الحويج: السراج أثبت عدم جديته للوصول إلى حل سياسي وأصبح ناطقاً باسم المليشيات

ليبيا – اتهم وزير خارجية الحكومة المؤقتة عبد الهادي إبراهيم الحويج قطر وتركيا وإيران بدعم الميليشيات المسلحة في طرابلس من خلال السفن والشاحنات، مؤكداً أن الدول الغربية تعي تماماً أن الجيش هو الجسم النظامي الذي يتكون من جميع أطياف الشعب الليبي لكن مصالحهم تغلبت على مواقفهم لذلك تتخبط.

الحويج أشار في تصريح لـ”الشرق الأوسط” اللندنية إلى أن الأتراك يعتقدون أن الفرصة حانت لهم للتدخل في شؤون المنطقة مجدداً وذلك من خلال دعم الإسلام السياسي لذلك يتبنى الحزب الحاكم في أنقرة هذا التيار في كل الدول المنطقة، لافتاً إلى أن قطر تطمح دائماً لأن تكون مركز نفوذ بدليل ترحيبها بدعم الفكرة ذاتها المتمثلة في الإسلام السياسي مدخلاً لتوسعة أجندتها.

وفي معرض حديثه عن موقف البيت الأبيض من المعركة العسكرية في طرابلس قال الحويج إنه يستمع للجميع وهذا حال السياسة الأميركية لكن بتقديريه فإن الأميركيين لن يتأثروا بالادعاءات الزائفة وهم يدركون أن الجيش دخل العاصمة لتحريرها من الإرهاب ومحاولة فرض الاستقرار الذي دعا إليه اتفاق أبوظبي.

وبخصوص فرص استئناف العملية السياسية في البلاد مرة ثانية أعربت عن ترحيبهم بطبيعة الحال بكل المقترحات والدعوات ما دام أن ذلك يصب في مصالح الشعب الليبي، مبيناً أن المشكلة هي أن الطرف الآخر أي رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أثبت عدم جديته في اللجوء للحل السياسي بدليل تمترسه وراء الميليشيات والأسوأ من ذلك أنه أصبح تقريباً الناطق باسمها بحسب قوله.

كما تابع الحويج موضحاً” أنه لا غنى عن العملية السياسية ولا بد من إنهاء حالة الاقتتال والانقسام السياسي والمجتمعي لكن يجب أيضاً تمهيد المناخ للعملية السياسية بالقضاء على فوضى السلاح والميليشيات إذ لا يستقيم الحديث عن انتخابات وحياة ديمقراطية ووجود دولة من الأساس في ظل استمرارهما بالمشهد ولا يمكن أن نقبل بحوار مع أي جهة تدعم الإرهاب أو تمثله”.

واستبعد ما ردده البعض من أن زيارة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر لروسيا مؤخراً تروم محاولة جذب “الدب الروسي” بأسلحته القوية لدعم الجيش في معركة تحرير طرابلس، مبرزاً أن حفتر زار روسيا مرات عدة كما زار دولاً مختلفة فاعلة بهدف توضيح وجهات النظر من دون منح أي وعود بالتسليح.

أما بشأن موقفه من المبعوث الأممي غسان سلامة انتقد الحويج موقف هذا الأخير واتهمه بعدم الموضوعية إثر وصفه معركة طرابلس بأنها”نزاع مسلح” ومساواته بين الجميع باعتبارهم أطرافاً مسلحة.

وحول مزاعم وجود زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في ليبيا أكد على أنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع بشأن وجود البغدادي في الأراضي الليبية إلا أن ثمة إشارات تشير إلى احتمالية ذلك، لافتاً إلى أن الجيش عاقد العزم على اجتثاث الإرهاب في مناطق الجنوب خاصة بعد رصد عدد من المواطنين بعض العناصر المسلحة داخل سيارات مدججة بالمدافع تعلوها رايات سوداء في مدن الجنوب والغرب فضلاً عما توارد في وسائل الإعلام من ظهور البغدادي مع عدد من أنصاره وهو يدعوهم إلى توجيه عملياتهم الإرهابية ضد قوات الجيش بالجنوب.

في سياق ذلك تطرق الحويج إلى الأوضاع في مدينة درنة معلقاً على أن المدينة بدأت تنهض بعد تحريرها من قبضة الإرهاب منتصف العام الماضي أما بخصوص العملية التفجيرية التي أعقبت الزيارة وتحديداً تفجير سيارتين ملغومتين استهدفتا وحدة عسكرية تابعة للجيش بالمدينة فهذا دليل على إصرار الإرهابيين تدمير كل ما له صلة بتعايش الأديان في ليبيا ككل ودرنة رمز لهذا التسامح والتعايش.

ونفى وزير الخارجية بالحكومة المؤقتة ما يصوره البعض بأن الحكومة المؤقتة ومستقبل الحكم في ليبيا رهينة لدى قائد الجيش، مضيفاً أن قيادة ليبيا التي نراها مستقبلاً ليست رهناً بيد أحد فهي تخضع فقط لكلمة الشعب من خلال صناديق الاقتراع والمعركة الراهنة هي معركة الجيش المصيرية لتحرير عاصمة البلاد لا معركة شخصية بعينها وبالتالي فالحكومة المؤقتة تقف خلفها بكل قوة.

Shares