خاص | المرصد تقتفي أثر ” عائلة مجهولة ” زُعم مقتلها بالكامل في حادثة ” سيارة السواني “

ليبيا – زوبعة أو ضجة جديدة أبطالها – فيما بدا مؤكداً – مدنيون لا أثر لهم وساحتها وسائل إعلام وصفحات إنتقلت من مرحلة نقل أخبار على”  شكل أماني ” كما وصفها أحد المسؤولين خلال الأيام الماضية ونسبها لمصدر عسكري أو أمني مجهول إلى مرحلة إختراع شهداء ومقتل أُسر بكاملها .

يوم أمس عجّت وسائل إعلام موالية لحكومة الوفاق وأخرى تدين بالتبعية لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها بنبأ منسوب للمجهول عن مقتل أسرة تامة في منطقة السواني بقصف جوي نفذه ما يصفونه بـ ” طيران مليشيات حفتر ” بل أن بعضها ذهب إلى أبعد من ذلك بنشر بكائيات باللغة العربية والإنجليزية وإستضافة من يشبهون ” الندابين ” للعويل طيلة ليل السبت على هذه العائلة التي لم يظهر لها أي أثر بعد مضي أكثر من 24 ساعة عن موتها الإفتراضي .

خبر عن قصف سيارة مدنية أخرى مزعومة بعد 24 ساعة من الأولى

هي العائلة الإفتراضية ذاتها التي نعاها أيضاً احميدة الجرو الناطق باسم لواء الصمود الذي يقوده صلاح بادي بل أن الجرو قد طالب كل الناس على فيسبوك باعادة نشر الخبر دون أن يكلف أحداً نفسه عناء التوجه له بسؤال عن هوية الأسرة كونه أحد متصدري هذا المشهد البائس الذي كُتب على البلاد منذ سنوات ،  فيما أُعجبت المجموعة المسلحة التي تسمي نفسها ” قوة حماية غريان ”  بالموضوع على مايبدوا ظناً منها بأن لا أحد يهتم بالحقيقة وزعمت الأحد عبر شبكة الرائد الذراع الإعلامي الإلكتروني لحزب العدالة والبناء إصابة سيارة مدنية أخرى جنوبي المدينة دون أي دليل ، طمعاً ربما في الحصول على إدانة أممية من هنا أو من سفارة غربية هناك   ! .

الجرو يندب الأسرة المجهولة دون كشف هويتها

ليس ذلك فحسب ، بل أن بعض هذه الصفحات والقنوات والصحف تفتق ذهن القائمين عليها في النشر حتى وضعت بعضاً من الدراما على هذه المأساة بالقول أن ” الأسرة القتيلة طالتها صواريخ حفتر بينما كانت نازحة من جحيم قواته في منطقة قصر بن غشير فلاحقتها حمم طيارانه المجرم في السواني ! ” دون أن تعلن بلدية القصر عن فقدانها أيً من مواطنيها في الحادث !.

أما قناة ليبيا بانوراما الذراع الإعلامي لحزب العدالة والبناء الإخواني فقد إستضافت شخصاً يدعى  جلال الزوي عرفته بأنه طبيب بالمستشفى الميداني السواني قائلاً بأن سيارة مدنية قُصفت وقُتل فيها ثلاثة أشخاص وبأن إثنين آخرين قد أُصيبوا لكنه غير متأكد من إصابتهم كما لم يفت عليه التعبير عن رأيه بالحديث عن أن ذات الجهة قصفت سيارات مدنية في السابق !

https://youtu.be/uaGFr1Ecxe0

وفي الأثناء سقط سهواً أو ربما عمداً من حسابات المذيع أحد أهم أبجديات حواس أي إعلامي وهي أن يتجه لضيفه بسؤال عن جنس كل قتيل وعمره وإسمه ولقبه ! .

