الغرياني

الغرياني يربط بين معركة طرابلس ومعركة ” علي ومعاوية “

ليبيا – نشر المفتي المعزول من مجلس النواب ، الموالي حالياً للمجلس الرئاسي ،  الصادق بن عبد الرحمن الغرياني ، الإثنين ، مقاله الثاني بعنوان ” حوار مع ناقم ” بعد نشره مقالاً بذات الإسم الإسبوع الماضي يحاكي من خلالها حواراً إفتراضياً بينه وبين مواطن محايد لا يريد الإنحياز لأي طرف في الحرب الدائرة حالياً مستخدماً فيه إسقاطات تاريخية وشرعية – من منظوره – على من يختار الحياد  .

ويرى الغرياني في مقاله أن الإنسان الذي لا يحب أن يشارك فيما يجرِي في ليبيا مِن انقِسام، ومِن معارك بالسلاح أو بالكلام، ويرى السلامة في أن ينأى بنفسه عنها جميعا هو إنسان واقع في الشبهات ومنها الكثير مايرد على لسانه .

ويضيف المعزول بأن القتال في ليبيا – منذ أن بدَأَ – هو قتال يدور بين طرفين أولهما من أسماه خارج عن الشرعية منقلب عليها مدعوم في قتاله بتدخل خارجي، قصف المدن وهجر عشرات الآلاف من ديارهم، واستباح الحرمات والممتلكات، ونادى قادته على رؤوس المَلأ بعداوتهم لشرع الله، وقالوا لا نريده ، في إشارة منه للمشير خليفة حفتر وقيادات الجيش .

أما الطرف الثاني فيزعم المعزول أنه يقاتل الأول لأنه متمسك بالشرعية، يدافع عن التداول السلمي للسلطة، والقيام بأمر الله الذي أوجبه على عباده على رأس أولوياته .

وكعادته ، شبّه الغرياني الحرب الحالية في طرابلس بحروب الخلافة قبل قرون بتشبيهه المقاتلين كالمقاتلين في ذلك الزمن لجيش علي رضي الله عنه وقد كانُوا متأوِّلين، رافعين شعار: لا حكم إلّا لله، وهؤلاء اليوم ( يقصد حفتر والجيش ) يقولون لا نريد شرع الله.

وأضاف : ” ولو قال ذلك المقاتلون لعلي لقاتلهم ابن عمر وغيره، كما قاتلوا مانعي الزكاة، ومع ذلك صح عن ابن عمر أنه ندم عن كفه عن القتال، وقال كففت يدي، والمقاتل على الحق أفضل هذا ,  مع الأخذ في الحساب أن القتال عن طرابلس اليوم هو قتال دفع، لا قتال طلب، فلا مقارنة ” . وذلك في إشارة منه لمعركة دارت بين صحابة رسول سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان إثر رفض الأخير مبايعة الأول وإختيار سيدنا عبدالله ابن عمر الخطاب الحياد وعدم المشاركة بالقتال مع أيً منهما فيما عرف بمعركة  ” صفّين ”   .

اما فيما يتعلق بإجرام من يصفها الغرياني بالقوات المدافعة عن طرابلس مايدفع البعض لإتخاذ الحياد وعدم تشجيعها ، يقول  المعزول أن الواجب هو البحثَ عن القليل من هذه القوات ممن لم يرتكب أي إجرام وتكثيره ليكون له سلطان حتى وأن كان فيه فساد .

وتابع : ” لابد أن يكون فيه فاسد وأفسد، ومن هو متقلب مرة واحدة ومرتين، ومن هو متقلب عشرات المرات وقد يكون فيه من لم يتقلب، فالواجب أن نكون مع الأقل فساداً ؛ لتقليل الفساد، فندفع أعظمه بتحمّل أقله، والشرائع ما جاءت إلا لهذا وأمم الأَرض وعقلاء الناس في كل البلاد التي لها شأن عبر التاريخ إلى اليوم تصنع هذا ” .

 وإستطرد مطالباً بالوقوف مع الجماعات المسلحة حتى وإن كان فيها فاسدون ومجرمون بالقول : ” ليس في الدنيا خير محض، ولا شر محض، فذلك لا يكون إلَّا في الآخرة، التي هي جنة ونار، أما الدنيا فلا مناص من وجود الشر فيها، ولا ينصلح أمرها إلاربالتدافع الذي يصطفي الله فيه من يشاء من عباده لدفع الفساد ” .

كما يعتبر المعزول في مقاله ، أن أقل درجات الوقوف في وجه الفساد، هي أن يتخلص المرء من السلبية، ويكون له دور يؤديه ينفع به نفسه وأمَّته وشعارُ الإسلام حتى وإن كان قلة الفساد كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ، فالتحدي هو أن تبحث ولا تستسلم وإن عظمت المعوقات، وإذا بحثت مع غيرك عن الإبرة الضائعة، فسيلتقي الجميع عند هذا الجبل، ويتحقق الهدف، فإن الله تعهد للمصلحين بذلك ” .

المرصد – متابعات

صورة من المقال :

Shares