المسماري: 80% من الميليشيات التي نواجهها في طرابلس من مصراتة.. والسراج مجرد واجهة لجماعة الإخوان

ليبيا – قلل اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم قوات الجيش من خطورة مدينة مصراتة باعتبارها قاعدة للإخوان أو كونها تمثل عقبة أمام تقدم قوات الجيش نحو طرابلس.

المسماري قال في حديث مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية إن القيادة العامة حين تخطط لمعركة بحجم تحرير العاصمة فإنها تستعد لكل الاحتمالات والتهديدات التي يمكن أن تواجهها خلال تقدمها الميداني وبكافة المحاور وبالتالي لا توجد أمامها خطوط حمراء أو مناطق عصية على الاختراق ولا تعترف أصلاً بتلك المسميات.

وأضاف المسماري أن مصراتة على كل ما يتردد عن قوتها الراهنة لا تمثل أي شيء مقارنة بالوضع، الذي كانت عليه مدينة بنغازي قبل تطهيرها من الجماعات الإرهابية.

ودعا إلى تذكر كيف كان الوضع في بنغازي من إرهاب واغتيالات وأعمال عنف واسعة ومع ذلك قرر الجيش أن تكون بدايته من هناك عام 2014 واستطاع في النهاية تحريرها، موضحاً أن العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية بمختلف أنواعها كانت تسيطر على كل شبر هناك وأسسوا المعسكرات وأعدوا مخازن الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى قواعد وغرف عمليات فضلاً عن الدفع بما لا يقل عن 17 ألف إرهابي.

المسماري تابع قائلاً :” وهو تقريبا الرقم الذي يروجون بأننا قد نتواجه معه إذا تقدمنا نحو مصراتة… ربما في محاولة لإخافتنا، ونتوقع أن تكون الأمور بمصراتة أفضل بالنسبة لنا فميلشياتها في الأغلب جهوية ومنها ما يشترى ولاؤها بالمال وقابلة للانفجار لكثرة المشاكل الأمنية داخلها وهذا كله مرصود من جهتنا”.

وعلّق عما يتردد عن التسليح الواسع الذي تتمتع به ميلشيات مصراتة بامتلاكها عدد كبير من الدبابات الحديثة والسيارات المزودة بمضادات للطائرات فضلاً عن خبرتهم الميدانية بالمعارك “نعم قد يكون لدى مصراتة ترسانة غير هينة نظراً لاستيلائها على كامل مخازن الجيش للسلاح والذخائر بالمنطقة الغربية عند سقوط حكم القذافي عام 2011 ولكن هناك عوامل أخرى لا بد من الالتفات إليها عند تقييم القدرة على الحسم بالمعارك وفي مقدمتها عامل المعرفة والخبرة بالعلوم والتدريبات العسكرية وهو ما تتمتع به عناصرنا وقياداتنا ما يجعل الفارق بينهم وبين غيرهم من حيث المهارة والحرفية شاسع جداً”.

كما شدد على أن الجيش لا يتمنى دخول مصراتة أو أي مدينة ليبية أخرى عبر بوابة القتال العسكري وإنما عبر موافقة الأهالي على الشروط العامة التي وضعها الجيش لعدم قتال أي مدينة وهي تسليم الأسلحة والإرهابيين والمطلوبين للقضاء، والعودة لحضن الوطن والالتزام بالخضوع لأحكام الدستور والقانون مثلما حدث ببعض مدن الجنوب، متمنياً أن يكون الجميع فهم وفطن للدرس جيداً وأنه لا توجد خطوط حمراء أو مناطق عصية أمام الجيش.

وعلى عكس ما تردد كثيراً في الآونة الأخيرة عن وجود مفاوضات بين القيادة العامة والبعض من قيادات ووجهاء مصراتة نفى المسماري ذلك واصفاً الحديث بأنه “مجرد شائعات”، مؤكداً أن القيادة العامة لم تجتمع بأحد أو نتفاوض مع أحد بشكل مباشر أو غير مباشر أي عبر وسطاء كما رددوا.

واستطرد حديثه :”شروطنا وأهدافنا واضحة منذ بداية انطلاق (معركة الكرامة) 2014. ويمكننا القول إن كل نقطة أو منطقة إرهابية تهدد الدولة سنكون لها بالمرصاد وإذا أرادوا تجنب القتال عليهم الالتزام بالشروط التي أعلناها، مصراتة تضم قوى وشخصيات وقامات وطنية نقدرها ونحترمها وهم يرحبون بالجيش، وقياداته ولديهم تواصل وتوافق كامل مع تلك القيادات منذ البداية وإلى الآن حول نقاط عدة منها هيبة الدولة واستقرارها وسلامة أراضيها، ولكن بالنهاية المدينة مستولى عليها من قبل الميلشيات”.

المسماري يرى أن تهديد بعض قيادات ميلشيات مصراتة بالانتقام والرد على استهداف الجيش للكلية الجوية بالمدينة منتصف أغسطس الماضي ليس له قيمة، مضيفاً :”هم يهددون بشن هجوم مضاد لا يعيق فقط تقدم الجيش إلى نقاط جديدة بمحاور القتال الرئيسية بالعاصمة بل وقد يدفعه خارجها على اعتبار أن ضرب الكلية كان عمل استفزازي سيدفعهم للنزول بكل ثقلهم لأرض وميادين المعركة وقد تناسوا أنهم بالأساس منخرطون بقوة في قتالنا منذ بداية معركة تحرير طرابلس تقريبا 80% من قوات حكومة الوفاق المعادية لنا هي من ميلشياتهم”.

وذكر أن الحالة الوحيدة التي قد تدفع بالجيش للتعجيل والاشتباك العسكري مع ميليشيات مصراتة هي اتخاذ تلك الميلشيات الإرهابية للمدنيين تحديداً من الشخصيات الموالية للقيادة العامة دروعاً بشرية خلال عملية استهدافهم للجيش.

أما حول آخر المستجدات على الأرض وما يتردد حول احتمال إزاحة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج أو الانقلاب عليه رد المسماري” نتوقع كل شيء… السراج الآن هو عبارة عن واجهة فقط وجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا تتحكم فيه ومن الطبيعي أنه بمجرد الانتهاء من استغلال تلك الواجهة سيتم الاستغناء عنها”.

Shares