ليبيا – رصدت مؤسسة ماكسار الأمريكية إحدى أكبر مؤسسات أبحاث الفضاء في الولايات المتحدة ذات مشاريع الشراكة الإستراتيجية مع وكالة ناسا وحكومات عواصم أوروبية وآسوية كبرى صوراً الخميس بالأقمار الصناعية إلتقطتها الأربعاء من موقع مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في منطقة تاجوراء بعد ساعات من الحادث المروع الذي وقع فيه .
بينت الصور التي نشرتها المؤسسة ووزعتها على وسائل إعلام دولية منها وكالة أسيوشيتد برس وتلقت المرصد نسخ منها أيضاً وجود آثار إنفجارين في المكان ، كان الأول في مبنى خرساني على شكل مربع تتوسطه ساحة يقع على يسار مبنى إيواء المهاجرين المنكوب ” الهنغر ” وتظهر الصورة أن صاروخاً أو قنبلة إخترق سقف خرساني وهذا الموقع بالأساس هو مقر عسكري تشغله كتيبة الضمان المشرفة على المركز بشكل شبه مباشر أما آثار التفجير الآخر فكان في مقر الإيواء يمين هذا المبنى .
الصحفي الإستقصائي الأمريكي بصحيفة نيويورك تايمز ” إيفان هيل ” نشر إحدى صور الأقمار الصناعية معلقاً بالقول : ” هناك شيئ مهم ، يبدو أن هناك ثقبًا وأدلة على وجود حطام م في المبنى باتجاه الغرب ( يسار ) حيث العلامة باللون الأحمر ، مما قد يشير إلى وجود غارة جوية على هدف بجوار مركز احتجاز المهاجرين ( المبنى الذي في إتجاه اليمين ) “.
Importantly – there seems to be a smaller hole and evidence of blown-out debris in the building to the west, marked here in red, which could indicate that there was an airstrike on a target next to the migrant detention facility. pic.twitter.com/yFxJsG3Ueg
— Evan Hill (@evanchill) July 3, 2019
وبالتمعن في هذه الصورة والقصف الذي يتحدث عنه الصحفي الأمريكي يتبين بالفعل أن هناك مابدا أنها آثار غارة جوية في المبني المقابل لمبيت المهاجرين وتبدوا بأنها من الأعلى إلى الأسفل لتسببها في ثقب بالسقف الخرساني رافقها تفجير عنيف إمتدت قوته التفجيرية إلى اليمين في إتجاه ” هنغر المهاجرين ” وإلى اليسار في مختلف أنحاء مقر كتيبة الضمان ، وهو ماكان يعنيه الباحث الأمريكي فيما يبدوا .
عقب ثواني أظهرت اللقطات مجموعة من المهاجرين يركضون فارين قادمين من ناحية الموقع المستهدف – أي مقر الكتيبة – في إتجاه ممر إسفلت يفصل بين الهنغر وموقع الغارة الأمر الذي كان سيطرح علامة إستفهام عن سبب وجودهم في تلك الرقعة خارج مقر الإيواء ومحيطه لولا أن بعضاً منهم أكدوا يوم أمس الخميس لوكالة ” أسوشيتد برس ” أن عدداً منهم كان مجبراً على العمل قسراً في مقر الكتيبة في عدة أنشطة منها تنظيف وتحميل الأسلحة . للإطلاع على شهادتهم إضغط هنا .
فور القصف الأول ، أظهرت اللقطات أيضاً حالة من الهرج والمرج رافقها خروج بعض المهاجرين من الهنغر في إتجاه الساحة وما بين الساعة 11 ليلاً و 30 دقيقة وحتى الساعة 11 ليلاً و37 دقيقة إضافة لأشخاص يحملون أغراض مجهولة في أيديهم ثم يظهر عناصر من حراس الموقع بالزي الأزرق رفقة عناصر مدنية بعضهم يحمل أجهزة لاسلكي ومسدسات قادمين من موقع القصف الأول وفي عمل صادم يبدوا أنهم قد طلبوا من كل المهاجرين الذين خرجوا هلعاً إلى الساحة العودة إلى داخل الهنغر وهو ما تم بالفعل عوضاً عن إجلائهم منه .
عند الساعة 11 ليلاً و 39 دقيقة تظهر اللقطات أن كل المهاجرين في الخارج قد جرى إدخالهم مجدداً إلى الهنغر مجدداً بينما لازال الدخان الناتج عن قصف موقع الضمان يتجه نحوهم ثم تظهر سيارة من نوع ” تيوتا – تاندرا ” لون رصاصي غامق غير مسلحة وهي قادمة في إتجاه شمال الهنغر ولكنها إنعطفت وإستدارت بشكل مفاجئ قبل أن يحدث قصف أو إنفجار ضرب واجهة الهنغر ليخرج العشرات من المهاجرين وهم يركضون في كل الإتجاهات ويتفقدون مكان الضربة . ويتسائل بعض الخبراء عن منطقية نظرية القصف الجوي لموقع ما بعد ربع ساعة من قصفه للمرة الأولى على إعتباره موقعاً معادٍ لأن هذا الوقت كفيل بأي أهداف للمغادرة .
في ذات السياق حصلت صحيفة المرصد على هذ اللقطات لإنفجار ضخم صدر من الموقع الأول ( كتيبة الضمان ) بعد دقائق من القصف ولكن لا يعرف عن ما اذا كان هو السبب في الضرر الذي لحق بواجهة مركز الإيواء من عدمه ، كونها مهمة متروكة لفرق التحقيق كما أن الأمر برمته لازال في خانة الفرضيات ، مع ذلك تجدر الإشارة إلى تطابق في مسألة مهمة وتظهر في هذا المقطع وهي وجود فرق دقائق أيضاً بين الضربة الأولى والتفجير في الهنغر المنكوب كما هو مبين في مقطع كاميرا المراقبة أعلاه أي أن تطابقاً ما يوجد بين المقطعين .
يوم الجمعة أصدر مجلس الأمن ” بيان صحافي ” لا يرقى لمستوى بيان رئاسي أو قرار كانت بريطانيا قد إقترحته على الدول الأعضاء لإدانة الحادث بعد فشلها الأربعاء في تمرير قرار أحبطته الولايات المتحدة ، لكن البيان الذي صدر اليوم بالفعل لم يشر بالإدانة إلى أي جهة في وقت أكدت فيه الأمم المتحدة في بيان صدر الخميس عن مكتبها للشؤون الإنسانية بأن المهاجرين في الموقع المنكوب كانوا عرضة للإستهداف بسبب عسكرة موقعهم إضافة لتعرضهم لإطلاق النار من الحراس أثناء محاولتهم الفرار من القصف .
المرصد – خاص
صور أخرى من الموقع المستهدف بالضربة الأولى :