تغريدة الوزير الامين عن السيارة والأسرة المزعومة

ولكن الطامة الأكبر – للوسط الإعلامي والثقافي على الأقل – في هذه الحادثة هو أن وزير الثقافة الأسبق ، الدبلوماسي الحبيب الأمين كان قد شارك الخبر أيضاً نقلاً عن ” الناشطة غيداء التواتي ” دون أن يكلف نفسه هو الآخر بالتفكير للحظة وبحس المسؤول في هوية هؤلاء القتلى بينما عرف وعن بُعد من حيث يقيم في مالطا لون العلم الذي تحمله الطائرة المغيرة ، فوقع على مايبدوا في فخ عميق كان قد وقع فيه قبل شهر عندما كذّبه زميله الوزير صلاح المرغني في الشهادة التي أدلى بها عن لقاء جمعهما مع المشير حفتر في بنغازي سنة 2014 .

المرصد تتحرى !

في الأثناء وكأي وسيلة إعلام رصينة تزعم تحليها بقدر من المهنية وإحترام عقول القراء ،  إتصلت صحيفة المرصد أولاً بالجهة المُتهمة بالوقوف وراء الحادث فور اذاعة الخبر ظهر السبت ألا وهي سلاح الجو بالقيادة العامة ليأتي الرد من آمر الغرفة اللواء محمد منفور بالنفي قطعاً لنبأ شنهم أي غارات مرجحاً أن السيارة قُد أُصيبت من الأرض بقاذف أو ماشابه نظراً لأن ذخيرة الطيران كانت ستمزقها قطعة قطعة ولن تكون على الحال الذي ظهرت به في الصور بعد الإصابة  .

واصلت المرصد رحلة التحري حتى نشرت قناة ليبيا لكل الأحرار الموالية للمجلس الرئاسي وقواته تصريحاً منسوباً لعميد بلدية السواني حيث موقع الحادث ، وجاء في ذلك التصريح أن ” عائلة مدنية لقت مصرعها بالكامل في قصف لطيران حفتر ” .

 

خبر قناة ليبيا الأحرار عن مقتل عائلة مزعومة ونقلها تصريحاً منسوباً لعميد بلدية السواني شعبان سويسي – صفحة القناة على فيسبوك – وموقعها الرسمي

 

السواني قالت ( لا أعلم  )

اليوم وبعد عناء تحصلت المرصد على عميد بلدية السواني التابع لحكومة الوفاق وتحدثت معه ظهر الأحد في إتصال هاتفي نفى فيه أولاً التصريحات المنسوبة له على وسائل الإعلام كما أكد عدم علمه بمقتل أي عائلة في ذلك القصف بخلاف ما أعلنته القنوات المشار لها نقلاً عن مصادر مجهولة أو عن إعلام من يسمون أنفسهم بـ ” عملية بركان الغضب ”   .

تسجيل مداخلة عميد السواني مع المرصد :

https://youtu.be/TNmFgMD4rkw

وكشف العميد قائلاً بأن القتيل الوحيد الذي تحصل على إسمه من ضمن ضحايا السيارة المنكوبة هو شخص ليبي من سكان وسط السواني ويقيم حالياً في منطقة ( القرية ) الواقعة ضمن نطاق البلدية ويدعى عادل القيلوشي وكان برفقته أشخاص أجانب مؤكداً بأنه توجه إلى بيت المقتول لتقديم التعازي .

صورة قتيل ذو بشرة سمراء مرمية بجوار السيارة المنكوبة – السواني 24 أغسطس 2019

كما أكد العميد بأنه وعند وصوله لعزاء هذا الشخص تأكد بأن أيً من أفراد الأُسرة لم يُقتل في القصف وبأن القتلى الآخرين في السيارة مجهولي الهوية وبأنهم أجانب وربما يكونون عمالة أفريقية وافدة ولكنه عاد وقال بأنهم من خارج المنطقة ، كما أكد عدم قدرته على تحديد ما إذا كان القصف قد تم بطائرة أو بطريقة أخرى وأيضاً نفى علمه بطبيعة عمل القتيل الليبي رغم أنه أكد ذهابه لأسرته للعزاء فيه ، وقد بدا غريباً للمرصد أن يذهب مسؤول لبيت عزاء ويخرج منه دون معرفة وظيفة المتوفي مما دفعنا لضرورة مواصلة تقفي أثر هذه الأسرة المجهولة وهذا الشخص القتيل  ! .

