“الدموع الزرقاء المتلألئة” ظاهرة غريبة تخفي سموما وراء جمالها

الصين – طور العلماء طريقة تستخدم الأقمار الصناعية لتتبع العوالق المضيئة المسؤولة عن إنتاج “الدموع الزرقاء” في المياه الساحلية للصين.

ووجد علماء من الصين والولايات المتحدة أن هذه المخلوقات البراقة أصبحت أكثر وفرة في السنوات الأخيرة، وفقا لدراسة نشرت الأربعاء 12 يونيو، في مجلة Geophysical Research Letters.

وتلمع العوالق التي يطلق عليها اسم Noctiluca scintillans باللون الأزرق الفاتح عندما تشعر بالانزعاج، إما بسبب السباحين أو الأمواج أو القوارب المارة.

ويمكن رؤية الأضواء الزرقاء والتي تسمى غالبا “الدموع الزرقاء” بعد حلول الظلام على العديد من شواطئ الصين، وأصبحت مؤخرا من المعالم السياحية الرئيسية في البلاد.

وعلى الرغم من أن “الدموع الزرقاء” تبدو جذابة، إلا أنها في الواقع سامة للحياة البحرية وكذلك للبشر، ولذلك طور الباحثون طريقة تعتمد محطة الفضاء الدولية والأقمار الصناعية التابعة لوكالة “ناسا”، لتتبع Noctiluca scintillans، وهي كائنات وحيدة الخلية موجودة في المياه الساحلية في الكثير من أنحاء العالم، وخاصة الصين، ما يمكن أن يساعد في الحد من الضرر الذي يلحق بالحياة البحرية.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة تخلق مناظر طبيعية خلابة ورائعة، إلا أنها تنتمي إلى أحد أشكال المد الأحمر، وهو ظاهرة طبيعية بيئية تحدث بسبب ازدهار مؤذ لنوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار أو البحيرات.

وتتبع العلماء ازدهار “الدموع الزرقاء” في بحر الصين الشرقي بين عامي 2000 إلى 2017، وكشفت التحاليل أن المخلوقات البراقة يمكنها البقاء على قيد الحياة بعيدا عن الشاطئ وفي المياه الدافئة أكثر مما كان يعتقد سابقا.


صورة أقمار صناعية لبحر الصين الشرقي تظهر نباتات Noctiluca شرق خليج هانغتشو

وأصبح ازدهار هذه المخلوقات البراقة أكثر تواترا في السنوات الأخيرة، والتي اقترح الباحثون أن سد الممرات الثلاثة الذي تم تدشينه عام 2003، هو السبب الكامن وراء هذا الازدهار.

وربما تكون النفايات التي تلقى في نهر اليانغتسي، هي التي تمد الكائنات المضيئة بجرعات هائلة من العناصر الغذائية التي تحتاجها للنمو.

ويقول العلماء بقيادة لين تشي: “الطريقة الجديدة لتتبع هذه المخلوقات، يمكن أن تساعد الباحثين على تتبع المد الأحمر الضار بشكل أفضل وتعزيز السياحة على الساحل الشرقي للصين”.

وإذا كان لدى الباحثين فكرة أفضل عن موعد ومكان حدوث هذه الظاهرة المثيرة، فإنه يمكن استخدام المعلومات لإبلاغ السياح عن أفضل فرصة لرؤية “الدموع الزرقاء المتلألئة”.

 

المصدر: ميرور

Shares