اللواء الغزوي : ثلاثة أسباب تدفع ” مليشيات مختلفة ” لقصف معيتيقة

ليبيا – نفى اللواء المبروك الغزوي آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالقيادة العامة مسؤوليتهم عن إستهداف مطار  وقاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس عقب آخر موجة قصف إستهدفت المطار منتصف ليل الأربعاء متهماً جماعات مسلحة لها أهداف وخلفيات مختلفة بالوقوف وراء هذا العمل وتكراره بصفة دورية .

وفي تصريح مفصّل تلقته منه المرصد بوقت مبكر من صباح الخميس عقب ساعات قليلة من القصف ، قال الغزوي : ” رصدنا من خلال مراصدنا ومراقبتنا إطلاق مقذوفات من داخل ( معسكر حوازة النعام ) وشمالاً من موقع آخر قرب التقاطع المعروف باسم ( أربعة شوارع الكهرباء ) ونقطتين متقدمتين أخرتين ، وذلك على يد مليشيات متطرفة متمركزة هناك نحو مطار معيتيقة وكان هذا الإستهداف وفقاً لبلاغات المراصد والمصادر مابين الساعة 1:10 و 1:20 من صباح اليوم الخميس ، السكان نفسهم يسمعون ويشاهدون القذائف وهي تخرج بالتوالي من بين منازلهم وأحيائهم في إتجاه الشمال ” .

وأضاف اللواء الغزوي مؤكداً بأن لاوجود لأي سبب يدفعهم لقصف مطار معيتيقة عشوائياً بالهاون أو صواريخ الغراد وغيرها من المقذوفات وبهذه الطريقة التي وصفها بالمجنونة ،  قائلاً :

”  حان الوقت لكي نتحدث بصراحة عن مايحدث لهذا المرفق  ، نحن لدينا قدرة جوية وطنية ضاربة قادرة على ضرب أي هدف عسكري معادٍ داخل معيتيقة بالكامل وقد نجحنا بالفعل ومن خلال ضربات دقيقة في تحييد طيران العدو التركي من خلال قصفات في وضح النهار شهد وزير داخلية المليشيات فتحي باشاآغا نفسه بمدى دقتها وبذلك جعلنا منه مطاراً مدنياً فقط لسكان العاصمة والمنطقة الغربية وحرمنا العدو ومليشياته من إتخاذ المطار كستار لهم ،  فلماذا نستهدفه الآن بهذه الطريقة الهمجية في جنح الظلام ؟ هل يصدق عاقل بأن نسعى لإثارة الرأي العام ضد أنفسنا بهكذا عمل أخرق قد يؤدي لكارثة لا يتضرر منها سوى الحجاج والمرضى والمسنين والطلبة وغيرهم ؟ ” .

وعن أسباب الإستهداف المتكرر للمطار والهدف من ذلك من قبل ما وصفها بـ ” المليشيات مختلفة الأهداف والتوجهات ” التي إتهمها بالتورط في هذا العمل ، إعتبر الغزوي أن لذلك ثلاثة دوافع رئيسية أولها توجيه رسائل للجهة المشرفة على السجن المُحصن الواقع داخل القاعدة والذي يقبع به عدد من المتطرفين بهدف نقل السجن لمكان آخر غير مُحصن يسهل فيه تهريبهم أو إقتحامه ، مشيراً إلى أن ” المفتي المعزول الصادق الغرياني كان ولايزال يطالب بإطلاق العشرات منهم بدعوى مايسميه على الهواء ” رفع الظلم ” حاله حال بقايا قيادات الجماعة المقاتلة ومايسمى مجالس الشورى ” . في إشارة منه لمجالس ( بنغازي – درنة – أجدابيا ) وقال : ” نحن نعلم أيضاً بالمفاوضات التي تحصل بين المليشيات وحكومتهم لإطلاق سراح بعض السجناء مقابل وقف إستهداف المليشيات الأخرى للمطار ، وقد تم إطلاق سراح عدد قليل منهم بالفعل ونعلم جيداً أنهم لايستطيعون الإعتراف للرأي العام بهذه الحقيقة التي تكشف حقيقة وجوهم والشعارات التي يتمترسون خلفها  ” .

