صنع الله و البريقية

تقرير | صنع الله يضيّق على الزنتان والشرق ويدفع البريقة نحو التمزق .. حزب أم مؤسسة نفط ؟

ليبيا – شلل في مطار الزنتان منذ أن قرر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس وقف إمدادات وقود الكيروسين عن المطار تزامناً مع إجراء مماثل إتخذه تجاه المنطقة بحجة أن هذا الوقود سوف يُستخدم في الحرب وبأن المطار الذي كان يستعد لتسيير رحلة أسبوعية دولية يتيمة إلى تونس يتبع لسلطة الحكومة المؤقتة وليس لسلطة ماتبقى من الرئاسي  .

وبالعكس ، في الزنتان لم يؤثر نقص الوقود في العمليات العسكرية حيث سجلت قاعدة الوطية التي يستهدفها صنع الله بقراره بشكل غير معلن عبر إستهداف الزنتان نشاطاً غير مسبوق  خلال الفترة الماضية مايدل على عدم تأثرها البتة بقراره بل أن المدنيين وحدهم هم من دفع ثمن سياساته التي يبدو بأنها تنال ولا زالت موافقة ودعم الرئاسي وربما توجيهاته نظراً للتصعيد فيها بعد كل إجتماع بين الطرفين كان آخرها هذا الأسبوع    .

وكانت النتيجة الوحيدة التي حققها قرار صنع الله هي شل حركة الطيران المدني من مطار مدينة الزنتان وتوقفت الرحلة الوحيدة فيه التي تسيرها الخطوط الأفريقية منه إلى مطار بنينا ومن هناك منهم من يزور قريباً أو صديقاً في المنطقة الشرقية أو يتجه لقضاء حاجة في مصر خاصة في تظل تعذر إمكانية سفر العديد من ” الزنتانيين ” عبر مصراتة أو من قبلها   من معيتيقة بسبب مخاطر وتهديدات من قبل جماعات مسلحة لازالت تكن لهم العداء منذ عملية فجر ليبيا ، عداء ترجمته إحدى هذه المجموعات بخطفها الناشط عزالدين الوحيشي الزنتاني من أمام مشفى شارع الزاوية الذي أضطر لزياراته مصاباً نتيجة حادث سير عادي فغيبته حتى اليوم ولم يعد يعرف اذا ماكان حياً أو ميتاً .

بل إن أثر القرار الذي طال الزنتان إمتد ليؤثر على عاملي مؤسسة النفط نفسهم وبعض موظفي الحقول النفطية من سكان الساحل الغربي والجبل ، فقد كان مطار الزنتان منفذهم الأقرب إلى حقول أوباري والحمادة وغيرها كما حدث مع رحلة كان مقرراً لها التحرك بهم هذا الأسبوع وغطت متاعبها عدسة قناة 218 ,  لكن شُح الوقود كاد أن يُلغي الرحلة التي تأخرت لستة ساعات متواصلة ، وقال بعضٌ من هؤلاء لـ المرصد أن صنع الله يرغب في إقتصار الحركة الجوية فقط على مطار مدينته مصراتة التي ينحدر منها سعياً منه لوضع كل شيء تحت سيطرتها متهمينه بالجهوية والأدلجة وتنفيذ أجندة الإخوان المسلمين ط

في الجهة الأخرى ، تنشط أنشطة المهربين وتزدهر من مصفاة الزاوية أو ماباتت تُعرف بمصفاة القصب نسبة لزعيمة العصابة المسيطر عليها ،  حيث يُباع الوقود على أرصفتها في الشارع العام بسرع دينار للتر الواحد على يد عصابات تسمي نفسها حماية المنشآت وتُغطي عوارها بشرعية من الحكومة في طرابلس ليثبت كل هذا في النهاية قدرة المؤسسة على التضييق عن هذه المدينة أو تلك وتحولها إلى حمل وديع أمام سطوة المهربين وأسلحتهم ونفوذهم حتى وإن أرسلت ضدهم ألف كتاب وكتاب للنائب العام    . 

خير الله طالب بعدالة التوزيع بين الليبيين فكان رد صنع الله اتهامه بالفساد

علاوة على ذلك ، تواصل شركة البريقة تحت إدارته وبناءً على أوامره وتعليماته شن حرب من نوع آخر باتت غير معلنة ، وذلك بتقييدها إمدادات وقود البنزين عن الزنتان دوناً عن غالبية مدن الجبل أسوة بشبه وقفها وقود الكيروسين عن المنطقة الشرقية ما تسبب أيضاً في عرقلة رحلات مطار بنينا الذي يعاني بدوره من نقص الطائرات حيث يشغل طائرة واحدة لليبية وأخرى للأفريقية ويترقب إنفراجة مأمولة مع قرب دخول شركة برنيق للخدمة بل أن مطار الأبرق قد توقف عن العمل لذات السبب بعد يوم  من إفتتاحه بعد تأهيله وإعادة صيانته.

