شاهد | فى بيان متلفز .. المشري يعلن إنسحابه من الإخوان ولا حديث عن مصير ” بيعته ” للجماعة

ليبيا – أعلن عضو جماعة الإخوان المسلمين القيادي بحزب العدالة والبناء خالد المشري مساء السبت ما أسماها إنسحابه من جماعة الإخوان المسلمين وذلك قبل أيام من زيارة بحثية مرتقبة له إلى الولايات المتحدة وقبل أسابيع من إنتخابات رئاسة مجلس الدولة .

ووجه المشري بيان هذا الأنسحاب الفضفاض المكتوب والمصور على شكل إستقالة إلى كل من جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام ولعموم ” الشعب الليبي ” دون أن يكشف فيها عن ما إذا كان قد فسخ بيعته للجماعة أم لا ذلك لأن نظام الإنتساب لها قائم على البيعة والسمع والطاعة .

ويقول نص البيعة التي يقدمها الإخواني إلى مرشده أو مراقب فرع الجماعة على مايلي :

“أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديا مخلصا في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله، وعلى أثرة علي، وعلى ألا أنازع الأمر أهله، وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، والله على ما أقول وكيل، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما”.

كما أن فسخ البيعة يمر عبر إجراءات طويلة تبدأ من التنسيق مع مسؤول المكتب أو شعبة العمل التي ينتمي لها الإخواني وصولاً إلى إتمامها مع مراقب عام فرع الجماعة ومسؤولها العام .

كما أن المراجعة الفكرية بالتراجع عن الإنتساب للجماعة عادة ما يستغرق فيها الشخص وقتاً طويلاً فى صراع نفسي وفكري لإتخاذ قراره المناسب  فى الوقت الذي كان فيه المشري وحتى أسابيع قليلة ماضية يشدد على إنتمائه للإخوان المسلمين ومدرستهم وكان ذلك فى لقائه الأخير مع قناة فرانس 24 الأمر الذي سيضعه فى محل الإتهام بإستخدام ” التقية ” مالم يوضح مصير البيعة التي فى عنقه لجماعته .

https://youtu.be/RcmC_yNcq30

وفيما يلي النص الكامل لإستقالة المشري الخالي من الإشارة لمصير بيعته :

بسم الله الرحمن الرحيم

– شعبنا الليبي الكريم

– جماعة الاخوان المسلمون الليبية

تحية طيبة وبعد،،

لقد من الله علينا بأن جعل فهم رسالة الإسلام الوسطية جزءا من مكونات الشخصية التي نشئنا وتربينا عليها في المجتمع الليبي، بعيدا عن الغلو والتطرف والعنف والكراهية متشبعين بعاداتنا وتقاليدنا التي تتسم بالصفح والعفو والتسامح ، بهذه النشأة كانت أدبيات فكر الاخوان المسلمين هي الأقرب إلى هذا الاعتدال، فكان اولا انتمائنا الفكري لها بدعوتها للاعتقاد السليم والفهم الصحيح ومعرفة مقاصد الشرعية الإسلامية بشكل يساهم في تنمية الفرد وتوعيته ونهضة المجتمع ورفعته والرقي بالدولة ومكانتها على كافة المستويات والصعد، ثم تشرفت بالانتساب التنظيمي إليها.

شعبنا الليبي الحبيب:

لأن طبيعة النظام السابق الذي سعى في هدم مقومات الإنسان الليبي حضارياً وفكريا وثقافيا تتطلب من كل غيور محاولات الإصلاح، ولأنه نظام لا يؤمن بالآخر ولا يسمح بالحريات ولا المشاركةلم تجد الجماعة سبيلا للعمل إلا بسرية تامة تفاديا لبطش النظام وضمانا لاستمرار مسيرة الإصلاح، وعلى هذا الدرب قدمت جماعة الاخوان المسلمين تضحيات جسام وتعرض أفردها الشتى أنواع الأذى المادي والمعنوي وبعد أن أنعم الله على شعبنا بتظافر جهوده وتوحد إراداته أن وقف في وجه الظلم والطغيان، وأسقط الدكتاتورية ليستعيد حريته ويفتك حقوقه للعيش في نظام ديمقراطي، فقد رأينا مع كثير من أبناء الجماعة أن الوقت حان لإنجاز مراجعات تتعلق بمستقبل الجماعة ، ورؤيتها تجاه الدولة والمجتمع، فعقدت الجماعة في مدينة بنغازي مؤتمرها التاسع في شهر نوفمبر 2011 وتقرر فيه حصر نشاط الجماعة في المجال الدعوي والخيري وللأفراد الانخراط في العمل السياسي مع باقي أبناء المجتمع وفقا لما يسمح به القانون، إضافة إلى إنهاء العمل السري وتسجيل الجماعة كجمعية خيرية مرخصة .

واستمرت مسيرة الإصلاح الداخلي بما يتلائم مع التطورات السياسية بعد بمراجعات فكرية وعملية بحيث تواكب الجماعة العمل العلني وتجنيب كل ما يثير الخلافات فتنادى المنتسبون الى هذه الحركة مجددا استشعارا للمسؤولية وحرصا على الوطن وتماسك نسيجه وعقدوا المؤتمر العاشر لجمعية الإخوان المسلمين في مدينة طرابلس في نهاية أكتوبر 2015  واتفقوا على جملة من التغيرات والمراجعات الجوهرية أبرزها إنهاء وجود جمعية الإخوان المسلمين والتحول الى العمل المؤسسي من خلال مؤسسات المجتمع المدني في مختلف المجالات، وقد أنجزت هذه المراجعات في رؤى ووثائق ، وإجراءات كان يفترض أن ترى النور خلال السنوات الماضية وهو ما لم يتم حتى الآن لأسباب يضيق المقام عنها.

شعبنا الليبي العزيز:

نظرا لما سبق، وانطلاقا من المقتضيات الوطنية الفكرية والسياسية، ومن باب الصدح بالقناعة، والوضوح مع المواطن الليبي فإنني أعلن استقالتي وانسحابي من جماعة الاخوان المسلمين مع استمراري في العمل السياسي والحزبي والاحتفاظ بكل الود والاحترام لكل اعضاء الجماعة، على امل أن تجد المراجعات طريقها إلى التنفيذ لما أرى أنها تنطوي عليه من مصالح عليا لهذا البلد.

كما أدعو أبناء الشعب الليبي كافة، وخاصة من أبناء المدرسة الوسطية إلى العمل مع كافة ابناء المجتمع الليبي بعيدا عن أي شعارات أو اسماء قد تستخدم لضرب وحدة وتماسك المجتمع الليبي، وإلى الاندماج في العمل الوطني كل من الزاوية التي يراها مناسبة، فالوطن بحاجة ماسة إلى جهود الجميع وفي مختلف مناحي الحياة.

حفظ الله ليبيا

شامخت أبية مزدهرة

خالد عمارالمشـري

Shares