ليبيا – في أول حديث علني له منذ أكثر من سنتين ، وصف محمد إسماعيل المقرب من سيف الإسلام القذافي ، رئيس جهاز الأمن الخارجي السابق أبو زيد دوردة بأنه ملحمة وطنية في العطاء والبذل والتضحية والصبر والمواقف الرجولية، مهنئاً “أحرار الوطن” بخروجه من سجنه في طرابلس .
وجاء حديث إسماعيل في تدوينة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي”فيس بوك” تابعتها المرصد قال في مستهلها بأن ” الجميع إحتفل بخروج البطل الصامد دوردة منتصراً بوفائه لما آمن به وبثباته القوي كالصخر على مبادئه فإنهزم الآسر وحلّق الأسير حراً كاسراً للقيود والقضبان ” ، وذلك بحسب تعبيره.
ويرى محمد وهو عضو سابق في مجلس إدارة ” مؤسسة القذافي الخيرية ” ومستشار سابق في وزارة الخارجية قبل سنة 2011 أن من أسماهم “المرجفون ” الذين في قلوبهم مرض أرادوها مناسبة لتجديد محاولتهم في الدس والكذب من أجل الوقيعة والفتنة ، مشيراً إلى أن هذا هو ما قام به شخص تحفظ عن ذكر إسمه في تدوينته .
وتابع قائلاً :”منشور هذ الشخص أزكمت رائحة كذبه وادعاءاته المكشوفة أنوف أصدقائه فانهالوا عليه بتعليقاتهم الفاضحة لكذبه والمعبرة عن وعيهم لأهدافه الخبيثة ، لكنه لم يخجل من نفسه ولم يصحح أو يعتذر ويسحب تدليسه الذي ظن أنه لربما ينجح به في تبييض صفحة توليه يوم الزحف بهروبه المبكر في شهر مايو 2011 فإذا به يُسوِد المزيد من صفحات تاريخه وعلى مرأى كل من قرأ بوعي وبضمير وطني ما كتبه من خزعبلات”.
وأضاف :” أن هذا الشخص مازال مصراً على ما فعل ولأنه أورد إسمي في إدراجه ليجعلني شاهد زور في روايته التي إكتشفنا فيها موهبته في التنجيم وهي كانت خافية علينا للأسف فلو إكتشفناه مبكراً لكنا سارعنا إلى استغلالها والاستفادة منها في درء المخاطر وقهر الصعاب وجلب المنافع والمكاسب”.
محمد اسماعيل أكد في تدوينته على أنه يضع الحقائق أمام الجميع للوطن والتاريخ ليكشف ما وصفه بـ”حديث الإفك ” الذي قدمه هذا الشخص بكل ما فيه من كذب وتزوير وفتنة وتنجيم ، قائلاً :” يوم 21 فبراير 2011 الذي يقول إنه ذهب فيه للجنة الشعبية العامة ويزعم بأنني كنت هناك ، فجميع من ذكرهم في روايته يعرف أنّي كنت في مدينة بنغازي منذ يوم 14 فبراير وعدت لطرابلس مساء يوم 22 من ذات العام والشهر وتوجهت فور وصولي للجنة الشعبية العامة وكان موجوداً كل من سيف الاسلام ومحمد بلقاسم الزوي والبغدادي المحمودي وفوزية شلابي والنائب العام السابق عبد الرحمن العبار”.
وأوضح أن الشخص الذي يقصده وتحفظ عن ذكر هويته قال في روايته التي وصفها إسماعيل بـ”المزعومة” قد قال بأن النقاش دار حول القرار الذي صدر فيما بعد من مجلس الأمن رقم 1973 تحت بند (حماية المدنيين) وأضاف : ” هذا غير صحيح إطلاقاً لأن القرار في ذلك التاريخ لم يكن مطروحاً من الأساس، وهذا الشخص حاول أن يربط ذلك النقاش المزعوم بالحديث عن عبدالرحمن شلقم ويورد رأيه أن ما صرح به شلقم يعني إنه قد إنشق وهذا كذب آخر ليس من باب الدفاع عن الاخير ولكن تثبيتاً للوقائع في تسلسلها التاريخي “.
