مصر – قالت اختصاصية التغذية فوزية جراد إن النعاس بعد الأكل ليس إلا استجابة الجسم للتغيرات الكيميائية أثناء عملية الهضم، ولكنه قد يتحول إلى مصدر قلق إذا أعاقهم عن أداء عملهم بفعالية.
وأضافت جراد ان سبب النعاس يعود الى امتلاء المعدة، وعوامل أخرى مثل نوع الطعام الذي يستهلكه الشخص، وعادات النوم الفوضوية، والحالة الصحية.
في التفاصيل، يحتاج الجسم إلى طاقة للعمل، يستمدُّها من الطعام، حيث يقوم الجسم بتفكيك العناصر الغذائية من الطعام في الجهاز الهضمي ليحوّلها إلى غلوكوز، ومن ثم إلى طاقة. وبعد الأكل، يُطلق الجسم هرمونات مثل: الأميلين، الغلوكاجون والكوليستوكسينين، تزيد من مستويات السكر في الدم، ما يخلق شعورًا بالامتلاء وينتج الأنسولين، كما يطلق الدماغ السيروتونين الذي يُسبّب النعاس في الوقت نفسه.
ووفق جراد، يؤثّر الغذاء أيضًا على إنتاج الميلاتونين في المخ، وهو الهرمون المسؤول عن النعاس بعد الوجبة، حيث يتم إنشاء الميلاتونين عن طريق تحويل الحمض الأميني تريبتوفان إلى سيروتونين، والذي يتحوّل بعد ذلك إلى الميلاتونين.
يقوم الجسم بهضم جميع أنواع الأطعمة بنفس الطريقة، ولكن هناك بعض الأطعمة التي يمكن أن تُسبّب النعاس أكثر من غيرها، كالأطعمة الغنية بالبروتين، مثل: اللحوم والدواجن والبيض والأسماك والسبانخ والجبن وفول الصويا، لاحتوائها على كمية من الحمض الأميني “تريبتوفان”، الذي يستخدمه الجسم لإنتاج السيروتونين المسؤول عن النعاس، بحسب جراد.
كما أن الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات تساعد أيضًا على إنتاج الأحماض الأمينية مثل: السيروتونين والتربتوفان، ولهذا السبب يشعر الأشخاص بالنعاس بعد تناول تلك الأنواع من الأطعمة.
لذلك، كما تقول جراد، فإن الوجبة الأنسب قبل النوم هي التي تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين، مثل الحليب والحبوب.
لمنع النعاس بعد الوجبة الغذائية، نصحت جراد بضرورة تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضار والحبوب والدهون الجيدة لتوفير الطاقة المستمرة، وشرب الكثير من الماء والحدّ من تناول السكر، والتركيز على تناول وجبات صغيرة، كي تساعد في الحفاظ على الطاقة وتجنّب الشعور بالنعاس.
أمّا الحالة الصحية للشخص الذي يعاني من أمراض الاضطرابات الهضمية، وفقر الدم، وعدم تحمُّل الطعام، والحساسية، وتوقُّف التنفس أثناء النوم، والغدد الدرقية فتستدعي استشارة الطبيب كلما عانى من الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام.
وكالات