“جمعة الصمود”.. احتجاجات عراقية حاشدة تصرّ على التغيير

العراق – تدفق آلاف العراقيين على الشوارع والساحات العامة، الجمعة، في استمرار للاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد الحكومة، والمطالبة برحيلها، رفقة الأحزاب الحاكمة.

واتخذت الاحتجاجات زخما كبيرا في العاصمة بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد استجابة لدعوات ناشطين بالخروج للتظاهر باسم “جمعة الصمود”.

وامتلأت الساحات العامة في مدن وبلدات بمحافظات بابل والديوانية وذي قار وميسان وكربلاء والنجف والسماوة والبصرة، وهي محافظات ذات أكثرية شيعية.

ويعكس عنوان التظاهرات (جمعة الصمود) نية المحتجين العراقيين باستمرار حراكهم الشعبي لحين تحقيق مطالبهم، وتوجيه رسالة إلى الحكومة والمسؤولين بعدم المراهنة على عامل الوقت.

وقال ناشط في احتجاجات ساحة التحرير ببغداد عرف عن نفسه باسم أثير الياسري، للأناضول، إن على الحكومة والمسؤولين الآخرين والأحزاب الحاكمة بصورة عامة أن تدرك تماما بأن المراهنة على الوقت لن يكون في صالحها.

وتابع الياسري، إن العراق لن يعود كما كان قبل “ثورة أكتوبر”، في إشارة إلى الاحتجاجات التي انطلقت في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكان المتظاهر الياسري، يردد أيضا ما قاله المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة، في مدينة كربلاء (جنوب).

وقال السيستاني، في الخطبة التي تلاها نيابة عنه ممثله أحمد الصافي، إن “الاحتجاجات تشكل انعطافة كبيرة، وإن البلد لن يعود إلى ما كان عليه”.

ووجه السيستاني، تحذيرا إلى المسوولين بالقول، “إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أن بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون، إذ لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك”.

واعتبر قمع المتظاهرين والإضرار بالأموال العامة والخاصة أو الاعتداء على أفراد الأمن “مخالفا للشريعة والقوانين”.

وبعد ساعات قليلة من تصريحات السيستاني، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق محتجين عن ساحة الحبوبي، وسط بغداد، إلا أن عشرات المتظاهرين أزالوا الكتل الإسمنتية واقتحموا الساحة التي تصل إلى جسر السنك المؤدي إلى المنطقة الخضراء.

وتسيطر قوات الأمن على الساحة منذ السبت الماضي، عندما أخرجت المتظاهرين ونصبت كتلا إسمنتية للحيلولة دون وصولهم إلى هناك.

وفي مدينة البصرة (جنوب)، انضم رجال دين من المسيحيين والصابئة المندائيين ووجهاء عشائر إلى الاحتجاجات.

وقال الناشط في احتجاجات البصرة سليم المحمد للأناضول إن الاحتجاجات توسعت لتشميل جميع شرائح المجتمع من أبناء من مختلف الأديان والطوائف والعشائر وطلبة المدارس والنقابات المهنية وغيرها.

وأضاف، أن المحتجين لن يعودوا إلى منازلهم لحين حصول تغيير حقيقي يلبي مطالبهم.

وتابع “الناس لم تعد تحتمل الفساد. وهذه الطبقة السياسية الفاسدة، ولن نغادر الساحات لحين رحيل كل هؤلاء”.

ويشهد العراق، منذ مطلع أكتوبر الماضي، احتجاجات شعبية في بغداد ومحافظات أخرى، تطالب برحيل حكومة عادل عبد المهدي، التي تتولى السلطة منذ أكثر من عام.

ومنذ ذلك الوقت، سقط أكثر من 325 قتيلا و15 ألف جريحا، وفق إحصاء أعدته الأناضول، استنادا إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية تتبع البرلمان)، ومصادر طبية.

واتهمت وزارة الدفاع، الجمعة، في بيان، “عصابات” تستخدم الأسلحة ورمانات الدخان القاتلة ضد المتظاهرين وقوات الأمن عد حد سواء.

وجاء البيان لتوضيح تصريحات صحفية أدلى بها مسبقا وزير الدفاع نجاح الشمري، قال فيها إن هناك “طرفا ثالثا يقوم بقتل المتظاهرين” من خلال قنابل غاز مسيلة للدموع، دخلت البلاد دون علم السلطات.

والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران.

وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات وتأمين فرص عمل ومحاربة الفساد، قبل أن تشمل مطالبهم رحيل الحكومة.

ويرفض عبد المهدي الاستقالة، ويشترط أن تتوافق القوى السياسية أولا على بديل له، محذرا من أن عدم وجود بديل “سلس وسريع”، سيترك مصير العراق للمجهول.

 

الأناضول

Shares