الفقيه: من حق السراج الإستعانة بالدعم الدولي لمصلحة الوطن

ليبيا – قال عضو مجلس النواب المقاطع عن مدينة مصراتة سليمان الفقيه إن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر منذ عام 2011 لم يكن له دور بالمشهد لأنه مرفوض وغير مدعوم دولياً لكن في عام 2014 استغل الفراغ الموجود وحظي حينها بتدخل إقليمي إستطاع من خلاله إعادة النظام الأول والديكتاتورية على حد زعمه.

الفقيه أشار خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج “150 دقيقة” الذي يذاع على قناة “ليبيا روحها الوطن” أمس الإثنين وتابعتها صحيفة المرصد إلى أن “حفتر” (القائد العام للجيش المشير حفتر) بدء بالتمرد على جسم شرعي منتخب معترف به دولياً هو المؤتمر الوطني حيث إتخذ ذريعة أخرى دغدغ بها العالم بمبررات الحرب على الإرهاب على حد  زعمه.

ولفت إلى أن مجلس النواب مسلوب الإرادة وجل أعضاءه لا يستطيعون الذهاب لطبرق، معتبراً ان “حفتر” ليست لديه معايير عسكرية لذلك من الضروري وجود جيش بمعايير عسكرية تتمثل بأن يكون الجيش تحت السلطة المدنية والمعيار الديمقراطي وأن يكون له شروط  عسكرية والأهم يكون ولائه للوطن بهدف حمايته حسب قوله.

وقال :” أتمنى أن نتكلم عن مؤسسة لكن الحقيقة لا يوجد مؤسسة ولا يوجد قائد عام أو رئيس أركان يستطيع إستقبال أي وفد دولي ويتجاوز الرئيس الأعلى عليه يوجد قائد ميليشيا أمر واقع، من يعطي الرتب في السلسلة العسكرية لا يعطيها حفتر “.

الفقيه يرى أن البنيان المرصوص كانت عبارة عن عملية ناجحة قصيرة الأمد حافظت على المدنيين فلم يدمر ويهجر فيها أحد مما يجعلها مثال حقيقي لمحاربة الإرهاب أما محاربة الإرهاب بإنتقال داعش من درنة لسرت ومن بنغازي لسرت تحت ناظر الجيش أمر مختلف على حد زعمه .

وزعم بأن ماحصل في درنة وبنغازي هو تصفية حسابات وصفها بـ”الشخصية والسلطاوية” ، مضيفاً بأن من يوصفون اليومبالدواعش في بنغازي ودرنة كانوا في عام 2011 يقفون معهم ويؤيدونهم حسب قوله .

ونوّه إلى أن المجتمع الدولي لم يكن يوماً يبحث عن المصلحة الليبية مطلقاً بل له مصالح خاصة مهمة لا تبنى على العاطفة والحب هناك خذلان من المجتمع الدولي فما حصل في لقاء باليرمو وباريس بيّن ما وصفها بـ”تعالي وغطرسة” “حفتر” بدعم إقليمي ودولي حيث كان يطمح حينها للوصول للسلطة عن طريق القوة حسب زعمه.

وقال  :”تحرك حفتر لطرابلس كان واضح والمجتمع الدولي كان صامتاً، أنا لست مع لقاء أبو ظبي لأنه مبهم ولا يمكن أن تحل مشاكل ليبيا تحت الطاولة فالازمة الليبية الأن 95% منها خارجي وليس ليبي فقد زرت دول الجوار وبعض العواصم نجد الليبيين في مكان واحد شرقها وغربها وجنوبها يتلاقون دون خلافات لأن الخلافات عند بعض الزعامات المريضة التي تطمح للسلطة على حساب الأبرياء نحن نتمتع بحريه واسعه ندين السراج وحفتر علناً”.

وأرجع حديثه عن حفتر والجيش فقط دون ذكر الطرف الآخر الذي يستخدم الطائرات أيضاً معتبراً أن هناك فرق جوهري من يستخدم الطائرات لقصف طبرق وأجدابيا، لافتاً إلى أن إصدار حفتر أوامر بالقبض على السراج و6 أشخاص من بينهم الكوني ثم الإعتذار عن وضع الكوني بالقائمة لا يعتبر سلوك رجل عسكري يتبع ويحترم السلطة المدنية.

وأضاف أنه من حق حكومة الوفاق ورئيسها فائز السراج بصفته “القائد الأعلى للجيش” الإستعانة بالدعم الدولي لمصلحة الوطن لكن ليس لحفتر الحق بتكليف الميزانية المليارات وعقد الصفقات كونه شخص عسكري، لافتاً إلى أن الـ 2 مليار تم صرفها علناً استعداداً للمستقبل لأنها حرب بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن هذه الأموال”لم تصرف على القتال والذخيرة بل تصرف على الجرحى ومن هجر من أماكنهم فعشرات الآلاف والمباني صرفت لرفع المعنويات وليس للقتال العسكري فلم تستورد حكومة الوفاق لهذه اللحظة أي طلقة من أي دولة، عندما أتكلم عن حفتر ليس لدي مشكلة معه بل في سلوكه والقذافي أفضل بعشرات المرات من حفتر لذلك على أهلنا في المنطقة الشرقية الإنتباه وان لا يكونوا تحت الإملاءات الخارجية”.

كما طمأن الليبين بأن الأزمة ليست بين الليبيين بل سبهها تدخلات خارجية يجب رفضها، مطالباً الجميع بالإيمان بالجيش المهني وإدانة أي ميلشيا غير تابعة للقيادة العليا والمجلس الرئاسي بأي مدينة كانت لأن مهمة الجيش حماية حدود البلاد من التدخلات وليس دخول المدن حسب قوله.

وإختتم حديثه مشدداً أهمية التوافق على جيش مهني منضبط  واصفاً القوات المسلحة بأنها “مليشيا تسمي نفسها جيش” ، مشيراً إلى أن ليبيا يجب أن تكون دولة ديمقراطية فلا يمكن الرجوع للقوة وتصفية الحسابات لأن الدم الليبي غالي لذلك من الضروري خروج “حفتر” من المشهد لأنه هو الأزمة الليبية.

Shares