 

عائلة لم ينعاها أحد !

كان مستغرباً لدى صحيفة المرصد إستساغة خبر إبادة عائلة كاملة في قصف جوي قرب طرابلس دون أن تُعرف أسماء الضحايا أو لقبهم أو قبيلتهم كما كان غريباً أيضاً عدم إصدار وزارة الداخلية أي بيان كما جرت العادة في مثل هكذا أحداث ،ولكن الأهم هو أن المعلوم أيضاً في المجتمع الليبي المترابط لا يمكن لخبر مقتل عائلة أن يبقى طي الكتمان ولا تُعرف هويتها ولا يظهر لها أقارب أو جيران أو زملاء ينعون مقتل أحبائهم بعد يوم تام من موتهم ، حتى عند وفاة عائلة مثلاً في حادث سير عرضي على طريق ( طبرق – أجدابيا ) فأن الأسماء ثلاثية وأعمار الضحايا ستكون بعد دقائق حديث الناس في مدينة زوارة أو في مدن وادي الشاطي فكيف هو الحال عندما يتعلق بقصف جوي متعمد ؟!  .

 

البحث عن الإجابة لدى جهة الإختصاص

على إثره إتجهت المرصد ظهر الأحد بالسؤال إلى وزارة الصحة علها تجد إجابة شافية وتتحصل منها على أسماء الضحايا كونها الجهة المركزية التي تتلقى أسماء الوفيات من مختلف المشافي ومراكز الشرطة ، وتحدثنا مع مسؤولة المكتب الإعلامي بالوزارة وداد بن نيران ، وقد طلبت بدورها بعض الوقت لإجراء بعض الإتصالات بالخصوص ثم عادت وأخبرتنا بعدم إمتلاكهم أي أسماء أو هويات أو حصيلة رسمية ، ونصحتنا بالتواصل مع المتحدث باسم جهاز الإسعاف الدكتور ( أسامة علي ) .

ولكن الوزارة وفي وقت متأخر من مساء الأحد – أي بعد ساعات من إتصالنا بها –  نشرت بياناً عبر صفحتها على فيسبوك نددت فيه بمقتل من قالت أنهم ” أربعة مدنيين ” في قصف جوي ، معتبرة ماحدث جريمة حرب يجب أن يُقدم مرتكبيها للعدالة ، ولأنها لم تكشف في بيانها أيضاً عن هويات القتلى الذين لم يتبناهم أحد ، عاودت المرصد متأخراً التواصل مع السيدة بن نيران على أمل أن تكون وزارتها قد حصلت على الأسماء وأصدرت بياناً على هذا الأساس ولكنها لم تقدم أي إجابة على رسالتنا لها .

بيان وزارة الصحة دون كشف أسماء وهويات الضحايا

 

كالكرة من ملعب إلى ملعب !

وبناءً على توجيه السيدة بن نيران في حديثنا معها ظهراً قبل إصدار وزارتها للبيان ، إتصلنا فوراً بالدكتور ( أسامة علي ) وحصلنا عليه بعد جهد جهيد نظراً لرداءة شبكة الإتصالات والإنترنت ووجهنا له ذات الطلب وهو أننا نريد الحصول على أسماء وهويات وأعمار الضحايا في السيارة المنكوبة المستهدفة بالقصف الجوي المزعوم ، فكان رده هو الآخر عدم معرفته لأي أسماء مؤكداً بأن الجثث كانت مشوهة وممزقة تماماً  .

