مجمع معابد يقع في منطقة أنغكور في كمبوديا
أستراليا – اكتشف العلماء أن سبب اختفاء مدينة أنغكور عاصمة إمبراطورية الخمير، كان بسبب مغادرة السكان لها تدريجيا، إلى أن أصبحت خالية من البشر.
ويفيد موقع “Phys.org” بأن علماء من أستراليا وفرنسا توصلوا إلى هذا الاستنتاج، بعد دراستهم عينات من الصخور الرسوبية التي أخذت من الخندق المحيط بأطلال المدينة، حيث تمكنوا من متابعة تغير كثافة الزراعة بمرور الوقت، والعوامل المؤثرة الأخرى في الوسط المحيط على امتداد سنوات طويلة.
واتضح لهم أن تأثير النشاط البشري في الوسط المحيط بدأ يتراجع قبل مئة سنة من اختفاء المدينة القديمة تماما، أي في العقود الأولى من القرن الرابع عشر. أما علامات تقطيع الأشجار وتعري التربة وآثار الحرائق فلم تكن واضحة. لذلك، يشير الباحثون إلى أنه في نهاية القرن الرابع عشر، غطت نباتات المستنقعات أحد الخنادق المحيطة بالمدينة، ما يشير إلى أنه لم يعد يستخدم من قبل السكان.
وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن تدفق مجموعات السكان المغادرة لعاصمة الخمير كان تدريجيا. ويؤكد الباحثون على أن انهيار المدينة وزوال إمبراطورية الخمير جاء نتيجة تغيرات استمرت سنوات طويلة وليس نتيجة انهيار ديموغرافي حاد.
ويقول البروفيسور، دان بيني، من جامعة سيدني الأسترالية: “أظهرت دراستنا أن السكان تركوا المدينة لا لكون البنية التحتية سيئة، بل لأن النخبة الحضرية غادرت هذه الأماكن”.
وتجدر الإشارة إلى أن إمبراطورية الخمير تأسست في القرن التاسع تقريبا في أراضي كمبوديا وفيتنام ولاوس وتايلاند، وسادت حتى منتصف القرن الخامس عشر. وكان يعتقد خلال فترة طويلة أن اختفاء هذه الإمبراطورية الإقطاعية كان بسبب الحروب المدمرة ضد دول مون المجاورة وإمارة تيامبان. وهناك نظريات تفيد بأن سبب انهيار هذه الإمبراطورية كان تناوب الفيضانات والجفاف، أو خلو المكان بصورة مفاجئة (بسبب كارثة ديموغرافية).
المصدر: نوفوستي