مفوضية الأمم المتحدة تتهم قوات الوفاق بعسكرة مراكز المهاجرين وجعلهم عرضة للقصف الجوي

ليبيا – قال ” شارلي ياكسلي ” المتحدث بإسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أفريقيا وحوض المتوسط أن غارة جوية وقعت الليلة الماضية على بعد أمتار قليلة من مركز احتجاز مهاجرين في طرابلس .

وقال ” ياكسلي ” في تغريدات عبر حسابه الرسمي على تويتر وترجمتها صحيفة المرصد بأن الموقع الذي جرى القصف بقربه يضم أكثر من 500 لاجئ ومهاجر معتبراً أن الوضع لا يمكن أن يستمر ويجب نقلهم على وجه السرعة إلى بر الأمان.

وإتهمت المفوضية قوات حكومة الوفاق ضمنياً بالتسبب في هذا الأذى المحتمل للمهاجرين ، وقال المتحدث بإسمها :

” من غير المقبول استخدام مراكز الاحتجاز في طرابلس لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية فهذا يجعلهم هدفا للقصف مما يعرض حياتهم لخطر جسيم ، هذا انتهاك القانون الدولي الإنساني ويجب أن يتوقف ” .

يشار إلى أن قناة ليبيا بانوراما وشبكة الرائد الإعلامية وهما الذراع الإعلامي لحزب العدالة والبناء قد نقلتا الليلة الماضية عن مصدر عسكري مجهول بأن ” طيران حفتر يقصف مقر إيواء مهاجرين غير قانونيين في تاجوراء ويسفر عن سقوط عدد من الضحايا ” . قبل أن تنفي المفوضية وقوع أي ضحايا مزعومين وتؤكد بأن سبب الإستهداف هو تخزين السلاح في مقار إيواء المهاجرين في وقت كانت وسائل إعلام حكومية وموالية في طرابلس إضافة لرئيس الرئاسي فائز السراج قد ركزوا خلال الأسابيع الماضية تحذيرهم من أن الحرب ستسبب الضرر لمهاجرين ليتضح اليوم بأن جماعات مسلحة تخزن السلاح بينهم .

وفي 21 أبريل المنصرم نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً يسلط الضوء على إحتمال إجبار المهاجرين المحتجزين بمراكز الايواء التابعة لداخلية الوفاق على المشاركة من قبل من وصفتهم بـ”المليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق”  في العمليات العسكرية جنوب طرابلس.

صحيفة الغارديان الانجليزية نشرت روايات مرعبة لعدد من المهاجرين داخل أحد مراكز الايواء في تاجوراء شرق طرابلس في هذا التقرير الذي ترجمته صحيفة المرصد ( للإطلاع من المصدرلا إضغط هنا ) بأن المكان محاط بقناصة على أسطح المباني العالية ، مبينةً بان مركز الايواء يقع داخل معسكر.

وقال أحد المهاجرين المحتجز بمركز إيواء تاجوراء للصحيفة :” الليلة لن ينام أحد بسبب الخوف، يمكننا سماع صوت البنادق وانفجار القنابل بالقرب من مركز الايواء”.

وأضاف :” بينما يستعد المقاتلين الذين يسيطرون على تاجوراء للمواجهة  ، فإن بعض المئات من اللاجئين والمهاجرين داخل المجمع ، وفي مراكز ايواء أخرى بطرابلس ، يشعرون بالقلق من أنهم سيصبحون ضحايا وأهدافًا ، بعد إجبارهم على القيام بدور نشط في دعم الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق ” تقول الغارديان إن ” إجبار اللاجئين والمهاجرين المحتجزين على دعم المقاتلين قد يشكل جريمة حرب”.

وتابعت الصحفية السرد في تقريرها :” منذ أن بدأ تقدم حفتر في 4 أبريل ، أخبر المهاجرون واللاجئون في ثلاثة مراكز احتجاز صحيفة الغارديان أنهم أخرجوا من القاعات المغلقة وأُمروا بحمل الأسلحة ونقلها ، ونقل بعضهم إلى قواعد عسكرية في جميع أنحاء المدينة. وفي مركز رابع ، قال المعتقلون إن هناك أشخاص تم إقتيادهم من قبل المقاتلين ، لكنهم لا يعرفون ماذا حدث لهم”.

وكشف التقرير بأن رجال الشرطة العاملين بداخلية الوفاق والجنود المهاجرين على القيام بأعمال تنظيف وتحميل الأسلحة ، وقال أحد المهاجرين في رسالة أرسلها للغارديان باستخدام هاتف يحوزه بشكل سري :” إنهم يخبروننا إذا كنا نعرف كيفية إطلاق النار ، فسوف يجعلوننا نبقى معهم”.