وأخبرنا الدكتور أسامة بأن ليس من مهامهم كجهاز إسعاف التوصل لأسماء وهويات الضحايا وبأن مهمتهم تقتصر فقط على تحويل المصابين أو المتوفين للمشافي وثلاجات الموتى ( دار الرحمة ) كما أشار إلى أن مثل هكذا وفيات تعد جناية ومسؤولية التحقيق فيها من مهام الجهات الأمنية وليست من مهام الإسعاف ونصح بالتواصل مع مركز طرابلس الطبي حيث أُحيلت الجثث من قبلهم ، وعند سؤاله عن حقيقة أن المتوفين هم عائلة كاملة أجاب : ” هم ثلاثة أشخاص فقط ، ونعتقد أنهم عائلة لأن هناك ما بدا لنا أنها بقايا جثة سيدة في المقعد الخلفي ”  .

الجهة الخلفية من السيارة المنكوبة – السواني – 24 أغسطس 2019

وعند سؤاله عن ما إذا قد تأكدوا عضوياً بالفعل من كون الجثمان الخلفي ضمن الجثث الثلاثة يعود لسيدة مادفعهم للإعتقاد أن القتلى يشكلون عائلة أجاب ” بالنفي وأكد عدم تأكدهم من أن بقايا الجثمان تعود لسيدة ” وعن سبب إعتقاده بأنها سيدة ، قال بأنهم وجدوا بقايا شعر طويل وملابس تشبه ملابس النساء مؤكداً بأن الجزم يقيناً بجنس المتوفي في مثل هذه الحالة وبشكل عضوي حيث تقطع جسده إلى أشلاء يعد أمراً صعباً يحدده الطب الشرعي فقط ، وهنا تجدر الإشارة إلى تضارب حصيلة هؤلاء القتلى المجهولين ، حيث تحدثت الوزارة في بيانها عن أربعة قتلى بينما يقول الدكتور أسامة أنهم ثلاثة فقط ، فيما يقول الدكتور جلال الزوي عبر قناة بانوراما  ربما خمسة ، وفي كل الأحوال غابت الهويات والأسماء عن الجميع .

 

إلى ثلاجة الموتى !

عملاً بتوجيه الدكتور علي ، توجهنا بالإتصال لمركز طرابلس الطبي ومن خلال الرقم الهاتفي الرئيسي بالمركز تحدثنا مع ( المشرحة – دار الرحمة وثلاجة حفظ الموتى ) ومن هناك كان الرد هاتفياً بعد تكرار الإتصالات على يد شخص عرّف نفسه بأنه أحد مناوبي هذا القسم ورفض الكشف عن إسمه عندما علم بأن المتصل وسيلة إعلام تبحث خلف هويات أموات ، وإقتصرت إجابته على أن الكشف عن أسماء وهويات من يستقبلونهم من  قتلى هو من إختصاص النيابة العامة ، وبأنهم غير مُصرح لهم بالحديث في هذه المواضيع وبادر بإقفال الخط ، مغلقاً باب أي أمل للحصول على إجابة شافية تقود لهذه العائلة التي قتلتها وسائل الإعلام ولا أثر لها على أرض الواقع حتى ساعة نشر هذا التقرير بوقت مُبكر من اليوم الإثنين  .

