ليبيا – نشرت صحيفة ” بوليتيكو ” الأمريكية العريقة واسعة الإنتشار اليوم الخميس تقريراً حول شركات الضغط والعلاقات العامة النشطة في الولايات المتحدة تطرقت فيه للعقد الذي وقعه رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مع شركة تسمى ” ميويكوري ” أملاً في الحصول منها على موقف لصالحه من إدارة دونالد ترامب .
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمت المرصد ماجاء فيه حول ليبيا ، بأن شركة ” ميركوري ” يبدوا بأنها قد تحصلت بالفعل على نتيجة لصالح حكومة الوفاق التي تتقاضي منها مبلغاً قيمته 150 ألف دولار شهريًا من إجمالي عقد سنوي قيمته 1.8 مليون دولار . للإطلاع من بوليتيكو إضغط هنا .
وتمثلت هذه النتيجة بحسب “صحيفةبوليتيكو ” في أن قامت سيدة تدعى ” بيث ديفالكو ” وهي عضو منتدب في شركة ميركوري بتسويق مقال رأي بقلم فايز السراج على منصة إخبارية لم تحددها لكن الصحيفة قالت بأن هذه المنصة هي صحيفة ” وول ستريت جورنال ” التي نشرت مقالاً بإسم السراج في زاوية مقالات الرأي الخاصة بها يستجدي فيه إدارة ترامب بالإنحياز لصالحه .
وإستندت الصحيفة في ذلك على عقد وقعته ” بيث ديفالكو ” للعمل لصالح حكومة الوفاق ووثقته في وزارة العدل بحسب ما ينص عليه القانون الأمريكي الذي يجبر هذه الشركات على الكشف عن تعاقداتها مع زبائنها الأجانب ، وقد إطلعت المرصد على نسخة من العقد الموقع بتاريخ 28 أبريل 2019 بينما نشرت ” صحيفة وول ستريت جورنال ” مقال السراج بتاريخ 9 مايو التالي أي بفارق 10 أيام تقريباً من تلقي الشركة أول دفعة مالية قيمتها 150 ألف دولار .

عبر حسابها الرسمي على تويتر الذي طالعته صحيفة المرصد ، قامت ” بيث ديفالكو ” بمشاركة مقال السراج المنشور عبر موقع ” وول ستريت جورنال ” ضمن عمل من أعمال شركتها التي تتقاضي 150 ألف دولار شهرياً للقيام بهكذا أعمال فيما لا يظهر حسابها أي إهتمام سابق لها بالشأن الليبي قبل تاريخ توقيعها وشركتها لهذا العقد ، ليتبيّن بأن نشر الصحيفة لذلك المقال لم يكن لقناعتها به أو بكاتبه على مايبدوا كما روجت بعض وسائل الإعلام المحلية الموالية لحكومة الوفاق، بل أن العملية برمتها كانت نتاج عمل مُسبق الدفع من خزائن الشعب الليبي لهذه الشركة وفقاً لما أشارت له صحيفة ” بوليتيكو ” صراحة وضمنياً.
في الافتتاحية ، ناشد السراج الرئيس دونالد ترامب – الذي قالت ” بوليتيكو ” بأنه عكس وبشكل غير متوقع السياسة الأمريكية في ليبيا من خلال تأييد خليفة حفتر الذي يقاتل حكومة السراج – طلبًا للمساعدة. وكتب السراج :
“لمنع حرب أهلية دموية ذات تداعيات عالمية ، تحتاج ليبيا إلى الولايات المتحدة للمساعدة في منع الدول الأخرى من التدخل في شؤوننا”. “ما زلت آمل أن ينجح الرئيس ترامب حيث فشل الرؤساء السابقون ، وأنه سيستخدم سلطته لخلق السلام والاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة ككل”. وتجدر الإشارة إلى ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كثير الكتابة والنشر لمقالات الرأي الخاصة به عبر ذات الصحيفة .
وتحصلت صحيفة المرصد الليبية مطلع مايو الجاري على نسخة من عقد وقعته حكومة الوفاق مع شركة ضغط وعلاقات عامة في واشنطن كمحاولة منها للحصول على تغير في موقف الإدارة الأمريكية لصالحها بعد أن أدارت لها هذه الإدارة ظهرها على ما يبدوا ، كما أنها محاولة من رئيس الرئاسي فائز السراج للحصول على دعم من أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي المعارض لترامب أو حتى الجمهوريين وبعض وسائل الإعلام الأمريكية .
من جهته أكد موقع ” المونيتور ” الأمريكي الإخباري المتخصص في شؤون الشرق الأوسط توقيع حكومة الوفاق صفقة بقيمة مليوني دولار مع شركة ” ميركوري للشؤون العامة ” للضغط على الكونغرس وإدارة دونالد ترامب بعد أيام فقط من التقارير التي تفيد بأن الرئيس دعم المشير خليفة حفتر المناوئ لهذه الحكومة وهذا المبلغ الذي أعلن عنه الموقع متطابق تماماً مع المبلغ المدرج في صورة العقد الذي تحصلت المرصد على نسخة منه .
وبموجب هذا العقد الذي تحصلت عليه المرصد ، فقد وقعت حكومة الوفاق الوطني عقدًا لمدة عام مع شركة ” ميركوري ” في 25 أبريل المنصرم بعد أيام من تقارير تفيد بأن ترامب قد أظهر دعمًا لعملية حفتر في طرابلس من خلال الإعلان عن مكالمة هاتفية جرت بينهما مطلع الشهر ، كما يعتبر الكشف عن هذا العقد تفسيراً منطقياً لما حاولت وسائل إعلام الإخوان المسلمين مثل قناة ليبيا بانورما تسويقه اليوم الأربعاء عن وجود تغيير وشيك في الموقف الأمريكي والدولي ، كالعادة نقلاً عن مصادر مجهولة لم تسمها .
وقد وقّع نيابة عن حكومة الوفاق شخص يدعى يوسف المبروك إتضح بأنه مدير مكتب فائز السراج دون أن يتضح ماهو السند القانوني المحلي الذي يسمح له بالحصول على هذه المبالغ وإستخدامها في مثل هذه الإستخدمات خارج القانون المالي للدولة الليبية ، تجدر الإشارة أيضاً إلى أن السراج كان قد عين المبروك في منصب نائب رئيس المؤسسة الليبية للإستثمار في فبراير الماضي ما يطرح أيضاً علامة إستفهام عن إحتمال توظيف أموال المؤسسة لصالح شركة دعاية وعلاقات ! .

