بالصور | خطوة واحدة يملكها قنونو للفصل في قضية ” المرتزق والميراج ” .. هل يفعلها ؟

ليبيا – نفى العقيد محمد قنونو الناطق بإسم قوات حكومة الوفاق سقوط أي طائرة لهم يوم الثلاثاء في أول رد منه بعد 12 ساعة من تمكن دفاعات القوات المسلحة إسقاط مقاتلة من طراز ” ميراج إف وان ” تابعة للكلية الجوية مصراتة التي تملك طائرتان فقط من هذا الطراز  معتبراً هذه الأخبار فبركة هدفها التشويش على الجولة الأوروبية التي يقوم بها فائز السراج هذه الأيام بهدف حشد الدعم لحكومته .

طائرتي الميراج التابعة للكلية الجوية مصراتة

تعليق قنونو الذي جاء متأخراً جداً وهو القيادي البارز في الكلية الجوية مصراتة منذ سنوات طويلة ، بدا متناقضاً مع مقاطع الفيديو والصور التي تثبت بأن أجزاء من حطام الطائرة وخاصة المحرك والذيل هو حطام يعود لطائرة ” ميراج ” التي لم تعد أي دولة تمتلك مثلا سوى أنغولا بينما تمتلك باكستان نسخاً مطورة منها .

https://youtu.be/LKvt_iTQ3h4

وجاء أيضاً بعد تخبط ، تارة يُعلن إعلام حكومة الوفاق بأن الطيار والطائرة تابعان لعملية صوفيا البحرية التي نفت بدورها كل هذه المزاعم جملة وتفصيلاً وتارة بأنها طائرة تدريب تحت الصيانة وتارة أخرى بأنها تابعة للأرصاد الجوية ، وهناك من قال بأنها تابعة لـ ” قوات الكرامة ” بل حتى أن البعض روج لنظرية مجنونة مفادها بأن الأمر مُفبرك برمته ومجرد تمثيلية قام بها اللواء عبدالسلام الحاسي ومن معه عبر ممثل دفعوا له لهذا الغرض ! .

في الأثناء صمتت الفضائيات الموالية للوفاق وفي غالبيتها مقربة من جماعة الإخوان المسلمين كامل اليوم مثل قناة ليبيا بانوراما وشبكة الرائد قبل أن تكتفي متأخرة بنشر نفي البرتغال لمسألة أن يكون المرتزق حاملاً لجنسيتها – وفقاً لإعترافه المبدئي –  محاولة ترويج هذا النفي عبر شاشاتها وصفحاتها على أنه نفي لصحة الواقعة برمتها ومتجاهلة لحقيقة وجود شخص أجنبي مُعتقل وحطام مُتناثر على الأرض !  .

في الكلية الجوية مصراتة ، كان هناك طائرتين من طراز ”  ميراج إف وان ” وأخرى من طراز ميغ 25 وجميعها طائرات كبيرة الحجم يتوافق حجمها مع حجم الحطام المتناثر في منطقة الهيرة أسفل غريان ولا يوجد أي طائرة أخرى داخل الخدمة بهذا الحجم ، جدير بالذكر أن هناك طائرة أخرى من طراز ميغ 25 لكنها معطلة ولازالت  .

ميغ 25 معطلة في قاعدة مصراتة الجوية – 2018

بداية مع طائرة ميغ 25 التي كانت داخل الخدمة فقد تم إسقاطها خلال محاولتها الإعتداء على الزنتان خلال عملية فجر ليبيا وتحديداً في السادس من مايو عام 2015 لتكون بذلك خارج إحتمال أن تكون الطائرة المحطمة أمس في الهيرة من هذا الطراز  .

وهذا يعني أنه لم يعد هناك إلا إحتمالين وهما أن تكون الطائرة المتحطمة في الهيرة إما ( ميراج أو ميراج ) ، الميراج الأولى أُعلن عن تحطمها جنوب مدينة العجيلات مساء 23 أبريل الماضي بعد إصابتها بنيران قاعدة الوطية بشكل لم يمكنها من مواصلة المسير نحو مصراتة أو الهبوط إضطرارياً في طرابلس فيما بقي مصير قائدها الذي عُثر على أغراضه مجهولاً .

