ليبيا – قال ” فينيسنت كوشتيل ” المبعوث الأممي الخاص بشؤون اللاجئين في منطقة البحر أنه يكرر نفس رسالته في أول تعليق له على ” الضربة ” التي وقعت فيما وصفه بـ ” سجن تاجوراء ” .
وأكد كوشتيل في تدوينة عبر حسابه الرسمي على تويتر أن رسالته هي ” لا للمزيد من إعادة المهاجرين واللاجئين إلى ليبيا حيث يتم نقلهم إلى مراكز الاحتجاز ويتعرضون لسوء المعاملة ، ويُحتجزون تعسفًا لفترة طويلة ، وأحيانًا يتعرضون للاتجار ويقتلون كما حدث الليلة الماضية ” .
ومن جانبه ندد ” فيليبو غراندي ” رئيس المفوضية الأممية للاجئين بمقتل عدد من المهاجرين واللاجئين في مركز احتجاز تاجوراء وقال : ” يجب ألا يتم احتجازهم ؛ يجب ألا يكون المدنيون هدفا ؛ ليبيا ليست مكان آمن للعودة. وبالطبع ” .
وفي سياق متصل قال شارلي ياكسلي المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في تصريح لرويترز :” لا يمكننا التأكيد من المسؤول عن الهجوم الذي إستهدف مركز إيواء تاجوراء للمهاجرين “.
وقبل نهاية أبريل الماضي أكد ” كوتشيل ” شبه إنعدام تسجيل أي حالات لمغادرة مهاجرين من ليبيا منذ إندلاع المعارك في طرابلس .
وقال ” كوتشيل ” في تغريدة حسابه الرسمي على تويتر وترجمتها المرصد : ” من الجدير بالملاحظة أنه في على الرغم من الحرب في طرابلس لا قوارب تحمل مهاجرين ولاجئين يغادرون من هناك ” .
وأرجع المسؤول الأممي هذا التراجع لأن ميليشيات معروفة بتورطها في الاتجار بالبشر مشغولة جداً في القتال بطرابلس للبقاء على قيد الحياة .
وختم ” كوتشيل متسائلاً بإستغراب : ” من سمح لهم بالعمل والإفلات التام من العقاب ” وذلك في إشارة منه لعملهم حالياً كمقاتلين في صفوف حكومة الوفاق رغم ما إرتكبوه من فظاعات أودت بحياة عشرات آلاف المهاجرين غرقاً طيلة السنوات الماضية .
ويُتهم المجلس الرئاسي ورئيسه رفقة إيطاليا وخاصة وزير داخليتها سالفيني وبدرجة أقل الإتحاد الأوروبي من قبل عدة منظمات حقوقية إقليمية وأوروبية بالتسبب في تكديس المهاجرين في ليبيا من خلال إتفاقيات مبرمة بين هذه الأطراف قامت روما بموجبها بإعادة آلاف المهاجرين إلى ليبيا من وسط المياه الليبية والدولية مقابل مُنح ومساعدات مالية وبرامج إعادة طوعية وحتى ” دعم سياسي ” .
وفي 8 مايو الماضي طالبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإجلاء اللاجئين والمهاجرين المتواجدين في مراكز الاحتجاز في مناطق النزاع في طرابلس إلى أماكن آمنة، وذلك بعدما ضربت غارة جوية هدفاً ليلة 7 مايو يبعد أقل من 100 متر عن مركز احتجاز تاجوراء، حيث يقبع فيه أكثر من 500 لاجئ ومهاجر وهو ذاته المركز الذي وقع به حادث الليلة الماضية .
وأضافت يومها في بيان : ” يوجد حالياً أكثر من 500 شخص محتجزين في تاجوراء، تعرض اثنان منهم للإصابة وهما بحاجة لمساعدة طبية. عندما اشتدت الأعمال القتالية في وقت متأخر من الليلة الماضية، وجد اللاجئون والمهاجرون أنفسهم محاصرين في الداخل وغير قادرين على الفرار إلى بر الأمان ” .
وتابعت : ” نظراً للعنف المستمر في طرابلس والمخاطر الواضحة على الأرواح، بات من الملح أكثر من أي وقت مضى أن يسمح المسؤولون عن هذه المراكز بالإفراج الفوري عن الأشخاص المحتجزين هناك حتى يمكن نقلهم إلى مكان آمن ” .
وقال فينسنت كوشتيل، المبعوث الخاص للمفوضية لوسط البحر المتوسط: “بكل بساطة فإن المخاطر غير مقبولة في هذه المرحلة. يواجه الأشخاص الموجودون داخل مراكز الاعتقال في طرابلس مخاطر متزايدة، مما يجعل من الحيوي إخراجهم على الفور بعيداً عن الأذى”.
ووفقاً للمفوضية لم تجرِ عمليات إجلاء خارج ليبيا منذ نقل 146 شخصاً إلى إيطاليا في 29 أبريل. وتحث المفوضية المجتمع الدولي على توفير المزيد من فرص الممرات الإنسانية والنقل.
وكان من اللافت أن المفوضية عبرّت يوم 8 مايو عن قلقها أيضاً إزاء استخدام مراكز الاحتجاز لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية، حيث يمثل استخدام البنية التحتية المدنية بهذه الطريقة انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي ويجب تجنبه بكافة الوسائل.
المرصد – متابعات