قبل هذا وذاك ، إتصلت المرصد أولاً ظهر الأحد ، ببلدية قصر بن غشير التي زُعم بأن العائلة الضحية المزعومة من مواطنيها ، وكان رد البلدية مؤكدة عدم علمها بمقتل أي عائلة من سكانها في قصف جوي مباشر على سيارة مدنية سوى سيارة عائلة المرحوم ( رمضان ابراهيم صليل الذويبي ) التي لقت حتفها بالكامل صبيحة يوم 22 يوليو المنصرم بصاروخ أطلقته طائرة تركية مسيرة عليهم في منطقة المرازيق جنوب البلدية  .

https://www.facebook.com/ObservatoryLY/videos/1579381748858860?sfns=mo

اللواء الغزوي : مرتزقة سقطوا في مطاردة بينهم وبين مشغليهم  

أما ثانياً ولأن المعني الأول بالعمليات على الأرض هي مجموعة عمليات المنطقة الغربية بقيادة اللواء المبروك الغزوي ، فقد توجهت له المرصد قبل كل هذه الجهات بإتصال صباح الأحد أكد فيه أولاً عدم إستهداف طيرانهم لأي سيارة مدنية في تلك المنطقة وبأن نقطة وقوع الحادث مابين الكريمية والسواني لم تكن ضمن نطاقهم العملياتي يوم الحادث وهو مادفع المرصد قبل نشر تصريحه ، وحفاظاً على المهنية ،  للتثبت من الطرف الآخر من خلال الجهات المذكورة أعلاه علّها تجد ما يتضارب مع حديثه ولكن دون جدوى ، وفجر الغزوي مفاجئة أيضاً خلال حديثه من العيار الثقيل مفادها بأن مخابراتهم العسكرية أكدت لهم بأن القتلى قد لقو حتفهم في مطاردة من سيارة أخرى أطلقت  ” قاذف آر بي جي ” أصابهم من الجهة الخلفية اليسرى للسيارة وبأن ركاب السيارة هم مرتزقة أفارقة يعملون لصالح قائد المنطقة العسكرية الغربية بالوفاق أسامة جويلي  .

موقع دخول القذيفة أو الصاروخ – السواني – 24 أغسطس 2019

وختم قائلاً : ” ما توفر لدينا من معلومات هو أن ركاب السيارة هم مسلحون من الجبهات بشرتهم سمراء وقد قضوا حسب معلوماتنا في مطاردة مع سيارة أخرى بسبب سرقات وخلاف على الأموال ، كما أن القتيل الليبي حسب ذات المعلومات هو أيضاً أحد عناصر جويلي المعروفين في منطقة وسط بلدية السواني ومنطقة القرية الواقعة ضمن نطاق البلدية علماً أن لاوجود لنا هناك، كما لا يخفى على أحد أصلاً بأن السواني والعزيزية وعموم مناطق ورشفانة وأسفل الجبل ، تعج بالمرتزقة الأفارقة من تشاد والنيجر وهم العمود الفقري لجيوش المهربين والمليشيات التابعين في هذه المناطق للمجلس الرئاسي البائس و الساقط بذاته وبشخوصه وحكومته   ” .

 

ختاماً تلفت صحيفة المرصد الليبية عناية كل من ورد إسمه في هذا التقرير بأن حق الرد والتعليق في سياق ذات الموضوع مكفول ، كما ترحب وتعرب عن إستعدادها لنشر أي معلومات من أي جهة رسمية تملك تعقيباً على القضية أو تمتلك أي أدلة عن هويات القتلى ومايثبت مدنيتهم ، شريطة أن يكون ذلك موثقاً ومصحوباً بشهادات الوفاة والطب الشرعي والتعريف بذوي القتلى وأسمائهم رباعية وصورهم قبل الوفاة للتثبت من طبيعة عملهم وسبب تواجدهم في منطقة السواني وعلاقتهم بالقتيل الليبي الوحيد الذي تم التعرف عليه وهو عادل القيلوشي وذلك حفاظاً على المسار المهني المتوازن الذي تنتهجه الصحيفة حتى الوصول إلى الحقيقة وتحديد المسؤولية عن ماحدث وكيف ولماذا كائناً من كان المسؤول ، ذلك لأن حق كشف ماحدث بشفافية  وهو من أبسط حقوق القارئ والمتلقي على وسائل الإعلام وأجهزة الحكومة على حد سواء   .

المرصد -خاص

Shares