وبذلك لم يتبقى إلا طائرة ” ميراج ” واحدة وهي المفترض بأنها تحطمت صباح الثلاثاء 7 مايو 2019 في الهيرة فيما ينفى العقيد محمد قنونو فقدانهم أي طائرة منذ إندلاع المعارك في طرابلس بينما يشكك الجيش في صحة إدعاء قنونو ، جدير بالذكر أيضاً أن كل طائرات الكلية الجوية مصراتة كبيرة الحجم قد تم طلائها باللون الرصاصي ماعادا طائرات الميراج بقيت بالأخضر والبني وهي ألوان تتطابق مع ألوان حطام طائرتي العجيلات والهيرة ويُرجح بأن قاعدة معيتيقة تمتلك واحدة منها تحمل الرقم 204 .

ألوان طائرة ميراج بالأخضر والبني والأسود – قاعدة مصراتة

أما على صعيد الطائرات الأقل حجماً ، تمتلك الكلية الجوية مصراتة طائرتين من طراز ميغ 23 تحطمت إحداها في ترهونة ضمن برنامج تدريبي من خلال قاعدة معيتيقة شهر ديسمبر 2016 وتوفي 2 من طاقمها على متنها فيما ظهرت الأخرى بالقاعدة خلال حرب البنيان المرصوص وقد تم تغيير دهانها من اللون الأخضر إلى اللون الرصاصي ولا يُعرف ما إذا كانت داخل الخدمة أم لا أسوة ببقية الطائرات التدريبية الصغيرة جداً من طراز L39 التي خضعت لتعديلات خارجية طفيفة تمكنها من القيام بعمليات قصف كانت في مجملها غير دقيقة لعدم تناسق أمكانياتها بشكل يخولها من ذلك  .

وللفصل في هذه المسألة بشكل يقطع الشك باليقين ليس هناك إلا وسيلة واحدة بغاية السهولة ، تتمثل في أن يخرج قنونو بمؤتمر صحافي من داخل الكلية الجوية مصراتة أو حتى في لقطات مسجلة خلال الـ 48 ساعة قبل نهاية الخميس أو أن يأخذ معه الصحافة المحلية والدولية في جولة يستعرض فيها وجود طائرتي ” الميراج ” وهي سليمة كما يزعم ليُخرس ألسنة المشككين في روايته ، وقد قامت الكلية بذلك سابقاً خلال حرب البنيان المرصوص لذى فأنه لا وجود لأي سبب يُذكر سيمنعها عن القيام بذلك اليوم .

ولأن الأمر يتعلق بحطام موجود على الأرض وطيار مرتزق تلاحقه التهم بقتل الليبيين بأموالهم و تتضارب الأنباء حول جنسيته وقد نُقل إلى السجن فهذا يعني وجود أدلة مادية موجودة فعلاً لدى الجيش لا تنفيها إلا أدلة مادية مثلها تملك أمر الفصل فيها حكومة الوفاق ووزير دفاعها فائز السراج الذي يطلق على نفسه لقب القائد الأعلى المسؤول عن كل هذه القوات  .. وذلك عبر إظهار كامل طائراتها للإعلام وخاصة طائرتي الميراج سوية وطائرة الميغ 23  وجميعها معروفة وموثقة بالطراز والنوع والرقم والتي يقول قنونو بأن أيً منها أو من غيرها لم يتحطم منذ إندلاع المعارك ، وبهذه الخطوة وحدها إن تمت من طرف الوفاق سيُحسم الجدل ويتبيّن لليبيين والعالم الصادق من الكاذب والمُفبرك للأخبار من الذي يجند المرتزقة بالفعل ويأمرهم بقصف الطرق والجسور بل ومواطنيه .. فهل سترى هذه الخطوة النور ؟! .

المرصد – خاص

Shares