ليبيا – ألقت الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة باللوم في مأساة الغارة الجوية على سياسة الاتحاد الأوروبي في الشراكة مع الميليشيات الليبية لمنع المهاجرين من محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا وفقاً لتقرير نشرته وكالة ” أسيوشيتد برس ” الأمريكية اليوم الخميس .
وفي تقرير تابعته وترجمته المرصد ، قالت الوكالة أن منتقدو برنامج الاتحاد الأوروبي يعللون ذلك لتركه المهاجرين تحت رحمة المتجرين الوحشيين أو محتجزين في مرافق الاحتجاز بالقرب من الخطوط الأمامية للقتال وغالبًا دون طعام وماء كافيين.
ونقلت الوكالة عن مهاجرين نجوا من الغارة الجوية التي وقعت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء قولهم ” إن ميليشيا محلية قد جندتهم للعمل في ورشة أسلحة مجاورة ” .
ومن جهتها قالت ” دانتيلا روفيرا ” مستشارة الأزمات الرئيسية في منظمة العفو الدولية والمحققة في جرائم الحرب أن المهاجرين أجبروا على العمل في مقر المليشيا المجاورة وكان من بين ماعملوا عليه ” تنظيف وتجهيز الأسلحة “مما جعلهم أهدافاً للقصف الجوي .
#Migrants who survived the deadly airstrike on a detention center in #Tajoura , #Libya , said they had been conscripted by a local militia to work in an adjacent #weapons workshop – potentially making them a target https://t.co/tqZLf5YczW pic.twitter.com/vxhDfowP83
— Donatella Rovera (@DRovera) July 4, 2019
وأكدت الوكالة إن تخزين الأسلحة في هذه المنشأة بتاجوراء ، شرق طرابلس ، ربما جعلها هدفًا للجيش الوطني الليبي والذي يخوض حربًا مع مجموعة من الميليشيات المتحالفة مع حكومة ضعيفة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة في العاصمة.
وأضافت : ” ألقت حكومة طرابلس باللوم على الجيش الوطني الليبي وداعميه الأجانب ، يقول الجيش ، بقيادة المشير خليفة حفتر ، إنه استهدف موقعًا قريبًا للميليشيا ، لكنه ينفي ضرب الحظيرة التي يحتجز فيها المهاجرون ” .
وكشفت الوكالة عن وجود حوالي 6000 مهاجر ، معظمهم من أفريقيا ، محتجزون في مراكز الاحتجاز الليبية بعد اعتراضهم من قبل خفر السواحل الممول من الاتحاد الأوروبي ، وفي تاجوراء لوحدها ، يحتجز مئات المهاجرين في عدة حظائر بجوار ما يبدو أنه مخبأ للأسلحة.
وأخبر مهاجران وكالة أسوشيتيد برس أنه ” كان يتم إرسالهما ليلاً ونهارًا إلى ورشة عمل المليشيا داخل مركز الاحتجاز لمدة شهور وقال مهاجر شاب محتجز في تاجوراء منذ نحو عامين نقوم بتنظيف المدافع المضادة للطائرات ، رأيت كمية كبيرة من الصواريخ والقذائف أيضا.”
روى مهاجر آخر رحلة دامت عامين تقريبًا فر خلالها من الحرب في بلده الأصلي وتم نقله من مهرب إلى آخر حتى وصل إلى الساحل الليبي وصعد على متن قارب اعترضه خفر السواحل ، ونقله فيما بعد إلى تاجوراء ، حيث أصيب في غارة جوية يوم الأربعاء.
وقال “لقد هربت من الحرب لأأتي إلى هذا الجحيم في ليبيا ، أيامي مظلمة.” وطلب المهاجرون عدم نشر أسمائهم وجنسياتهم خوفًا من الانتقام.
ومن جهته أعلن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الخميس تلقيه تقارير عن قيام الحراس بإطلاق النار على المهاجرين أثناء محاولتهم الفرار بعد الغارات الجوية.
على الرغم من الغضب الدولي الذي أعقب الغارة الجوية ، قالت جماعات الإغاثة إنه لا توجد خطط لإجلاء المهاجرين وأنه لا يوجد مكان آمن لهم في طرابلس.
وقالت صفا مشلي ، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة: “لسنا على علم بخطط نقل المهاجرين الذين ما زالوا في تاجوراء ، لا ينبغي إعادة الذين تم اعتراضهم أو إنقاذهم في البحر إلى ليبيا ، حيث سيواجهون نفس الظروف غير الإنسانية”.
المصدر : أسيوشيتد برس
المرصد – متابعات