وكشفت هذه المستندات بأن قيمة العقد ستقسم على دفع مبلغ 500،000 دولار كل ربع سنة من الرسوم والمصروفات ، مع دفع القسط الأول مقدماً وفي ذات الصدد لم تستجب الشركة ولا حكومة الوفاق لطلبات التعليق من موقع ” المونيتور ” لكن الخبراء يقولون إن العقد الباهظ هو علامة على أن هذه الحكومة تشعر بقلق عميق حيال احتمال تحول الولايات المتحدة عن العملية التي تدعمها الأمم المتحدة لصالح حفتر .

وقال مسؤول أمريكي رفيع سابق مشارك في ليبيا للمونيتور إن شركة ” ميركوري ” تعاملت أولاً مع حكومة الوفاق الوطني كعميل محتمل سنة 2016 من خلال سفيرة ليبيا في واشنطن وفاء أبوقعيقيص لكن الوفاق رفضت الشركة بسبب ارتفاع التكاليف ، حيث بحث السراج تعيين مبعوث خاص للولايات المتحدة.
وقال هذا المسؤول لموقع المونيتور “الليبيون دائماً ينتظرون حتى يجبرون على دخول منطقة الذعر ثم يبحثون عن تحالفات كانت ميركوري متاحة لهم ، وعندما حدث هذا أدركوا أنهم بحاجة إلى بعض السبل للوصول إلى واشنطن .”
وتعتبر شركة ” ميركوري ” شركة ناشئة في هذا المجال ولا تملك باعاً طويلاً فيه وقد ذكرت في تقرير تحقيق حديث كجهة مرتبطة بفساد خلال حملات علاقات عامة أشرفت عليها حتى أن إجمالي الصفقات التي وقعتها طيلة سنة 2017 مع 49 زبون لم يتجاوز مبلغ 1.8 مليون دولار فيما تحصلت الآن من حكومة الوفاق لوحدها على مبلغ 2 مليون دولار !!
وكان معيتيق أيضاً قد وقع عقداً مع شركة علاقات أمريكية للعمل لصالحه في واشنطن .
https://www.facebook.com/1707659659469302/posts/2352019668366628?sfns=mo
وفي ما يلي كامل نسخة العقد الذي وقعه السراج :