صور وتطور | أخبار سيئة جداً من روما إلى طرابلس

ليبيا – في خبر وتطور سياسي ذي وقع سيء جداً على حكومة الوفاق في طرابلس ومجلسها الرئاسي ، أعلن حليفها الإيطالي والأوروبي الأول ” ماتيو سالفيني ”  وزير داخلية إيطاليا  ، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، مساء الخميس من روما انهيار الائتلاف الحكومي، مطالباً بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في أسرع وقت ممكن.

وقال سالفيني وهو وزير الداخلية الحالي ونائب رئيس الوزراء ومقرب جداً من عضو المجلس الرئاسي أحمد معيتيق ووزير داخلية الوفاق فتحي باشاآغا، في بيان صدر في ختام سلسلة لقاءات بين عدد من القادة السياسيين “لنذهب فوراً إلى البرلمان لإبلاغه بأنّه لم تعد هناك أغلبية ولنعد الكلمة سريعاً إلى الناخبين”.

سالفيني والسراج – أرشيفية

واعتبر حزب الرابطة الانتخابات الجديدة “البديل الوحيد ” لائتلافه الحالي مع حزب حركة خمس نجوم الشعبوي ولكن حزب سالفيني لم يطالب بالاستقالة الفورية لرئيس الوزراء جوزيبي كونتي الحليف الأوروبي الأول لرئيس الرئاسي فائز السراج والذي شارك في محادثات اليوم الخميس في محاولة لإبقاء الحكومة الإيطالية قائمة.

ويرتبط معيتيق مع سالفيني بعلاقة متينة جداً وخاصة لدرجة أن الأول يزور روما للقاء الثاني بشكل أساسي قبل أن يلتقي بقية المسؤولين الطليان في حالة لقائه بهم أصلاً وكان آخر لقاء بينهما يوم 4 يوليو الجاري ، كما أن سالفيني نفسه الذي يعتبر واحداً من أكثر وزراء داخلية أوروبا المنبوذين بسبب سياساته المتطرفة يوصف بأنه مهندس مآسي المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا بسبب إصراره على إعادتهم لمعسكرات اللاجئين سيئة الصيت في طرابلس وجوارها علاوة عن رفضه إستقبال من يصل منهم لشواطئ بلاده وإبقائهم بالأسابيع في عرض البحر حتى تستقبلهم دولة أخرى .

سالفيني وباشاآغا – أرشيفية

وقالت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) إن الحزب لم يهدد بسحب وزرائه من الحكومة الحالية وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن سالفيني وزعيم حركة خمس نجوم، لويجي دي مايو، زارا مقر رئيس الوزراء في وقت متأخر من مساء الخميس، حيث عقد كونتي اجتماعا لمدة ساعة مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في وقت سابق من ذات اليوم .

وأثار حزب حركة خمس نجوم الأزمة الحالية بالتصويت الأربعاء في صالح عرقلة مشروع سكك حديدية لقطارات عالية السرعة بمليارات اليورو بين فرنسا وإيطاليا. وتم رفض المقترح نظراً لقيام حزب الرابطة المؤيد للمشروع بإقناع غالبية المشرعين في التصويت للإبقاء عليه.

كونتي والسراج في طرابلس – أرشيفية

وأضاف الحزب “كل يوم يمر هو يوم ضائع. وبالنسبة لنا البديل الوحيد لهذه الحكومة هو منح الإيطاليين فرصة بانتخابات جديدة” ووصفت حركة خمس نجوم رسائل الرابطة المتضاربة بأنها “مبهمة” وقالت إنه “يجب عليهم القول بوضوح ما الذي يرغبون بفعله”.

ميلانيزي ومعيتيق – أرشيفية

ودعا وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيسي، وهو أيضا شخصية مستقلة متحالفة مع السراج ووزير خارجيته، الحكومة إلى التصريح بما تخطط لفعله مستقبلا. وقال “نشأت ديناميكية سياسية وهي بدون شك تتطلب من الحزبين الحاكمين أن يتوصلا لإيضاح”.

يذكر أن الدعوة لإجراء انتخابات جديدة ليس قرار سالفيني ولكن قرار الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا. وفي حال انهارت الحكومة الحالية، يمكن أن يفوض الرئيس زعيم حزب آخر لرؤية ما إذا كان بإمكانه الحصول على أغلبية برلمانية وتشكيل حكومة جديدة .

