ليبيا – نشرت صحيفة وول ستريت جورنال ” مقالاً ” عن إعلان البيت البيت الأبيض إجراء الرئيس دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع المشير خليفة حفتر الذي قالت بأنه شن هجومًا هذا الشهر للاستيلاء على العاصمة حيث الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة ، وناقشا “رؤية مشتركة” للبلاد.
وفي هذا المقال المطول الذي ترجمت المرصد أبرز ماجاء فيه ، تقول ” وول ستريت ” ذات الميول للحزب الديموقراطي أن الهجوم الذي شنه حفتر نقطة شكل تحول في العمل السياسي الطويل في ليبيا منذ سقوط النظام السابق عام 2011 حيثدأدت الأزمة إلى عرقلة إنتاج ليبيا من النفط ، وحولت البلاد إلى طريق للهجرة إلى أوروبا ، وسمحت لداعش بـ إنشاء موطئ قدم.
وقال البيت الأبيض في بيان له يوم الجمعة إن : ” السادة ترامب وحفتر ناقشا يوم الاثنين الماضي الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب والحاجة إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا وبأن السيد ترامب اعترف بجهود السيد حفتر في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية ، وناقش الاثنان رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي”.
وإعتبرت الصحيفة ما أسمته ” بيان ترامب المؤيد للسيد حفتر ” بمثابة مفاجئة للسياسة الأمريكية السابقة بشأن ليبيا ذلك لأن وزارة الخارجية الأمريكية دعت سابقاً إلى وقف ” هجوم طرابلس فوراً ” وقد ذكرت حفتر بالاسم وأعربت عن دعمها لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى ضمان وقف إطلاق النار في 15 أبريل.
وأشار التقرير أيضاً إلى إنه ” وفي الحرب ضد الجماعات المتطرفة يتم أيضًا مشاركة الجيش الأمريكي بشكل وثيق مع الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس ، والتي يهدف السيد حفتر إلى إزاحتها من خلال العمل العسكري ” .
وقال ” فريدريك وهري ” الخبير الأمريكي بالشأن الليبي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بواشنطن: “إن هذا الإتصال إمتياز كبير لحفتر فهو وللمرة الأولى لديه هذا التأييد الشخصي الذي يرفع من مكانته ليضعه في اتصال مباشر مع أقوى زعيم في العالم.”
وأضافت : ” تتعاون قوات السيد حفتر مع حكومة مقرها شرق ليبيا وضدهم ، هناك مجموعة من الجماعات المسلحة جيدة التمويل الموالية إسمياً فقط لحكومة الوفاق التي كانت مدعومة من أمريكا والأمم المتحدة بينما يسيطر حفتر على جزء كبير من ليبيا ، وفي فبراير الماضي سيطر على أكبر حقل نفط في البلاد ، واستأنف الإنتاج بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر ” .
وتناولت الصحيفة بأن ” قوات حفتر ” تقود الآن هجوم مباشر على حكومة الوفاف المنشأة من خلال اتفاق سياسي توسطت فيه الأمم المتحدة عام 2015 وسيطرت من خلاله على المؤسسات الليبية الرئيسية مثل البنك المركزي ومؤسسة النفط.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن إعلان المكالمة مع حفتر الصادر عن البيت الأبيض جاء عقب محادثات بين ترامب وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأضافت : ” ناقش السيد بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الوضع في ليبيا خلال إجتماع مع بن زايد يوم أول أمس الخميس ، وفي بيان صحفي عقب الاجتماع لم تكرر وزارة الخارجية الأمريكية دعواتها السابقة لوقف إطلاق النار بطرابلس ، لكنها أشارت إلى أهمية الاستقرار في ليبيا والسودان”.
متحدثًا في البنتاغون اليوم الجمعة ، قالت الصحيفة أن القائم بأعمال وزير الدفاع ” بات شاناهان ” رفض القول ما إذا كان الرئيس ترامب قد تواصل معه قبل إتصاله بحفتر. وقال “إن الإدارة والسلطة التنفيذية متماشيتان جيدًا مع ليبيا”.
وقال شاناهان: “ما قلناه من قبل وما أؤيده هو دعم المشير حفتر ودوره في مكافحة الإرهاب كما نحتاج إلى دعم حفتر لبناء الاستقرار الديمقراطي في هذا البلد “.
وبحسب ” وول ستريت ” رفض المسؤولون في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي التعليق على ما إذا كانوا سيغيرون سياساتهم بشأن ليبيا وعما إذا كانت الأمم المتحدة قد حثت الولايات المتحدة على اتخاذ هذا الموقف في المحادثات الأخيرة.
لم يرد المسؤولون الذين يمثلون قوات السيد حفتر والحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس على الرسائل التي تسعى للحصول على تعليق حول دعوة السيد ترامب إلى زعيم الميليشيا.
ختمت الصحيفة بالقول : ” في وقت سابق من هذا الشهر ، قال الجيش الأمريكي إنه سحب كتيبة صغيرة من القوات الأمريكية من ليبيا بينما كانت البلاد تتأرجح على شفا حرب واسعة النطاق مع استمرار القتال حول العاصمة طرابلس ” .
المصدر : وول ستريت جورنال
الترجمة : خاص – المرصد