ولفت إلى أن شلقم لم يتحدث للإعلام قبل يوم الاربعاء 23 فبراير وهو التاريخ الذي تحدث في مداخلة هاتفية موثقة صوتاً وصورة مع المذيع الجزائري عبد القادر عياض بقناة الجزيرة وكان مازال مع النظام حيث دافع عنه وقال “القائد صديقي” وكان انشقاقه يوم 25 فبراير خلال جلسة مداولات مجلس الأمن للقرار 1970، معتبراً ” وفي نهاية المطاف بأن انشقاق شلقم من عدمه لم يكن ليغير من الواقع شيء فقرار العدوان على البلاد كان مبيتاً واتخذ مع سبق الإصرار والترصد “.
وبناء على ذلك تسائل إسماعيل المقرب من سيف الإسلام القذافي ” هل كان صاحب الرواية المزعومة في ما وصفه بـ”منشور حديث الإفك” يمارس التنجيم؟ أو أنه مرفوع عنه الحجاب حتى يرى ما سيحدث بعد يومين ثم أربعة أيام من تاريخ ذلك الإجتماع المزعوم أو اللقاء ؟!.
وتابع قائلاً : ” أما القرار رقم 1970 فقد صدر يوم 26 فبراير وكان ينص على تجميد أرصدة ومنع مسؤولين من السفر وإحالة الملف الليبي لمحكمة الجنايات الدولية وكل هذه البنود في القرار لم يتحدث عنها صاحب المنشور في روايته المزعومة كما أن القرار رقم 1973 والذي تضمن فقرة استخدام كل الوسائل المتاحة لحماية المدنيين صدر يوم 17 مارس وجاء تالياً لقرار المجلس الوزاري للجامعة العربية الصادر يوم السبت 12 مارس الذي طالب مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوي في ليبيا “.
ونوّه محمد إسماعيل إلى أن هذا القرار “العربي” صدر بعد يومين من بيان لحلف الناتو الصادر يوم الخميس 10 مارس الذي أعلن فيه أن التأييد العربي القوي هو أحد العناصر المطلوبة لاتخاذ قرار فرض حظر جوي وإن هذا القرار يتطلب تخطيطاً جيداً وتفويضاً من الأمم المتحدة، موضحاً أن معنى كل هذا أن هذه المطالبات لمجلس الأمن لاحقة على تاريخ ما ورد “تنجيماً” على لسان صاحب “الرواية المزعومة” في “النقاش المفتري” بحوالي أسبوعين ، وذلك على حد قوله.
وإستطرد محمد حديثه في منشوره موضحاً :” في آلية عمل مجلس الأمن لا يتم نشر مسودات القرارات في موقع المجلس هي فرية كبرى منه والأدهى من ذلك أن فقرة استخدام كل الوسائل المتاحة لحماية المدنيين لم تكن موجودة أصلاً في مسودة القرار بل تم إضافتها لاحقاً بعد مفاوضات عسيرة إذ إن ما كان مطروحاً هو فرض منطقة حظر جوي فقط “.
ختاماً إعتبر إسماعيل أن ما فعله من وصفه بـ “الكذاب الأشر والمفتن والمنجم” بأنه محاولة رخيصة للإصطياد في الماء العكر ، مضيفاً بأن ” أبو زيد وسيف الاسلام بقيا وناضلا وقاوما ضد العدوان بينما فر هذا الشخص مبكراً في شهر مايو ليتمكن من الفرار من صفوف الوطن والرجال في المواجهة التاريخية مستخدماً مجاديف خوفه وإنهزامه ساقطاً في القاع ” . بحسب ما كتبه محمد إسماعيل في تدوينته.
ومن جانبها إتصلت صحيفة المرصد الليبية بمحمد إسماعيل الذي نادراً ما يظهر على وسائل الإعلام لمعرفة المزيد من التفاصيل عن الشخص الذي يشن هجومه عليه ويتهمه بتزوير التاريخ والأحداث والتجني عليه ، حيث أكد في تصريح خاص لصحيفتنا بأنه كان يقصد ” أمين الإعلام ” السابق علي أبوجازية معرباً عن تمسكه التام بكل ما وصفه به في منشوره من صفات وإتهامات بالكذب والتزييف والتدليس .
المرصد – متابعات