وقال ماكرون في مؤتمر صحفي “لا حاجة لقناع عندما نتحدث عن العلمانية، نحن لا نتحدث حقيقة عن العلمانية، نتحدث عن طائفية قائمة في بعض أحياء من الجمهورية”.

وأضاف “نتحدث عن الانفصال (عن المجتمع) الذي ترسخ في بعض الأحيان لأن الجمهورية تخلت أو لم تف بوعودها، نتحدث عن الناس الذين لديهم ، تحت غطاء الدين، مشروعا سياسيا، عن مشروع الإسلام السياسي الذي يسعى إلى انفصال عن جمهوريتنا. وفي هذه النقطة تحديدا، طلبت من الحكومة ألا تبدي أي تهاون”.

وتابع ماكرون “قمنا بتعزيز تطبيق (قانون عام 1905) في الآونة الأخيرة، عن طريق إغلاق المدارس عندما لا تحترم قوانين الجمهورية، عن طريق إغلاق المزيد من المؤسسات الثقافية عندما لا تحترم قواعد الجمهورية في ما يتعلق بالنظام العام أو محاربة الإرهاب”.

ومنذ نوفمبر 2018، تجري الادارة مشاورات مع ممثلي الديانات لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع لإصلاح قانون 1905 هدفه زيادة الشفافية في تمويل أماكن العبادة وضمان احترام القانون والنظام.

الو

الولايات المتحدة تستشعر الخطر

 

في سياق متصل ،  أكدت ” سارة هاكابي ساندرز ” السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض ( المتحدثة )  ، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تعيين جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية بالفعل “.

وقالت ساندرز في بريد ألكتروني أرسلته اليوم الثلاثاء إلى وكالة رويترز للإطلاع إضغط هنا  : “لقد تشاور الرئيس مع فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه من الجماعة ، وهذا التصنيف يسير في طريقه لوضعه موضع التنفيذ من خلال العملية الداخلية”.

ومن جهتها أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مباشرة عمل إدارة ترامب لإصدار أمر لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية عالمية .

وقالت الصحيفة في تقرير مقتضب ترجمت المرصد أبرز ماجاء فيه أن البيت الأبيض أصدر تعليماته بالفعل لإدارة الأمن القومي والدبلوماسيين لإيجاد طريقة لفرض عقوبات على هذه الجماعة .

سارة ساندرز مع الرئيس دونالد ترامب – أرشيفية

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 9 أبريل لواشنطن وحديثه مع ترامب في اجتماع خاص على ضرورة اتخاذ هذه الخطوة والانضمام إلى مصر في تصنيف هذه الحركة كمنظمة إرهابية.

وبموجب هذا التصنيف، فستشمل الجماعة عقوبات اقتصادية ومنع سفر واسعة النطاق تطال الشركات والأفراد المرتبطين بها وهو ما يطالب به السيسي ونقلت الصحيفة عن إن بعض مستشاري ترامب قد قالوا بأن ذلك سيكون بمثابة التزام.

وقال المسؤولون إن ” جون ر. بولتون ” مستشار الأمن القومي ومايك بومبو ، وزير الخارجية ، يدعمان الفكرة ومن جانب سياسي تقول الصحيفة بأن هذا التصنيف ستكون له عواقب وخيمة على العلاقات مع تركيا التي يعتبر رئيسها رجب طيب أردوغان ، مؤيدًا قويًا للإخوان.

كما أنه من غير الواضح ما هي العواقب التي ستترتب على الأميركيين والمنظمات  الأمريكية التي لها صلات بالجماعة وفقاً للصحيفة الأمريكية واسعة الإنتشار  .

إشكالية الدعم القطري

وكشف كتاب صدر حديثا في فرنسا، جوانب من الدعم السخي الذي تقدمه قطر  لتنظيمات الإخوان والشخصيات التي تروج أفكارا متطرفة تحت غطاء أكاديمي وخيري في عدد من دول أوروبا.

وأورد كتاب أوراق قطرية وهو تحقيق استقصائي على غرار “أوراق بنما”، أن قطر حولت مبالغ كبيرة إلى أوروبا لأجل دعم 140 مشروعا مرتبطا بتنظيم الإخوان الإرهابي.

وأوضح الكتاب، أن الدوحة دفعت مبلغا يصل إلى 72 مليون يورو لفائدة مجموعات إخوانية تنشط في سبع دول أوروبية. وفي منطقة واحدة فقط من فرنسا، وصل الدعم إلى 4.6 مليون يورو.

وذهبت 3 ملايين يورو من المبلغ لصالح ثانوية ابن رشد الثانوية في مدينة ليل، شمالي فرنسا، وهو ما يظهر سعي المشروع الإخواني إلى اختراق المؤسسات التعليمية لبث الأفكار المتطرفة.

وبحسب الكتاب، فإن المخابرات الفرنسية لم تكن غافلة عما تقوم به قطر، ففي إحدى المذكرات، حذرت من تقديم الدوحة دعما ماليا كبيرا لما يسمى باتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.

وقال الكتاب إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، طلب ضمانات من المسؤولين القطريين، بشأن محاربة تمويل الإرهاب وعدم تقديم دعم مالي سري لأنشطة داخل فرنسا.

ويبدي الكاتبان شكوكا في أن تكون قطر قد امتثلت لهذا الطلب الفرنسي الذي قدمه ماكرون، ويرجح الصحفيان أن تكون الدوحة قد واصلت سياستها في دعم الأذرع الإخوانية.

المرصد – متابعات