوب باللغة العلمية “ألفا بي في بي”، أحيانًا يسمى Gravel .

بدأ بيعها بداية عبر شبكات الإنترنت  وهذه الحبوب وهي عبارة عن حبيبات بيضاء مصنعة وتشبه في شكلها الخارجي بذرات الملح كما تتخذ أشكالاً أخرى منها الدائري والسداسي والمثلث بعدة ألوان منها الوردي والأزرق الفاتح والبني الفاتح أيضاً .

تتكون هذه الحبوب من خليط من عدة مواد كيميائية ضارة ويتم تعاطيها بالطرق العادية التي يتم بها تعاطي المخدرات فيمكن تعاطيها عن طريق التدخين أو السجائر الإلكترونية. أو بالطرق التقليدية المختلفة مثل الاستنشاق أو الشم أو يمكن أكلها عن طريق وضعها تحت اللسان أو عن طريق حقنها كمحلول.

 
  تأثير حبوب فلاكا على الإنسان

من أهم الأعراض التي يشعر بها متعاطي حبوب الفلاكا هي الشعور بالسخونة الشديدة في جسده وذلك بسبب الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم والتي تصل إلى 41 درجة مئوية. ينتج عن هذه السخونة تصرفات غريبة يقوم بها المتعاطي مثل تمزيق ملابسه أو الركض والجري في الشوارع وكأن هناك حيوانات شرسة تقوم بمطاردتهم.

يشعر المتعاطي بقوة خارقة للعادة وذلك بسبب ارتفاع مستويات هرمون الادرينالين. حبوب الفلاكا بها مواد مسممة للغاية ربما تصل إلى الوفاة نتيجة لتضرر الكلى أو زيادة ضربات القلب مع ارتفاع في ضغط الدم. هذا بالإضافة إلى الشعور بالهلوسة الشديدة في السمع والبصر مع الشعور بفرط حاد في الحركة التي تؤدي إلى العنف وربما التفكير في الانتحار.

بعد أن تم انتشار هذه الحبوب المخدرة الفلاكا في الولايات المتحدة الأمريكية تم تسجيل بعض التقارير الأمريكية التي توضح أن هذه الحبوب سجلت 38 حالة لاستعمالها سنة 2013. ثم ارتفع الرقم ليصل إلى 228 في 2014 ووصل الرقم إلى 275 حالة في الثلث الأول من 2015. انحصر سجلات الإحصائية المستخدمة لحبوب الفلاكا في أربع ولايات فقط في أمريكا وهم ولاية تكساس، أوهايو، فلوريدا، تينيسي.

بعد الوصول إلى هذه الإحصائيات المثيرة للقلق تحدث المعهد القومي للإدمان وقال إن الإنسان يفقد عقله ماما بعد تناول فلاكا ثلاث مرات. يذكر أن الشرطة الأمريكية في ولاية فلوريدا صرحت بأنها أمرت بقتل شخصًا عام 2014 بسبب مهاجمته لمراهقين ومحاولته عضهم في وجهم. اكتشفت وقتها الشرطة أن هناك علاقة قوية بين ظهور مثل هذه الحالات وبين تعاطي حبوب الفلاكا.

 
كيف تم حظر حبوب فلاكا؟

بعد عمل هذه الإحصائية التي تبين مدى انتشار حبوب الفلاكا في الدول الأوروبية فقد أشارت إدارة مراقبة الأغدية والأدوية الأميركية إلى أنهم يجدون صعوبة في مراقبة دخول حبوب الفلاكا المخدرة إلى البلاد وذلك لأن تجار المخدرات يقومون بطلبها عن طريق الإنترنت وتوصل إليهم عبر البريد. هذا على الرغم من أن هذه الحبوب ممنوعة من دخول التراب الأميركي.

 

 

لكن بعض الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قامت بإصدار بعض الأوامر والتوجيهات تم نشرها عبر الصحيفة السعودية “عكاظ” تقول فيها أنه يلزم معاقبة كل من حاول أن يستورد أو يصدر حبوب الفلاكا الى البلاد مع توجيه أقصى العقوبة لجالبها وصانعها وزارعها ومتلقيها ومنتجها ومستخرجها .

 

أشارت المملكة إلى أن العقوبة سوف تشمل أي شركة مؤسسة نظامية أو غير نظامية. سوف تتقدم الشركة التي ثبت أن مديرها أو أحد منسوبيها ارتكب أيا كان الأفعال المنصوص عليها في النظام لصالح الشركة بدفع غرامة لا تقل عن 300 ألف ريال. كشفت الصحيفة أن من يقوم بترويج حبوب الفلاكا فيعاقب بالسجن من سنتين إلى 5 سنوات و50 جلدة مع غرامة لا تزيد على 30 ألف ريال. بينما الذي يقوم بتعاطي حبوب الفلاكا فسوف يتم محاكمته مع عقوبة بالسجن من 6 أشهر إلى سنتين.

خطر يهدد الشباب الليبي

وخلال الفترة الأخيرة إرتفعت وتيرة التقارير المحذرة من تسرب مخدر ” الفلاكا ” إلى مختلف مناطق البلاد بدرجات متفاوتة ، وقد حذر عدد من مسؤولي سلطات مكافحة المخدرات كافة الشباب من تعاطي هذا المخدر ، ليس لما يسببه من أضرار وجرائم وكوارث بشرية فقط ،بل لأن علاج الأضرار الصحية طويلة الأمد التي تسببها ” الفلاكا ” غير متوفرة فى ليبيا من النواحي الطبية والتقنية وبأنها تحتاج إلى مرافق صحية متقدمة فى الخارج يتطلب العلاج فيها مئات آلاف الدولارات .

 

المرصد -خاص

Shares