ليبيا – دعا أحمد معيتيق عضو المجلس الرئاسي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبذل المزيد من الجهد لممارسة النفوذ الدبلوماسي والقوة من أجل إنهاء ما أسماها ” الحرب الأهلية الوحشية والمزعزعة للاستقرار ” في البلاد
وقال معيتيق في لقاء مع صحيفة ” واشنطن تايمز ” نُشر نهاية الأسبوع الولايات المتحدة لديها السلطة للضغط على ما أسماها ” الفصائل المتحاربة ” والداعمين الخارجيين لهم ودعوتهم إلى طاولة المفاوضات.
وأعرب معيتيق عن أسفه على أن إدارة ترامب بدت وكأنها تميل نحو ما أسماه ” زعيم المتمردين خليفة حفتر ” والذي قالت الصحيفة بدورها : ” يسيطر السيد حفتر على معظم الجزء الشرقي من البلاد وشن هجومًا هذا العام ضد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس ، مدعياً أن لها صلات بجماعات جهادية ” .
ونقلت واشنطن تايمز تحذيراً عن من أسمتهم محللين أمريكيين وغربيين بأنه : ” إذا انهارت ليبيا إلى دولة فاشلة ، فقد توفر مرة أخرى ملاذاً للدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية وتفاقم من معاناة المهاجرين الذين يعبرون البلاد في طريقهم إلى أوروبا ” .
وأضاف معيتيق : ” أعتقد أن الرئيس ترامب قد تلقى رسالة خاطئة حول حفتر من الحلفاء أو المستشارين ، إن حكومتنا في طرابلس ، وليس حفتر ، هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة كقوة لمحاربة الإرهاب في ليبياوشمال إفريقيا وما نحتاج إليه الآن هو قيادة الولايات المتحدة لإظهار أن الحل السياسي هو الحل الوحيد في ليبيا “.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية أظهرت علامات على أنها قد تفكر في خط قوي لإنهاء القتال حيث وقع المسؤولون الأمريكيون بيانًا مشتركًا في يوليو الماضي مع فرنسا وبريطانيا ومصر وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة لدعم وقف فوري لإطلاق النار.
وتحدثت الصحيفة عن البيان الذي قال أنه ” لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في ليبيا ” وحذر من الجماعات الإرهابية التي تستغل الفراغ السياسي وذلك بعد أشهر قليلة من تواصل هاتفي غير متوقع بين الرئيس ترامب والمشير حفتر من المكتب البيضاوي للثناء عليه كقائد عسكري وكقوة رئيسية ضد الإرهاب.
وقال مسؤول أمريكي للصحيفة وقد تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته : ” إن الإدارة تدعم وقف إطلاق النار ، لكنها تعتقد في ذات الوقت أن السيد حفتر يجب أن يكون جزءًا من مستقبل ليبيا ” .
وبالعودة إلى معيتيق قال : ” أن واشنطن قد خُدعت بدعمها للسيد حفتر وأن الدعم العام الذي قدمه له السيد ترامب قد شجعه للتحرك نحو طرابلس ومنذ الإتصال الهاتفي بينهما وعد حفتر أنه سيأخذ طرابلس في غضون يومين لكن يمكننا أن نرى الآن ، بعد خمسة أشهر ، أنه لا يمكنه التحرك مسافة كيلومتر واحد للأمام “.
ومن جهتها قالت الصحيفة أن ” السيد معيتيق قد إدعى أن القوى الموالية لحكومة الوفاق الوطني ، وليس السيد حفتر ، هي التي طردت الدولة الإسلامية من معقلها في سرت عام 2016 كما إن محاولات رئيس الوزراء السراج لجذب السيد حفتر إلى مفاوضات السلام لم تسفر عن شيء .
وأضاف قائلاً : “لقد حاولنا الجلوس مع حفتر عدة مرات ، المشكلة هي أنه لا يبدو أنه يفهم أن البلاد لا يمكن أن تحظى بالسلام دون مصالحة بين جميع الليبيين ” .
ورغم حديثه عن المصالحة بين كل الليبيين قال معيتيق أم الأشخاص الرئيسيون حول حفتر هم نفس الأشخاص الذين كانوا مع القذافي ذات يوم وأضاف : ” هم لا يريدون أن يروا التغيير أو الديمقراطية في ليبيا “. لكنه لم يوضح ما علاقته بالحديث عن الديمقراطية كونه عضو في حكومة غير منتخبة أصلاً بالديمقراطية التي يتحدث عنها .
وقال : ” قوات حفتر نشرت الفوضى من خلال مهاجمة المستشفيات والمدارس والمطار ومراكز اللاجئين في طرابلس في محاولة لتقويض الحكومة الوفاق الوطني ” .
وأشارت صحيفة الواشنطن تايمز إلى ما وصفته بـ ” التسامح النسبي ” بين الوفاق والجماعات الإسلامية ، ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن تركيا وقطر “أكثر إخوانًا من المسلمين وبالتالي فهم أكثر ارتباطًا بحكومة الوفاق الوطني ” .
ونقلت الصحيفة أيضاً عن مسؤول لم تسمه خارج الولايات المتحدة ولكن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفصائل السياسية الليبية إن عامل الإخوان المسلمين قد لعب دورًا في نظرة المسؤولين الأمريكيين الرئيسيين ، بمن فيهم الرئيس ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون نحو الوضع.
وأضافت الصحيفة : “هناك انفصال بين الطريقة التي ينظر بها الرئيس ترامب ومستشاره بولتون إلى الوضع في ليبيا والطريقة التي ينظر بها آخرون بمن فيهم أشخاص من عهد أوباما في وزارة الخارجية ، حالياً إن وجهة نظر( ترامب-بولتون ) هي أن حكومة طرابلس قد جلبت بالفعل للحكم في ليبيا من قبل الإدارة السابقة ( خصمه باراك اوباما وهيلاري كلينتون ) ” .
وقال المسؤول للصحيفة ” إن الفكرة تكمن في أن السيد السراج وحكومته حالياً يشبهان مصر تحت قيادة محمد مرسي ، وهو مرشح كانت تدعمه جماعة الإخوان المسلمين وتولى الرئاسة في أعقاب الربيع العربي. السيد حفتر ، في هذه الحالة يشبه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، الذي أطاح بالسيد مرسي عام 2013 ، وصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية وأقام فيما بعد علاقة أمنية قوية مع واشنطن ، هكذا يرى ترامب الوضع في ليبيا “.
وتوجهت الصحيفة بهذا الطرح لمعيتيق الذي سجل إختلافه معه قائلاً : “لسنا حكومة الإخوان المسلمين ، الكل يعلم ذلك مجموعة الأشخاص الذين يعملون في الحكومة سوية لا ينتمون إلى الإخوان على الإطلاق ، هذا واضح جدا. يمكنك إلقاء اللوم علينا على شيء آخر ، ولكن ليس هذا “.
وختم قائلاً بأن ” الولايات المتحدة لديها تحالفات وثيقة مع الدول المؤثرة لدى جميع الأطراف في الأزمة الليبية وأن هذا هو السبب في أن إدارة ترامب لديها نفوذ غير عادي في الدفع باتجاه حل سياسي ، الناس الذين يساعدون حفتر والأشخاص الذين يعملون عن قرب معنا هم جميعًا حلفاء لها ، يجب أن تتمتع الولايات المتحدة بالقدرة على ممارسة الضغط على جميع هذه البلدان ، ومن أجل احتواء حفتر وإجراء محادثات سلام”.
واشنطن تايمز
الترجمة : المرصد – خاص