كندا – هل ملح الليمون آمِن وصحي للجسم أم يجب أن نبتعد عن استخدامه في نظامنا الغذائي اليومي؟ سؤال قد يحيّر كثيرين، لكن لمعرفة ما هي فوائد ملح الليمون وأضراره، علينا في البداية التعرف عليه أكثر، ومما يُصنّع ولما قد تنتج تحذيرات من استخدامه.
ما هو ملح الليمون في بداية الأمر؟
يعرَف ملح اللَّيمون باسم حمض الستريك Citric acid، وهو مُركَّب عضويٌّ له خواص حمضيَّة، كما أنَّه عديم اللَّون والرّائحة، ويتوفَّر بشكلٍ طبيعي في العديد من الأطعمة، والمشروبات، وخاصَّةً في ثمار الحمضيّات؛ كاللّيمون، واللّيمون الحامض.
يعدّ هذا الملح مصدراً لحمض الستريك المُصنَّع؛ إذ تمَّ استخلاصُه منها لأول مرّة عام 1784 بواسطة باحثٍ سويديٍّ، ثُم اكتُشِفَت في أوائل التسعينات طريقةٌ أخرى لصناعته تعتمدُ على نوع من الفطريّات التي تُعرَفُ بالرشاشيَّة السوداء.
استخدامات ملح الليمون كثيرة وخاصة ما انتشرت صناعته بشكلٍ واسعٍ؛ حيثُ إنَّ 70% منه يُستَخدَمُ في الصِّناعات الغذائيَّة كعامل مُنكِّه، ومادةٍ حافظةٍ، بينما يُستهلَك 20% منه في صناعة المُكمِّلات، ويحتلُّ قِطاع موادِّ التنظيف النِّسبةَ المُتبقيَّة؛ فهو يمتلكُ خواصّ مُطهِّرَةً ضدّ الفيروسات والبكتيريا.
كما أنَّه يدخلُ في تركيب مُستحضرات التّجميل، بالإضافة إلى دوره كمادَّة حافظة، ومُثبِّتة في الأدوية، وعلاوةً على ذلك فهو يَتوفّر في الأسواق على شكل حُبيبات بلّوريَة بيضاء اللّون.
لكن، ما فوائد ملح الليمون للجسم؟
يظهر ملحُ اللَّيمون فوائدَ صحيَّة عديدة للجسم، وفيما يأتي أبرزُها:
حماية الجسم من الأمراض المنقولة عبر الغذاء: وذلك وِفقاً لما أشارت إليه دراسة أنابيبِ اختبار؛ حيث أفادَت بأنَّ ملح اللَّيمون قد يكون فعّالاً في الحدّ من فيروسات نوروفيروس التي تُعتبَر من مُسبِّبات هذه الأمراض.
كما يمتلك هذا الملح خواص مُطهِّرةً مُضادة للبكتيريا، والفيروسات.
تعزيز امتصاص الجسم للعناصر الغذائيّة: يدعم ملح اللّيمون التوافر الحيويّ للمعادن، فعلى سبيل المثال؛ يُظهِرُ الجسم فاعليَّة أكبر في امتصاص سترات المغنيسيوم، وهي أحد أملاح حمض الستريك، مُقارنةً بكبريتات المغنيسيوم، وأكسيد المغنيسيوم، وكذلك بالنِّسبة لسترات الكالسيوم؛ حيثُ إنَّها تُعدُّ مناسبةً لكبار السنِّ، وغيرهم من الأشخاص الذين يُعانون من نقصٍ في حمض المعدة؛ لأنَّ امتصاصَه لا يحتاجُ إلى هذا الحمض، ولكن لهذا الملح آثار جانبيّة؛ كالإمساك والانتفاخ وغيرهما.
تزويد الجسم بالطاقة: وذلك عبرَ تعزيز عمليّات الأيض وحرق الدهون؛ فيما يُعرَف بدورة الأحماض ثلاثيَّة الكربوكسيل أو قد يُطلق عليها اسم دورة حمض الستريك، أو دورة كريبس، وفيها تتمّ مساعدة الجسم على تحويل الغذاء إلى الطاقة اللازمة.
ويكمنُ دور ملح اللَّيمون فيها بتكوين جزيئات السترات، التي تُعتبَرُ أوّل نواتج هذه التّفاعلات الكيميائيَّة.