وفي كل الأحوال فأن حكومة الوفاق عليها أن تنتظر مزيداً من الوقت – إن أسعفتها التطورات الميدانية في طرابلس – حتى تتضح لها صورة الخارطة السياسية الإيطالية الجديدة  أما حالياً فيبدوا بأن حكومة كونتي قد تفككت ولربما قد دخلت في مرحلة العجز والتخبط ولكن الصورة تبقى غير واضحة فيما يتعلق بسياسات وتوجهات جهازي المخابرات الإيطالية ( الداخلية والخارجية ) نحو الملف الليبي في ضوء التطورات الحالية في روما وخاصة فيما يتعلق بملف الهجرة والإتفاق سيء الصيت لدى الحقوقيين والذي أبرمه السراج بالخصوص مع حكومتي حكومتي كونتي ومن قبله حكومة جينتلوني  .

وقبل التصويت الخاص بمشروع السكة الحديد الأربعاء، حذر سالفيني من أن ذلك سيعرض الحكومة للخطر ويهدد بالدعوة إلى انتخابات جديدة.

وفي تجمع مع مؤيدين له مساء الأربعاء، قال سالفيني إن الحكومة أنجزت عملا جيدا لمدة 10 إلى 11 شهرا، لكن الأمور “تغيرت في الشهرين إلى الثلاثة أشهر الأخيرة وانهار شيء ما” .

مظاهرة بساحة البرلمان الإيطالي في روما : السراج لعبة الإخوان المسلمين

يوم الأربعاء وفي خبر سيء آخر أيضاً ، تظاهر عدد من الإيطاليين دعما لليبيا ومصر فى حربهما ضد الإرهاب والجهاديين تحت شعار ” أوقفوا الاتفاقات مع أصولية الإخوان المسلمين ”  مؤكدين دعمهم لأمن واستقرار الدولتين وسط محاولات جماعة الإخوان التي وصفوها بالإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار.

لافتات كتب عليها : كونتي لا تبيع إيطاليا ، لا للإخوان المسلمين

وتلقت المرصد صوراً للتظاهرة التي شارك بها العشرات في شوارع العاصمة الإيطالية روما وإنتهت أمام ساحة البرلمان الإيطالي، ورفع المتظاهرون فيها لافتات تضامن ودعم لمصر في حربها ضد الإرهاب وشعارات أخرى منددة بجماعة الإخوان المسلمين ومؤكدة على حق الليبيين في العيش بحرية بعيداً عن تلك الجماعة  .

EBZI3bGXsAA42zB

ورفع عدد من المتظاهرين لافتات تدعو البرلمان الإيطالي لتغيير سياسة روما تجاه المجلس الرئاسى برئاسة فائز السراج لدعمه جماعات الإسلام السياسى وخاصة جماعة الإخوان ورفع إحدى المتظاهرين لوحة كُتب عليها ( لا للإخوان ، لا للجهاديين ، لا للسراج  ، الحرية للشعب الليبي ) .

متظاهر يرفع شعار : لا للإخوان لا للجهاديين ، لا للسراج ، الحرية للشعب الليبي

فيما رفع آخر لافتة كُتب عليها ( كونتي لا تبيع إيطاليا ) في إشارة من المتظاهرين لميول سياسات الحكومة الإيطالية الحالية نحو حكومات متحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين بما في ذلك ليبيا متهمين الجماعة بتمويل الإرهاب .

وقالت السياسية والنائبة الإيطالية السابقة ” سعاد سباعي ” التي شاركت في المظاهرة في سلسلة تغريدات لها عقب المظاهرة تابعتها المرصد عبر حسابها على تويتر : ” حكومة الوفاق في طرابلس هي جسر لعبور الإخوان المسلمين إلى إيطاليا ، على برلماننا وحكومتنا وقف التعامل والإتفاقات مع هذه الحكومة الأصولية ” .

وفي تغريدة أخرى قالت البرلمانية الإيطالية السابقة : ” المجلس الرئاسي في طرابلس هدد  إيطاليا بسلاح الهجرة وإرهاب داعش. لماذا تواصل حكومة كونتي دعم السراج؟ هل تخشى تهديدات الأخوان المسلمين الليبيين؟

وفي تغريدة ثالثة دعت حكومة بلادها إلى دعم البرلمان الليبي قائلة : ” البرلمان الليبي يطلب من حكومتنا تغيير سياستها. ليس من مصلحة إيطاليا مواصلة دعم ما يسمى حكومة الوفاق التي يقودها السراج والإخوان المسلمين ” وفي سلسلة تغريدات أخرى إتهمت هذه المتظاهرة ومتظاهرين تركيا وقطر بدعم الإرهاب في ليبيا ومصر ودعم جماعة الإخوان التي وصفتها بالإرهابية .