قرار المؤقتة بتسمية مجلس إدارة جديد لشركة البريقة

نتيجة لقراراته أصدرت الحكومة المؤقتة اليوم الأربعاء قراراً بتعيين خير الله صالح عبدالسلام رئيساً لمجلس إدارة شركة البريقة التي هو أصلاً عضو في مجلس إدارتها وكان قد طالب قبلها بعدالة التوزيع بين كل المناطق دون تمييز  ، على الفور رد صنع الله بوقف خير الله عن العمل وأحاله للتحقيق بزعم إرتكاب مخالفات مالية وإدارية يبدو أنه لم يكتشف بأن المعني قد إرتكبها إلا عندما بات يشكّل خطراً على سلطته تجاه واحدة من الشركات التي يعتقد صنع الله أنها باتت ملكاً له ولمصراتة ، يقول أحد أعضاء مجلس النواب مايضعه دون أن يشعر في خانة الإتهام بالتستر على ” فاسد مُفترض ” لم يتحرك ضد فساده إلا عندما خالف تعليماته ، وعلى كل ومنذ الليلة فقد باتت شركة البريقة ولأول مرة في تاريخها ممزقة ومنقسمة بمجلسي إدارة بسبب هذه السياسات التي توصف بالجهوية والمؤدلجة وغير المسؤولة   . 

ومنذ بداية العملية العسكرية للجيش في طرابلس وماقبلها في أزمة حقل الشرارة ، لم يخفي صنع الله عدائه الشديد للقوات المسلحة متنكراً لجهودها في تأمين القطاع النفطي حتى عاد إنتاجه لسابق عهده في سنة 2012 أي منذ ماقبل إغلاق جضران للحقول والموانئ لعامين متتالين عجز فيهم صنع الله ورفاقه عن إيجاد حل معه غير التفاوض الفاشل والإبتزاز قبل أن يعيدها الجيش بالقوة من قبضته ويسهم في تعافي القطاع . 

بيان لمؤسسة النفط يؤكد إرتفاع عائدات النفط منذ يناير وحتى أغسطس الماضي لأكثر من 15 مليار دينار بارتفاع غير مسبوق عن السنوات الماضية

طيلة الفترة الماضية ، دأب صنع الله على تخويف المجتمع الدولي والشركات الأجنبية من مغبة العملية العسكرية التي أطلقها الجيش في طرابلس بزعم تأثيرها على الإنتاج وسير عمليات الشركة ، لتأتي البيانات من المؤسسة نفسها بشكل لا يمكن أخفائه مؤكدة على أن معدلات الإنتاج بلغت مستوى غير مسبوق مع إرتفاع في الإيرادات لم يتحقق منذ سنوات بسبب إستقرار الإنتاج وإرتفاع الأسعار العالمية ، بل وللمفارقة وبفضل الوضع الآمن قد أعلنت المؤسسة اليوم إرتفاع السعة التخزينية لخزانات رأس لانوف التي دمرها ذات يوم جضران وسرايا الدفاع في هجوم حملوا خلاله راية لواء المجلس الرئاسي ! .

مؤسسة النفط تعلن إرتفاع السعة التخزينية لميناء رأس لانوف

وعلى الرغم من ذلك لازال صنع الله يتحدث عن الحياد والمهنية والشرعية والقانون ، في وقت يؤكد فيه قطاع واسع من موظفي النفط عدم شرعية ولا قانونية قرار تعيينه في منصبه منذ صدوره وحتى اليوم علاوة على إنصياعه لسلطة سياسية حكمت كل المحاكم الليبية ببطلان قراراتها لإنعدام صفتها بسبب عدم نيلها ثقة مجلس النواب إضافة لمخالفتها بنود الإتفاق السياسي نفسه .

وفي مقابل الحديث عن الحياد ، باتت شركة طيران النفط التابعة لمؤسسة صنع الله تُسمى في أوساط القطاع النفطي باسم ( شركة إسعاف المليشيات ) في إشارة لإذنه بتشغيل رحلات منها لنقل جرحى مسلحي الوفاق إلى إسطنبول وتونس بينما يمتنع عن إتخاذ ذات الإجراء مع القوات المسلحة التي طلبت منه تسيير أربعة رحلات فقط لجرحاها بمقابل مادي ، الأمر الذي بات يطرح الأسألة على لسان العديدين ( هل هي مؤسسة نفط لكل الليبيين يجبرها قانونها تقديم خدماتها لهم بالتساوي أم أنها حزب سياسي ذو أجندة سياسية وجهوية وأيدولجية ؟ ) .

في إحاطة سابقة للمبعوث غسان سلامة مطلع العام الجاري ، تحدث سابع المبعوثين عن أن أصحاب المناصب السيادية في البلاد ممن يستوجب إستبدالهم العمل وفق الإتفاق السياسي – أي بالتوافق بين مجلسي النواب والدولة الإستشاري – مؤكداً أن من يشغلون هذه المناصب هم أكبر المستفيدين للإنقسام السياسي ما يعني وبتفسير كلام سلامة – وفقاً لمراقبين – أن إنتهاء الإنقسام سلماً أو حرباً ستكون نتيجته إزاحتهم من مناصبهم ومن هؤلاء وفي جلهم معينون بطريقة غير صحيحة أو بالوكالة أو إنتهت ولايتهم ، الصديق الكبير ، خالد شكشك ، نصر بريدعة المشاي ، وصنع الله ومجلس إدارته بطبيعة الحال .

المرصد – خاص

Shares