ليبيا – إعتبر مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي أن الملتقى الوطني الجامع يختلف عن كل المؤتمرات واللقاءات الليبية السابقة فالجميع سواء ليبيين أو غيرهم ينظرون للمؤتمر باعتباره محاولة أخيرة لحل الأزمة الليبية ، مشيراً إلى أنه هناك حذر شديد لدى بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في عقد المؤتمر.
الدباشي قال خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج “150 دقيقة ” الذي يذاع على قناة ” ليبيا روحها الوطن” الإثنين وتابعته صحيفة المرصد إن البعثة الأممية والمجتمع الدولي غير راغبين بعقد الملتقى دون أن تكون نتائجه واضحة وتساهم في حل الأزمة، لافتاً إلى أن التكتم حول الملتقى أمر جيد جداً لأن جميع الأطراف التي ستشارك فيه ستعامل نفس المعاملة وعندما تكون الوثيقة النهائية جاهزة سيعرض على الجميع بطريقة أو بأخرى.
وأضاف :” ثم هذا التكتم الذي نشاهده الآن والغموض الذي يتعلق حتى بالمشاركين هو جانب بنّاء جداً لأنه حتى في السابق كان من يستحوذون على المعلومات بالدرجة الأولى هم المعرقلين الأساسيين للحلول ومن ثم نلاحظ أن هؤلاء الذين كانوا يستأثرون بالأخبار الأولية يضجون بشكل أو بآخر ويحتجون لأنه ليست لديهم معلومات كافية حول المؤتمر وفحوى الاتفاقات الممكنة والمشاركين فيها”.
ولفت إلى أن جميع الليبيين يعلمون دون تحديد جدول أعمال المتلقى بأنه سيتمحور حول الإعداد للانتخابات وإيجاد مؤسسات وحكومة موحدة وكيف يمكن تأمين الانتخابات والاتفاق على الالتزام بمخرجاتها، معتبراً أن مشكلة الأساس الدستوري للانتخابات والكثير من المشاكل المعقدة بحاجة للبحث بطريقة عقلانية.
الدباشي يرى أن المجتمع الدولي يرغب بأن تكون المشاركة في الملتقى ممثلة بشكل أو بآخر لحد كبير بكل فئات الشعب حتى تفضي لنوع من الشرعية على ما يصدر عنه من قرارات، مبيناً ان المجتمع الدولي جاد بضرورة إيجاد حل ومخرج سريع ودائم للأزمة الليبية.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي جاد ويمارس الضغوط على الجميع في اتجاه معين، معتقداً أن الضغط الأكبر سيكون عند إقرار القرارات من المؤتمر الجامع وبدء التنفيذ لأن بعض المعرقلين سيعترضون على بعض قرارات المؤتمر وبعد ذلك سيكون دور المجتمع الدولي فيما يتعلق بالضغط من أجل قبول الجميع بهذه القرارات.
وأضاف :” زياد دغيم يبني الافتراضات على اساس أنه يعرف مجلس النواب والدولة تمثيلهم في المؤتمر الوطني الجامع لن يمثلوا الأكثرية ومن ثم سيكونون أقلية ولن يكون لديهم تأثير كبير على قرارات المؤتمر، أتيحت لمجلس النواب والدولة أتفقا على فصل المجلس الرئاسي عن الحكومة ويكون المجلس من 3 أعضاء فقط وليس سلامة هو من أفشل الاتفاق بل كان الأمر ملغم ولم يتفقا على طريقة اختيار الرئاسي ولم يقدما أسماء لسلامة ليرفضها”.
وبيّن أن سلامة لن يعين من يحكمون ليبيا في المستقبل من خلال المؤتمر الجامع بالعكس ففي حال تم الإتفاق على سلطة تنفيذية من خلال المؤتمر الجامع ستكون لشهور فقط من أجل الإعداد للانتخابات وبعدها ستزول، مضيفاً أن من سيكون في هذه الحكومة هو غير محظوظ على الإطلاق لأنه سيكون في مرحلة حاسمة ويتحمل مسؤولية كبيرة.
مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة علق على المعلومات المسربة عن دبلوماسي تحفظ ذكر هويته لوسائل الاعلام أن المجلس الرئاسي سيتكون من فائز السراج وشخصين من فزان وبرقة وتشكيل حكومة تسيير أعمال مصغرة وتشكيل مجلس أمن قومي يضم كل من السراج والمشير حفتر وشخصية عسكرية لم تسمى من مصراته، موضحاً أن ما تم تداوله مجرد تخمينات وكل الاسماء الموجودة لا يوجد شيء حقيقي على الإطلاق فيما يتعلق بها لكن هذا لا يعني أن هذه الاسماء قد تكون جزء منها على الأقل في السلطة التنفيذية التي سيعتمدها المؤتمر.
وأعرب عن تمنياته بوضع شخصيات بعيدة عن الموجودة الآن في المشهد الليبي شريطة أن يكون لها خبرة في قيادة الدولة وخاصة أن الحكومة ستكون لمدة أشهر محدودة لأن الشخصيات الموجودة في المشهد السياسي الحالي والأسماء التي تذكر بين الحين والآخر لن تعمل في الخدمة العامة الليبية إطلاقاً، مشيراً إلى أهمية أن يكون الإختيار على أساس الكفاءة وبعيد عن المحاصصة التي طبقت بالسابق فيما يتعلق بانقسام السلطة والنظر لما سينتج عن الملتقى بأنه حل لمشكلة ليبيا وليس لإنقسام السلطة.
وقال الدباشي إن مجلس الدولة ورئيسه خالد المشري بصورة عامة مثله مثل مجلس النواب يريد الاستمرار في احتكار القرار فيما يتعلق بحل الأزمة الليبية وللأسف أتيحت لهم الفرصة الكاملة مع مجلس النواب في إيجاد حل خلال السنتين الماضيتين لكنهم أضاعوها وفقدوا ثقة الليبيين في أن يقدموا أي حل، معتقداً أن اللقاء الذي تم في أبو ظبي سيكون له تأثير كبير جداً على إنجاح المؤتمر الوطني الجامع.
كما شدد على أن المجتمع الدولي أُرغم بالبحث عن حل بصورة عاجلة للأزمة الليبية خاصة بعد تمدد الجيش نحو الجنوب في أقل من شهر وطرد المليشيات التشادية والقضاء على الكثير من الإرهابيين في ظل التأييد الشعبي الذي لاحظه الجميع والقوة الكبيرة التي يمتلكها الجيش.
وتابع قائلاً :” المجتمع الدولي قيم عمليات الجيش بالجنوب بشكل صحيح ولاحظ أن الجيش بإمكانه التمدد نحو الغرب وأرى أن الجيش الليبي موحد وحتى من هم موجودين في الغرب لا يعارضون الجيش الموجود في الشرق وربما سيفاجئون في يوم من الأيام أن يكون الجيش موحد فأنا لدي قناعة أن سلطات الجيش كلها والجنود هم رفاق سلاح في النهاية وأقرب لبعضهم من السياسيين وهذا الأمر دفع تخوف المجتمع الدولي من أن الجيش من الممكن أن يزحف للعاصمة ولديها احتمال أن يسير المسار الديمقراطي نهائياً، نلاحظ أن الشعب وصل لمرحلة القنوط بسبب الظروف التي يعانيها”.
وذكر أن المجتمع الدولي لا يهمه من يحكم ليبيا لأنه لديه مصالحه الخاصة التي يريد ضمانها فقط، معتبراً أن المجتمع الدولي إقتنع بأن السراج غير فعال وغير قادر على الحكم بعد مرور 3 سنوات على تعيينه دون الخروج من طرابلس والسيطرة عليها لذلك المجتمع الدولي بحاجة إلى التعامل مع الواقع الذي يوضح شعبية الجيش وإحتمالية وصوله للعاصمة بغض النظر عن طريقة الحكم بعد وصوله لها ومن ثم إيجاد صيغة توافقية بحيث لا يستفرد الجيش باتخاذ القرار وهذا ما دعاهم مرغمين للبحث السريع عن حل من خلال المؤتمر الجامع بحسب قوله .
ختاماً أكد على أن كل ما يجري حالياً هو من أجل الوصول لإتفاق نهائي فيما يتعلق بالموضوعات والمخرجات المختلفة للمؤتمر الجامع كما أن السراج والجيش قادران على ضمان تنفيذ المخرجات بدعم من المؤتمر الوطني، متوقعاً أن يتم عقد المؤتمر دون تأجيله لبعد شهر رمضان وفرض نتائجة على من يريد أن يعرقلها.