الحدُّ من بعض أمراض الكُلى: إذ إنَّ ملح الليمون قد يساعد على تخفيف نسبة حمض البول، أو ما يُعرف بحمض اليوريك، ممّا يَحولُ دونَ تكوين حصوات الكلى، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بمرض النِقْرس.
حمض الستريك يدخل في تركيب بعض العقاقير المعروفة باسم القلويّات البوليّة؛ التي تُستخدَمُ في الحدِّ من الأعراض الناتجة عن أمراض الكلى، وعلاجِها إنْ وُجِدَت، مثل: الحماض الأيضيّ.
تخفيف أعراض الإجهاد: وذلك وِفقاً لما أشارَتْ إليه إحدى الدِّراسات التي شارَكَ فيها 18 شخصاً، حيث أُعطِيَ بعضُهم 270 مليغراماً من ملح الليمون يومياً مدة 8 أيّام، في حين أَخذَتْ المجموعة الأخرى دواءً وهميّاً.
وقد أظهرت النتائج أنَّ آثارَ الإجهاد، والإعياء في المجموعة التي استهلَكَتْ حمض الستريك كانت أقلّ مُقارنةً بالآخرين.
التخلُّص من البخر الفمويّ: أو ما يُعرَف برائحة الفم الكريهة، حيث يُنصَح بمضغ قشرةِ بُرتقال، أو قطعة ليمون؛ وذلك لأنَّ حمض الستريك الموجود فيهما تُحفِّزُ الغدد اللّعابية، ممّا يُساهم في مكافحة رائحة الفم.
مُكافحة حبّ الشباب: إذ إنَّ ملح الليمون يُساعد على الحدِّ من البكتيريا البروبيونية العديّة، لذلك فإنّه يُنصَحُ للتخلُّص من حبّ الشباب باستخدام عصير اللَّيمون، أو خلِّ التُّفاح، أو غيرهما من مصادر ملح الليمون بشكلٍ مَوضعيٍّ على الجلد.
ضبط درجة حموضة المعدة: إذ يلجأ بعض النّاس إلى استعمال عصير اللّيمون المخلوط بصودا الخبز عند الشعور بأعراضِ ارتفاع حموضة المعدة، ومنها عسر الهضم، والتقيؤ، وحرقة المعدة، والعديد من مُضادّات الحموضة تحتوي على ملح اللّيمون، وكربونات الصوديوم، إذ إنَّ هذين المُركّبين يتفاعلان معاً لإنتاج سترات الصوديوم التي تؤثر كمحلولٍ مُنظِّمٍ، والذي قد يُساعدُ على تثبيت درجة الحموضة في المعدة.
ما هي المصادر الطبيعية لملح الليمون؟
تعد ثمار الحمضيات وعصائرها من أهم المصادر الطبيعية لملح الليمون، مثل:
الليمون.
البرتقال.
الجريب فروت.
اليوسفي.
هناك بعض الفاكهة الأخرى أيضاً ولكن تحتوي على كمية أقل من حمض الليمون مثل:
أناناس.
فراولة.
توت العليق.
التوت البري.
الكرز.
الطماطم.
ويمكن أيضاً الحصول عليه كمنتج ثانوي لعملية تصنيع الجبن والنبيذ وخبز العجين المخمّر.
لكن هناك أضرار ملح الليمون أيضاً وهي كالتالي:
بالرغم من الفوائد العديدة لملح الليمون، إلّا أنّه يؤدّي إلى حدوث العديد من الأضرار خاصة عندما يتم استعماله بشكل مفرط وزائد عن الحدّ الطبيعي له وهي:
يؤدّي ملح الليمون إلى حدوث الغثيان، والتقيّؤ والإسهال المستمر.
الإصابة بآلام في المعدة، ويحدث هذا الألم عند القيام بمزج ملح الليمون مع كمية من المياه أو العصير.
اصفرار لون الأسنان، بالإضافة إلى إضعافها وفقدانها القوة والصلابة.
الإصابة بمرض هشاشة العظام في وقت مبكر.
يلحق الضرر بالعين وذلك من خلال إصابة القرنية بالجفاف.
الإصابة بقرحة المعدة.
لتجنب حدوث هذه الأضرار يجب عدم الإفراط في تناوله، وعدم إدخاله في الأنواع المختلفة من الأطعمة، ومحاولة اقتصاره على العمليات الخاصة بالتنظيف.
وكالات