وفي سياق متصل تداول نشطاء صوراً  على تويتر وفيسبوك من لقطات مصورة بثتها وكالة ” RUPTLY  ” الروسية يظهر فيها مجموعة أشخاص يتحركون بحذر في الصفوف الخلفية للقتال ضمن قوات الوفاق ، وقال هؤلاء المدونين أن هؤلاء المقاتلين ذو ملامح أفريقية وقد يكونون من المهاجرين الذين تتحدث عنهم الصحيفة البريطانية . المرصد

وأضافت الصحيفة بانها تحصلت على صور لمهاجرين غير شرعيين في ليبيا وهم يرتدون ما يبدو أنه زي عسكري وقال مهاجر آخر: “لقد غسلنا السيارات المليئة بدماء الجنود الذين قتلوا على جبهة الحرب ، وضعوا الجثث في السيارات العسكرية لا أشعر أنني بحالة جيدة ولكن ليس لدي خيار هنا. ”

وقالت جوديث ساندرلاند ، المديرة المساعدة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش في تعليق للصحيفة : “إن إجبار المدنيين على تخزين الأسلحة في منطقة حرب يعتبرعملاً قسريًا مسيئًا ، وقاسيًا بشكل غير قانوني ، ويعرضهم لخطر لا لزوم له ، إن جعلهم يرتدون الزي الرسمي يشير إلى أنهم يستخدمون كرهائن أو دروع بشرية ، وكلاهما جرائم حرب.”

وأضافت :” بدلاً من الضغط على المهاجرين المحتجزين في هذه الأنشطة الخطيرة ، ينبغي لجميع الأطراف اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين ، يجب على السلطات إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين تعسفياً وضمان سلامتهم “.

وأكد التقرير على وجود حوالي  6 الاف لاجئ ومهاجر محبوسين في مراكز احتجاز تقع  تحت سيطرة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية التابع للسراج شكلياً  ، كاشفاً على أن العديد من هذه المراكز تدار في الواقع من قبل المليشيات ، وأن جهاز مكافحة الهجرة لم تستجب لطلبات الغارديان بالتعليق..

وتابعت الغارديان :” قبل تصاعد القتال على مدار الأحد عشر يومًا الماضية ، تحدث أكثر من عشرة محتجزين حاليين وسابقين مع الغارديان عن تجاربهم في السخرة ، كانوا يعملون أحيانًا للحراس الليبيين في مراكز الاحتجاز ، وأحيانًا للأشخاص المرتبطين بهم ، بمن فيهم الأقارب”.

حيث قال اللاجئون والمهاجرون إنهم قاموا بتنظيف المنازل ، وشيدوا المباني في المزارع ، وقال مهاجر إريتري، تم القبض عليه في البحر في مايو 2018 :” إنها بمثابة معتقل ، إنها فرصة عظيمة للهروب من السجن المزدحم ، أو على الأقل سترى الشمس والهواء النقي أثناء العمل كمستعبدين ،  لا يتعين على النساء ترك المراكز للعمل ولكن بعض القاصرين قاموا بذلك حتى الأطفال دون السن القانونية يذهبون إلى هذا العمل الاستعبادي”.

ونقلت الصحيفة عن رجل آخر أن المحتجزين أجبروا على العمل لمدة أربعة أو خمسة أشهر متتالية ، قائلاً إنه بنى منازل للحراس العاملين في مديرية مكافحة الهجرة غير الشرعية ، وأضاف : “إذا توقفت عن العمل أو أخذت قسطًا من الراحة ، فسيبدأون في الصراخ بطريقة تهديد تخيفني  إذا حاول المهاجرون الفرار ، فسيقومون بإطلاق النار عليهم وفي بعض الأحيان تتم مكافأة العمال بالسجائر أو الخبز أو الخضراوات ، لكن في بعض الأحيان لا يحصلون على شيء ” .

وأكدت مصادر أخرى لصحيفة الغارديان بما في ذلك هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة ، انتشار ” أعمال السخرة ” في مراكز احتجاز المهاجرين بليبيا فيما أكد تقرير لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، صدر في ديسمبر الماضي إن المحققين وثقوا شهادات عن العمل القسري في ستة مراكز احتجاز بين عامي 2017 و 2018 ، بما في ذلك مركز تاجوراء طريق السكة

وختمت الصحيفة : ” في أكتوبر الماضي ، أشعل رجل صومالي يبلغ من العمر 28 عامًا النار في نفسه بمركز إحتجاز طريق السكة بعد أن غسل نفسه ببنزين حصل عليه من مولد كهرباء وصل إليه أثناء عمله ووفقًا لشهود عيان ، شعر عبد العزيز باليأس من فرصه في الخروج من هذا المكان وأكدت المنظمة الدولية للهجرة ووكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وفاته ، قبل بضعة أشهر ، وصف لاجئ آخر أنه يُجبر على العمل في مخزن أسلحة. ذات يوم ذهبت للعمل هناك. لديهم أسلحة مختلفة مثل الدبابات بصواريخهم وقنابل مختلفة. ”

المصدر : الغارديان

الترجمة : خاص – المرصد

 

Shares