أما عن السبب الثاني قال اللواء الغزوي : ” وفقاً لتقاريرنا الأمنية ، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد ، سعي بعض مليشيات مصراتة لحصر حركة الملاحة الجوية بالمنطقة الغربية على مطار مدينتهم  وهذه الرغبة ليست وليدة اللحظة بل كانت منذ سنة 2014 عندما أضرموا النار في مطار طرابلس الدولي عمداً رغم سيطرتهم عليه سليماً في ذلك الوقت .

وإذا تحققت لهم هذه الرغبة اليوم سيسطرون على حركة سفر حكومتهم المليشياوية ورئيسها ويكسبون ورقة ضغط عليه وعلى حركة ضيوفه الأجانب وحتى على بعثة الأمم المتحدة ، هذه المليشيات ومن يقف خلفها لا يحترمون ضيفاً ولا مقيماً ولا يقيمون أي وزن لمعاناة الناس طالما أن لديهم مصلحة ضيقة يسعون لتحقيقها   “.

وأضاف : ” ووفقاً لتقاريرنا الأمنية أيضاً فإن بعض مليشيات مصراتة وقادتها غير مرتاحون لسيطرة مليشيات طرابلس على معيتيقة بصورة حصرية حيث تُدخل هذه المليشيات من تَرغب ومن بين بعض المسافرين ضيوف وشخصيات ليبية وأجنبية ليس لها قبول عند بعضهم كما أنهم  مستائون من التهريب اليومي للأموال وأحياناً الذهب على يد بعض قادة مليشيات طرابلس ويرون في إغلاقه تضييقاً عليهم ”  .

وتابع : نذكّر أيضاً بأن وزير داخلية المليشيات فتحي باشاآغا كان لايخفي قبل أيام قليلة من إنطلاق عملية تحرير العاصمة عدم رضاه عن سيطرة مليشيات طرابلس على معيتيقة وتأكيده بأن الترتيبات الأمنية المزعومة لإخراجهم منه وإيقاف ممارساتهم الإجرامية قد فشلت . نقول لأهلنا في العاصمة أن الجيش سينفذ ترتيبات أمنية حقيقية عاجلاً أم آجلاً يضع بها كل شخص في حجمه ويعيده إلى مكانه الطبيعي  ” .

وفيما يتعلق بالسبب الثالث ، قال : ” أشرت لوجود رغبة لنقل وحصر الملاحة الجوية بالمنطقة الغربية إلى مطار وقاعدة الكلية الجوية مصراتة وبذلك يمكن للمليشيات وبعض العناصر الفاعلة في حكومتهم مثل باشاآغا توفير غطاء مدني هو الوحيد بالمنطقة لكي يتمكنوا تحته من تكثيف الأنشطة العسكرية الجوية الحربية المعادية من خلال الكلية البعيدة عن الأنظار والسكان بعكس معيتيقة ، حيث يتمركز في تلك الكلية عدد من الضباط الأتراك المعتدين العاملين على بعض الأمور هناك ”  .

وختم قائلاً : ” بعض عناصر حكومة المليشيات ووزرائهم الوهميين يعتقدون أنهم وبهذه الخطوة سيمنعوننا من إستهداف الأهداف المعادية في الكلية الجوية مصراتة بالقول أن هذا منفذ الليبيين الوحيد في الغرب الليبي ، ولكن نحن نتابعهم عن كثب ونتابع كل مسمار يُدق في ذلك المكان على يد هؤلاء المستعمرين الأتراك الجُدد ، ومن خلال تجربتهم معنا الأيام الماضية ، هم يعلمون ذلك جيداً ويعلمون تماماً أننا نعلم ” .

يشار إلى أن سبعة قذائف قد سقطت في المطار وفي القاعدة العسكرية مخلفة حريق بمكان غير معلوم تصاعدت منه النيران من داخل الأسوار فيما أُعلن عن تعليق الملاحة الجوية لحين إشعار آخر وتحويل رحلة الخطوط الأفريقية رقم 8U437 إلى مصراتة قبل وقت قصير من وصولها إلى طرابلس قادمة من الإسكندرية إضافة لتقارير عن مقتل أحد أفراد قوة حماية المطار .

المرصد – خاص

Shares