ليبيا – قال الكاتب والباحث السياسي عزالدين عقيل إن ماحدث في فبراير 2011 لم يكن ثورة بل انتفاضه وما يمنع الانتفاضة الليبية أن تكون “ثورة” هي عنصر “العدوى الثورية” كما وصفها والتي كانت معدية بشكل كبير في ظل وجود عناصر تساعدت على إنتقالها.
عقيل لفت خلال تصريح أذيع على قناة “ليبيا روحها الوطن” الأحد وتابعته صحيفة المرصد إلى أن ما حدث حينها لم يكن خيار الليبيين الأساسي، معتقداً أن يكون رصاص النظام المسؤول عن تحويل الموضوع للإنتقام بين الطرفين ودخول أطراف عدة سواء أكانت إقليمية أمحلية لها تصورها في دولة أحادية في ذهنهم لوحدهم.
وأشار إلى أنه الجميع في ذلك الوقت كانت لديه مطالب مشروعه بالإضافة لإنتقاد الهيكلية الاقتصادية والتشريعية في الدولة وبعض التوجهات الاقتصادية التي لم تكن ملائمة ومناسبة، معتبراً ان البلاد الآن تشهد حرب أهلية ونزاع مسلح على السلطة أبعد ما يكون عن الثورة والانتقال السياسي وغير معروف ما الذي سيكون عليه مصير الدستور والنظام السياسي ولهذا الوضع الحالي مازال محفوف بالمخاطر والدولة تقف على شفا جرف حسب تعبيره.
ويرى أن بداية هذا الحراك انتفاضة لم يكن عمرها طويل لأنها من البداية سيطر عليها من وصفهم بـ”الصعاليك والمليشيات” وإنطلاقاً من “حرب فجر ليبيا” انتهت الانتفاضة وانزلقت البلاد لحرب أهلية ومنذ ذلك الوقت البلاد تشهد حالة حرب أهلية ونزاع مسلح ربما ينطوي على أخطار كبيرة في المستقبل الكبير مع تواجد أطراف لها خيارات متباينة.
وتابع قائلاً :” لا يمكن إطلاقاً لـ”غنيوة” (آمر قوة الردع المشتركة أبو سليم عبد الغني الككلي) حمل مشروع وطني وأن يكون ثوري هو وامثاله فلا اعتقد أنهم يتطلعون للحفاظ على دويلاتهم الميليشياوية كيف يحاول أن يضغط بكل ما لديه على البلاد والقوة من أجل استمرار هذا الوضع، اعتقد اننا ربما في حاجة لصدام قوي مع هؤلاء الناس ولا أظن أن اقتلاعهم سيتم بالحوار ما لم يتدخل المجتمع الدولي ممثل بمجلس الأمن ويجبرهم للجلوس على مائدة تفاوض لتقديم الحل الأنسب والوحيد لليبيا وهو نزع السلاح وإعادة إدماج المقاتلين وتقديم دعم حقيقي لمنظومتي الجيش والشرطة والعودة لسابق عملهما لكن مجلس الامن لا يريد التطرق لهذه المسألة ابداً لأنه ثمة مطامع واهداف استراتيجية أخرى”.
ونوّه إلى أن حالة التشظي والعجز داخل مجلس الأمن وعدم تفاهم القوى هي السبب وراء منح الجيش الفرصة لتنفيذ العميات العسكرية في الجنوب ونجاحه في بنغازي ودرنة والهلال النفطي، مطالباً الليبين بنسيان المؤسسة العسكرية نهائياً لأنها آخر من يمكنه أن يؤثر على الحالة الليبية على حد تعبيره.
وإستطرد معتبراً أن “الصراع مازال على أشده وحتى نجاح الجيش في العمليات العسكرية في بنغازي والهلال النفطي ودرنة ها هو في الجنوب ربما وفقاً للمؤامرة الدولية ما كان ليسمح ابداً لرجل يحسبونه وينظرون له بإعتباره أحد الضباط الاحرار وامتداد للحضور النفسي والفكري لمعمر القذافي نفسه أن يتوسع كل هذا التوسع ويأخذ مكان آمن ويضرب الصافرة لإعادة جمع الجيش من جديد من أسفل أنقاض الناتو”.
عقيل أكد على أن الوضع في البلاد خطير وليس انتقالي فالدولة غير مستقرة على الإطلاق مع وجود حالة النزاع المسلح والحرب الأهلية، مناشداً الجميع بـ” التفكير في كيفية تجاوز هذه الحالة الا بإعادة الديكتاتورية من جديد على أن يواصلوا جهادهم في مجال النضال المدني لكي يصححوا البلاد لأنه يمكن ذلك بدون وجود سيادة وهيبة وبالفعل نحن إن دخلنا لأي مكان تجد تشادي وسوداني يسألك عن هويتك حسب قوله.
وشدد على أن الحل الجوهري في ليبيا يتمثل في نزع السلاح على الرغم من أنه ليس خيار المجتمع الدولي خاصة بإرسالهم بعثة سياسية وليس أمنية تختزل الحل ما بين القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذي هو غير حقيقي على الإطلاق وبعيد كلياً عن الحل الحقيقي بحسب قوله.
وأضاف ” أما الآن وبعد العمليات العسكرية في الجنوب أصبحت على يقين أن الحل سيكون عسكرياً ولا بد أن يكون بنزع السلاح ولكن هل سيكون عبر السياسة أو عبر جمع امراء الحرب حول مائدة التفاوض واعطائهم قدر من العفوات المختلفة مقابل سماحهم بعودة الجيش والشرطة بشكل سلمي ويبدوا ان أمراء الحرب اختاروا نزع السلاح بالقوة، وأعتقد أن الجيش سيتقدم وطرابلس ستكون أكثر سهولة في تطهيرها من المليشيات وبعد ذلك سنعود للصورة التي يجب أن نمضي لها من البداية”.
وفي الختام عبر عقيل عن تمنياته بأن يكون الجميع يد واحدة وبعيدين كل البعد عن الإضرار بالآخرين، لافتاً إلى أنه أحياناً تقتضي الدولة والحفاظ على سيداتها إتخاذ إجراءات ربما تكون مؤلمة لكن لها الأثر الإيجابي على المدى البعيد.