وفي لقاء مع قناة ” روما بوبلو ” وعدد من الإذاعات  التي غطت المظاهرة قالت سباعي في تصريحات ترجمتها وتابعتها المرصد إننا “نضغط على الحكومة لتغيير سياستها إزاء الأزمة الليبية”.

جانب من التغطية الإعلامية للمظاهرة

وحذرت خلال المظاهرة من أن الدوحة تمول انتشار ما يسمى “الإسلام السياسي” لجماعة “الإخوان” في الغرب، وليس لديها أي شيء لتخفيه، وتساءلت: ما الذي تنتظره الحكومات الأوروبية والأمريكية لاتخاذ إجراءات؟

وطالبت إيطاليا بأن تغير سياستها إزاء ما أسمتها حكومة “الإخوان” التي قالت بأنها تحتجز طرابلس والبلد بأسره رهينة، قائلة: لا لابتزاز السراج والمليشيات المسلحة من قطر وتركيا لبلادنا .

وحثت روما على وقف التعامل مع “الإخوان”، والوقوف مع مصر في حربها ضد إرهاب “الإخوان” المدعوم من قطر وتركيا.

وحذرت من أن “الإخوان” يخططون لزعزعة الاستقرار في مصر بالإرهاب لاستهداف السياحة والاقتصاد، وإطلاق “ربيع عربي” جديد، والإطاحة بالحكومة الحالية وإنشاء ديكتاتورية أصولية.

واعتبرت أن التخلي عن القاهرة وتركها بمفردها في مواجهة تهديد الإرهاب يساهم في تسهيل نشر أجندة الإخوان المتطرفة.

وأضافت السباعي، وهي إيطالية من أصل مغربي وتنتمي إلى يمين الوسط: “سنطلب من البرلمان الضغط على الحكومة لتبني تغيير كبير في خططها فيما يتعلق بالأزمة الليبية”.

وتابعت: “في الحقيقة، إيطاليا ليست مهتمة بمواصلة دعم ما يسمى حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج، وهي تعبر عن مليشيات الإخوان الممولة من أمير قطر (تميم بن حمد) آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

وأشارت إلى أن حكومة الوفاق أرسلت تهديدات إلى إيطاليا على نحو متكرر، وبأن السراج لمح في عدة مناسبات إلى أنه سيرسل مئات الآلاف من المهاجرين من الساحل الليبي إذا توقفت حكومة جوزيبي كونتي عن دعمه ، في إشارة منها لتصريحه بأن ” حرب حفتر على طرابلس ستفتح الباب لهؤلاء المهاجرين وأن على إيطاليا دعمه لهذا السبب ” .

ومضت السباعي التي ترأس “جمعية نسوية في إيطاليا” بالقول: “علاوة على ذلك، قال نائب السراج ، أحمد معيتيق إن الآلاف من إرهابيي داعش، المحتجزين حاليا في السجون الليبية، كان من المحتمل أن يصلوا إلى إيطاليا”.

جانب من المظاهرة – ساحة البرلمان الايطالي – روما

وتابعت متسائلة: “هل تخشى إيطاليا تهديدات جماعة الإخوان الليبية؟ هل الخوف من الهجمات الإرهابية هو سبب استمرار إيطاليا في غض الطرف عن تعزيز الأصولية التي نشرتها جماعة الإخوان داخل أراضيها؟”.

وأردفت: “أود أن أشير إلى المساجد والجمعيات الثقافية والأئمة ومسلحي جماعة الإخوان الذين يقومون بأنشطة الدعوة والتطرف في إيطاليا بفضل الأموال الواردة من قطر، كما هو موثق في كتاب الأبحاث (أوراق قطر)”.

وزادت: “على الرغم من فشل الربيع العربي فإن الإخوان يواصلون زعزعة استقرار شمال أفريقيا من خلال الإرهاب.. من مصر إلى ليبيا وإيطاليا، المسافة قصيرة”.

واختتمت بالقول: “حكومة الوفاق في طرابلس هي جسر الإخوان نحو الأراضي الإيطالية. لذلك، خلال المظاهرة، نعتزم الضغط على البرلمان والحكومة لرفض أي تسويات مع الأصولية، سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الدولي”.

المرصد – خاص

صور أخرى :

EBZI3a7XoAUtxNU
EBZHs3aXYAIQmax
EBZI3bEWwAAuiyc
EBZOUamWwAAO066
لافتة كتب عليها : متحدين نقف ضد الإرهاب
Shares