الصغير: الاسلام السياسي والمليشيات المسلحة منعت السراج من تنفيذ إتفاق أبوظبي

ليبيا – قال الدبلوماسي والسفير السابق حسن علي محمد الصغير إن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج قد فشل في تكوين موقف دولي ضد الجيش، مشيراً إلى أن دبلوماسية السراج فشلت في الدفع بإتجاه قرار ضد الجيش لذلك هو يحاول إستدراك موقف أوروبي تبلور مسبقاً.

الصغير أكد خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج “غرفة الأخبار” الذي يذاع على قناة “ليبيا روحها الوطن” أمس السبت وتابعتها صحيفة المرصد على أنه ليس هناك دعوة لإنسحاب الجيش والعودة لاتفاق أبو ظبي الذي تراجع السراج عن هذه التفاهمات التي تمت برعاية دولية وأممية وكان سبب باندلاع الحرب.

وإعتقد أن الإسلام السياسي الذي يعد وزير إقتصاد الوفاق علي العيساوي جزء منه، يريد التصعيد مع فرنسا وألمانيا لصد الطريق أمام السراج من العودة لاتفاق أبو ظبي.

ونوّه إلى ان السراج بعد إنهاء جولته الأوروبية “الفاشلة” يحاول التوجه لبروكسل بالتزامن مع عقد قمة أوروبية يوم الاثنين المقبل التي من ضمن جدول أعمالها ملف الأزمة في ليبيا.

كما بيّن أنه لا حلول أخرى فالجيش لن يتراجع لما بعد 4 أبريل والحل السياسي الوحيد هو إتفاق أبو ظبي الذي ينص على وجود حكومة انتقالية تسير شؤون البلاد وإجراء إنتخابات بعد عام أو عام ونصف بالإضافة لدخول الجيش وقيادته سلمياً لطرابلس بهدف نزع سلاح المليشيات وإنهاء تواجدها بالعاصمه.

ويرى أن السراج واقعياً هو مسلوب الإرادة بدليل التصريحات والبيانات الرسمية الصادره عنه والموقعة باسمه والتصريحات الصحفية التي تصف القائد العام بمجرم حرب التي أغلق بها الطريق أمام أن يكون شريك مع القائد العام للجيش أو مع البرلمان، واصفاً إياها بـ”ملك التراجعات” الذي يتراجع عن أي أمر ليخدم مصلحته الشخصية.

وأشار الصغير إلى أن الموقف الدولي تغير تجاه السراج وحكومة الوفاق منذ سنتين بسبب تراجعه عن التزاماته الدولية من ضمنها إتفاق ابو ظبي الذي عقد بحضور الامم المتحدة وبرعاية الاطراف الدولية الفاعلة من ضمنها روسيا وفرنسا وبريطانيا وامريكا، مشدداً على أنه لا سلطة حقيقة له إلا على طرابلس ومحيطها لذلك هو لا يصلح ليكون شريك فعال للمجتمع الدولي ويلبي احتياجات الدول المجاورة في التأمين والاستقرار ومكافحة الهجرة وتأمين موارد النفط لبلاد.

وقال :”هذا ما أدركه المجتمع الدولي وسعوا كل الأطراف لتعديل الاتفاق السياسي مرة تلو الأخرى لكن السراج كان يقف دائماً في مواجهتها تارة يعطل من جهة مجلس الدولة وتارة برشوة الهيئة التأسيسية لإعداد مشروع الدستور، المواقف الدولية في غياب البديل لفائز السراج لم تكن تملك الأطراف الدولية إلا الاستمرار في التعامل والتعاطي ظاهرياً بإعلان دعمها لحكومة الوفاق”.

ولفت إلى أن السراج كان سينفذ إتفاق أبو ظبي لكن تم تهديده من قبل الإسلام السياسي والمليشيات التي تسلب إرادته في طرابلس محذرينه من مغبة السير في هذا الاتفاق، مضيفاً :”الاوراق تغيرت بالكامل السراج اغراه الكرسي وجد لنفسه الاعذار وشريكه في طرابلس هو الإسلام السياسي لاحظنا في 21 مارس إنتقل السراج لتركيا وقبلها كان في قطر وفي اجتماعه مع أردوغان أصدر المشري رسالة موجهة لرئيس البرلمان يطالب فيها إصدار دعوة لاستمرار لجنة تعديل الإتفاق السياسي في تهديد صريح وواضح للسراج وتحذيره من مغبة السير في إتفاق أبوظبي”.

وحمّل البرلمان ورئاسته جزء من مسؤولية ارتماء السراج في إحضان الإسلام السياسي لأنه كان عضو في مجلس النواب وعض المتنفذين في البرلمان كانت لديهم مصالح حزبية و فئوية ضيقة تهدف لتغيير السراج بشخصية أخرى وكان حينها من السهولة الارتماء في أحضان الإسلام السياسي والمليشيات في طرابلس.

الصغير إعتبر أن السراج يبحث عن مخرج لنفسه وجزء من اتفاق أبو ظبي كان يؤمن مخرج له، مبيناً أن الرئيس الفرنس رفض الإجتماع بكامل وفد السراج وأصر على لقاءه بمفرده وبذلك كانت ردة فعل الإسلام السياسي في طرابلس بتعليق الشركات الفرنسية والالمانية.

وقال إن القوات المسلحة وضعت المجتمع أمام مصداقيته على المحك، مستبعداً أن تكون قد طلبت الضوء الاخضر للتوجه لطرابلس خاصة أن المجتمع الدولي هو من كان يعطل تقدم القوات المسلحة في محاولة لتجنيب الحرب.

وإستطرد حديثه موضحاً :”أن السراج عندما ابلغ انه لن يستمر في اتفاق ابو ظبي والمشير أخبره حينها أنه لم يبقى امامه إلا الحل العسكري لذلك جاء رد الرد بأن دخول طرابلس لن يكون نزهة وسيكون صعب لكن الحديث لم يكن بالصيغة التي رواها السراج بالصيغة التهديدية فهو أضعف من قول ذلك”.

الصغير أعرب عن تمنياته بوقف إطلاق النار والتوصل لحل سلمي سياسي لإنهاء سيطرة ونفوذ المليشيات، معتقداً أن الجناح المتطرف الإرهابي موجود وقياداته برزت في معارك طرابلس التي سترفض إيقاف إطلاق النار وستستمر في مناوشة القوات المسلحة.

وإختتم حديثه مقترحاً أن يتم إيقاف إطلاق نار بخطوط المواجهة الحالية ودخول القوات المسلحة ووجود حكومة إنتقالية ترعى الانتخابات من أجل عدم إستمرار الأوضاع الحالية “المزرية” كما هي عليها في ظل تدفق العملات المحلية والصعبة للمليشيات والأطراف المتطرفة الموجودة غرب البلاد.

Shares