تعرّف على الحبة السوداء وأبرز فوائدها

العراق – حبة البركة أو الحبة السوداء هي نبات عشبي حولي ينمو سنوياً في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويزرع في شمال إفريقيا وآسيا وينمو على مساحات شاسعة في كل من سوريا والعراق.

وانتشرت زراعته في المناطق المعتدلة لكل من افريقيا وامريكا وأهم البلدان المنتجة لها حاليا الحبشة وسوريا والهند وباكستان وإيران والعراق ومصر والسعودية والولايات المتحدة الامريكية.

تحتوي حبة البركة على مادة (النيجيللون) وهي مادة بلورية تم استخلاصها لأول مرة في عام 1929، واستخدمت منذ ذلك الحين باعتبارها المادة الفعالة الموجودة بالنبات وأحد مضادات الأكسدة الطبيعية مثل فيتامين (ج و أ) وكذلك الجلوتاثيون، والتي تلعب دوراً أساسياً في حماية الجسم ضد المخاطر.
و زيت حبة البركة يحتوي على العديد من الأحماض الدهنية الأساسية المهمة لصحة الجلد والشعر والأغشية المخاطية، وكذلك عملية ضبط مستوى الدم وإنتاج الهرمونات بالجسم وغيرها من الوظائف الحيوية المهمة بالإضافة إلى المكونات الطبيعية السابقة.

اما عن طريقة عملها عكف العلماء منذ زمن على معرفة كيفية عمل الحبة السوداء وخاصة دورها في عملية التئام الجروح، والذي استدعى معرفة مكونات البذور، والتي وجد أنها تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والبروتينيات النباتية، بالإضافة إلى بعض الأحماض الدهنية غير المتشبعة.

ونجد أكثر من 150 بحثاً تم نشره مؤخرًا عن فوائد استخدام حبة البركة، والتي تؤكد على الفوائد العديدة التي ذكرها القدماء عن هذا النبات.

ومعظم هذه الأبحاث من أوروبا متمثلة في النمسا وألمانيا وتأتي في مقدمة الدول الداعية لإحياء طب الأعشاب كطب بديل، وهكذا ظهرت حبة البركة في مستحضرات طبية متنوعة بين أقراص وكبسولات وأشربة وزيوت في العديد من الدول الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى بلدان العالم العربي والإسلامي.

اما عن استخدام الحبة السوداء تعتبر مصدراً للطاقة وتساعد على الاحتفاظ بحرارة الجسم الطبيعية خاصة وأن طبيعة الغذاء المسيطرة الآن على العادات الغذائية في بلدان العالم المختلفة مثل تناول الأيس كريم والزبادي والبيتزا والجبن والهامبرجر وغيرها، تستهلك الكثير من طاقتنا الحيوية مما يؤدي لظهور الكثير من الأمراض، وتساعد على إدرار اللبن بالنسبة للأطفال الرضع ، كذلك تعد مصدرًا غذائياً مهماً للأم والطفل معاً، وتساعد في المناعة حيث أثبتت بعض الدراسات التأثير المحفز لحبة البركة على جهاز المناعة، مما يفسر معنى (شفاء من كل داء).

وتحتوي بذور حبة البركة على حمض الأرجينين، وهو حمض مهم وضروري، كما تعد الحبة السوداء غذاءا صحياً مهماً ومفيداً لكبار السن لاحتوائه على مواد غذائية متعددة ومتنوعة تساعد في سن الشيخوخة.

ونجد اهتمام الناس في السنين الأخيرة بنبات الحبة السوداء وانتشرت بين الناس وصفات زيت الحبة السوداء فما تركت مرضا إلا وجدت له في الحبة السوداء شفاء.

واثبتت الدراسات العلمية التي نشرت حديثاً عن حبة البركة كانت نتائجها مفيدة ومشجعة ولها فائدة على خفض سكر الدم.

ونشرت أكثر من دراسة علمية في مجلات معترف بها عالمياً حول فائدة خلاصة الحبة السوداء في قتل عدد من الجراثيم في أطباق المختبر ، وهناك ما يشير إلى أن للحبة السوداء خصائص مضادة للسرطان، ومقوية للجهاز المناعي الذي يدافع عن الجسم ضد الجراثيم والفيروسات وغيرها .

ومنـها دراسة الدكتور أحمد القاضي ، فـي الولايات المتحدة، والتي أظهرت أن تناول جرام واحد من الحبة السوداء مرتين يومياً قد ينشط الجهاز المناعي .

وكشف العلماء أن الحبة السوداء تحتوي على نوعين من الزيت ، الأول زيت ثابت وقد لا يكون له تأثير يذكر والثاني زيت طيار يعزى إليه التأثير الدوائي للحبة السوداء .

ويمكن استخدام مسحوق الحبة السوداء مع العسل ، واستعماله في حينه ، أو تسف مع الماء أو الحليب او الزبادي او مع زيت الزيتون وهو الاستعمال الأمثل للحبة السوداء في الفطور صباحاً أو مساء.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى تقمح كفا من شونيز ويشرب عليه ماء وعسلا

وتقمح أي : استف ، والشونيز : هو الحبة السوداء .

وأما مقدار الحبة السوداء ، فليس هناك دليل علمي كاف يشير إلى ذلك ، إلا أن الدراسة التي أجريت في أمريكا وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تنشيط الجهاز المناعي ، استخدمت جراماً واحداً من الحبة السوداء مرتين كل يوم.

والحقيقة نحن بحاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية على الحبة السوداء لمعرفة خصائصها وتأثيراتها وحتى ذلك الحين تظل الحبة السوداء غذاء مفيدا استعمله الناس لآلاف السنين .

ويفضل ألا تطحن الحبة السوداء إلا عند الاستعمال لأنها إذا سحقت وتركت لعدة ساعات قبل استعمالها فإن المادة الفعالة تتطاير منها لأنها عبارة عن زيت طيار، لكن إذا سحقت الحبة السوداء ثم مزجت مع عسل مزجاً جيداً وحفظت في علبة قاتمة اللون ومحكمة فإنها تحتفظ بفائدتها.

قال عنها ابن سينا ” الشوينز حريفا يقطع البلغم ويحل الأورام البلغمية والصلبة ومع الخل يقضي على القروح البلغمية والجرب المتقرح وينفع في الزكام خصوصا مسحوقا ومجعولا في صورة كتان ويطلي على الجبهة من به صداع وإذا نقع في الخل ليلة ثم سحق وأعطى للمريض كي يستنشقه نفع من الأوجاع المزمنة في الرأس ـ ويقتل الديدان ويدر الطمث إذا استعمل أياما ويسقى بالعسل والماء الحـار للحصاة في المثانة والكلى.

وفي كتاب “القانون في الطب”، يرى ابن سينا أن حبة البركة يمكن أن تحفز الطاقة وتساعد على التغلب على الإرهاق والإجهاد.

لقد وجدت الحبة السوداء في موميا توت عنخ امون الفرعوني، كما ان ديو قريدس اليوناني قد سجل في القرن الأول بعد الميلاد ان الحبة السوداء قد اخذت لعلاج الصداع واحتقان الأنف وآلام الاسنان والديدان.

 

وكالات

Shares