“خرجة سيدي بن عروس”…احتفالات صوفية تنير ليالي رمضان بتونس

تونس – احتضنت الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان المدينة بتونس العاصمة، امس عرض “خرجة سيدي بن عروس” للموسيقى الروحية.

انطلق المهرجان -الذي يتضمن 16 عرضا فنيا- في العاشر من مايو/أيار الجاري ويتواصل إلى غاية 31 من الشهر ذاته.

وبقرع الطبل والبندير، انطلقت “الخرجة” من مقام “سيدي بن عروس”، أحد أشهر الأولياء الصالحين، وسط المدينة العتيقة، تقودها فرقة العيساوية (طريقة صوفية)، مرورا بالأنهج (الشوارع) المتفرعة ووصولا إلى ساحة نهج التروبينال بنفس المدينة.

والخرجة هي عادة متوارثة، يتبعها المريدين تيمنا بالولي الصالح وعالم الدين التونسي أحمد بن عروس، الذي تنسب إليه الطريقة الصوفية “العروسية”.

وسيدي بن عروس ذاع صيته بفضل حسن مناقبه ودوره الكبير في نشر التعاليم الصوفية. وبنيت زاويته بأمر من السلطان الحفصي أبو عمرو عثمان في القرن التاسع الهجري/القرن الـ15 ميلادي، وأصبح اليوم جزء منها مكتبة عمومية، وجزء آخر مقر لرابطة الجمعيات القرانية.

وتميزت هذه التظاهرة بخروج جمع كبير من أهالي المنطقة رافعين السناجق والأعلام، ومصحوبين برقص روحاني ووصلات موسيقية مستمدة من الموروث الصوفي.

كما قام منشدو مجموعة “العيساوية” بالرقص على الأغاني الصوفية، مرددين أذكارا وأوراد وأدعية ومديحا نبويا.

وقال زهير شعيرات، وهو منشد ديني بفرقة العيساوية، للأناضول، أن هذه الخرجة تُعتبر ملتقى روحيا لأتباع الطرق الصوفية.

وأضاف: “قدمنا خلال هذا العرض مجموعة من الوصلات والنوبات التي تختص في مدح الرسول بعشق صوفي بلا حدود على غرار (العاطشة) و(قد همت)”.

من جهة أخرى، قال مروان الجمالي، شيخ بالعيساوية، للأناضول، إن هذه الطريقة الصوفية هي أصل الفنون حيث تعتمد على المقامات الموسيقية الصحيحة.

وأوضح أن إيقاعات ونوتات فن المالوف الأندلسي مستمد من روح موسيقى العيساوية. ودعا إلى ضرورة المحافظة على هذا الموروث الصوفي عن طريق إحياء مثل هذه الخرجات والتظاهرات.

ومهرجان المدينة هو تظاهرة فنية انطلقت أولى فعالياتها سنة 1983 ويتم تنظيمها تزامنا مع شهر رمضان من كل سنة.

 

الأناضول

Shares