شاهد | الرئاسة التونسية تدلي ببيان مخالف لبيان الرئاسي عن مكالمة السبسي حول طرابلس !

نشرت رئاسة الجمهورية التونسية، تفاصيل مكالمة هاتفية أجراها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، صباح الأربعاء، مع كلّ من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، وغسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا

وأوضحت الرئاسة التونسية، أن السبسي أكد خلال مكالمته على عدة نقاط وهي ضرورة تجنّب التصعيد العسكري في ليبيا وإنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، كما دعا جميع الأطراف إلى الالتزام بالتهدئة وضبط النفس وتغليب الحوار لتجنيب الشعب الليبي مزيدا من الخسائر والمعاناة .

بيان الرئاسة التونسية

 وشدد السبسي على أهمية الحفاظ على المسار السياسي لحلّ الأزمة في ليبيا برعاية الأمم المتحدة بما يُعيد إلى هذا البلد الشقيق أمنه واستقراره ويُجنّبه ويلات الفرقة والتطاحن، مجدّدا في هذا الصدد دعم تونس للجهود الأممية لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا.

هذا ويأتي بيان رئاسة الجمهورية التونسية، مخالفا لما نشره المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق والذي قال “إن المكالمة تناولت تداعيات ما وصفه بـ العدوان الذي تتعرض له العاصمة طرابلس، حيث عبر الرئيس التونسي عن رفض بلاده القاطع لهذا “العدوان” الذي يزعزع الاستقرار ويهدد حياة المدنيين، ودعا السبسي “القوات المعتدية” إلى الوقف الفوري “للعدوان” والعودة إلى مواقعها السابقة“.

وتعد هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها المجلس الرئاسي ببيانات يحاول من خلالها إظهار قوة الدعم الخارجي له وفي كل مرة يتضح من الأطراف الأجنبية التي تحدث فيها هذه الحالات عدم دقة مايدلي به من بيانات ويرى مراقبون بأن الرئاسي يحاول من خلال هذا النهج تعبئة فراغ الشرعية الداخلية المنقوصة بشرعية خارجية  .

ليست السابقة الأولى

في 14 فبراير الماضي نفت قيادة القوات الأمريكية فى أفريقيا المعروفة إختصاراً بإسم  ” أفريكوم ” شنها أي غارات فى ليبيا الليلة الماضية ضد أي هدف كان .

وفى تصريح لـ صحيفة المرصد رداً على إستفسارنا حول عدم تبني ” أفريكوم ” للضربة حينها قالت مسؤولة قسم العلاقات الإعلامية بالقوة ” باكي فارمر ” لصحيفتنا من مقر القيادة الأمريكية الرئيسي فى قاعدة شتوتغارت الألمانية بأنهم لم ينفذو من الأصل أي ضربة .

وأضافت : ” لم تشارك قيادة الولايات المتحدة في أفريقيا في الهجوم على موقع لتنظيم القاعدة في أوباري مساء الأربعاء ، 13 فبراير ، 2019 كما أنها لم تشن أي غارات جوية في ليبيا عام 2019 “.

صورة عن البريد الإلكتروني من المكتب الإعلامي لـ أفريكوم رداً على إستفسار المرصد

وتابعت : ” تقف الولايات المتحدة بجانب جهود ليبيا  في مكافحة الإرهاب وتبقى القيادة الأمريكية فى أفريقيا ملتزمة بدعم الجهود الدبلوماسية ، والولايات المتحدة تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبي والجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة فى تيسير العملية السياسية لتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا.

تأكيد المجلس الرئاسي

وكان المجلس الرئاسي قد أعلن قبلها بليلة بأن الضربة التي استهدفت موقعاً للقاعدة فى صحراء جنوب غرب أوباري قد تمت بالتنسيق معه وبأنها تأتي فى إطار الجهود المشتركة بين البلدين وعلى خلفية الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية محمد سيالة إلى واشنطن .

ميركل أيضاً !

في 25 فبراير نشر المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إيجازاً صحفي عقب لقاء جمع كل من رئيس المجلس فائز السراج مع مستشارة ألمانيا ” أنجيلا ميركل ” على هامش قمة شرم الشبخ العربية الأوروبية.

وأكد المجلس يومها بأن ميركل جددت دعمها لحكومة الوفاق ولجهود السراج شخصياً التي يبذلها للخروج من الأزمة وبناء دولة مدنية ديمقراطية ورفض المستشارة لأي عمل عسكري يقوض العملية السياسية في ليبيا .

كما أكد على ضرورة وقف التدخلات الأوروبية السلبية في الملف الليبي وهو الأمر الذي إعتبره مستشار السراج طاهر السني من خلال تغريدة له دعوة صريحة وواضحة من المستشارة ميركل للاتحاد الأوروبي لتوحيد مواقفها نحو ⁧ليبيا⁩ وانهاء التنافس بين دولها التي قال بأنها أشعلت الأزمة.

تصريح المجلس الرئاسي عن لقاء السراج وميركل

لكن ميركل وعقب اللقاء والمباحثات مع السراج ولقاءات أخرى مع قادة عرب وأوروبيين ، خرجت في مؤتمر صحفي مقتضب قبل مغادرتها مصر تحدثت فيه عن رؤيتها لأهم الملفات الساخنة في المنطقة كملف إيران وسوريا وفلسطين وحقوق الإنسان في المنطقة وعن ليبيا التي إقتصر حديثها حولها على ملف اللاجئين والظروف المعيشية وسيطرة الحكومة  .

وفي هذا المؤتمر المتلفز الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد من الألمانية للعربية ، لم تتطرق المستشارة للصحفيين بأي من المواضيع التي تحدث عنها بيان الرئاسي بما في ذلك إشادتها بجهوده بل أنها وصفت الوضع في ليبيا بأنه هش للغاية وقالت بأنها أخبرت رئيس الوزراء السراج بأن حكومته بعيدة عن السيطرة على ليبيا ! .

ليس ذلك فحسب ، بل أن ميركيل أخبرت الصحفيين في مؤتمرها الذي إستمر لمدة 6 دقائق خصصت منها 45 ثانية عن ليبيا بما نصه حرفياً : ” أخبرته بأن نحن بعيدين جداً عن حقيقة أن حكومة الوفاق الوطني تستطيع حقاً السيطرة على البلاد ” . ! وجدير بالذكر أن هذا التصريح قد تناقلته كما هو عدة وكالات أوروبية منها وكالة ” نوڤا ” الإيطالية و ” دير شبيغل ” الألمانية العريقة .

ومن بين المواضيع الأخرى اللافتة والهامة والتي لم يتطرق لها بيان الرئاسي وتحدثت عنها ميركل هو ملف اللاجئين من ليبيا إلى إيطاليا ، حيث قالت إنه من مصلحة ألمانيا تسوية هذا الوضع في الدولة الليبية الواقعة في شمال أفريقيا .

وختمت ميركل حديثها في هذا الصدد عن ملف الهجرة قائلة : “لقد أحرزنا تقدمًا ، ولكننا في المقام الأول يجب أن نعطي اللاجئين والشعب الليبي أيضاً ظروفًا معيشية معقولة ومقبولة ، وفي هذه النقطة هناك العديد من الصعوبات والإنتهاكات والمظالم “.

المصدر : مؤتمر صحفي لميركل في شرم الشيخ + بيان الرئاسي

الترجمة : المرصد – خاص 

 

Shares